الوطن

الأحزاب السياسية تتبنى مواقف متباينة حول حجم الخطأ وأهدافه

على خلفية فضيحة كتاب الجغرافيا

 

اتجهت معظم قراءات الأحزاب السياسية إلى اعتبار الخطأ في كتاب الجغرافيا للسنة الأولى متوسط بتعويض دولة فلسطين بالكيان الصهيوني "هفوة يجب فتح تحقيق حولها"، كما استغلت بعض الأحزاب على غرار الأرسيدي ما يحدث في قطاع التربية "للمطالبة بتحرير المدرسة الجزائرية من المؤسسات الأيديولوجية والتلاعبات التي تهدد مستقبل التلاميذ أبناء الجزائر".
 
الأرسيدي: نطالب بتحرير المدرسة الجزائرية من المؤسسات الأيديولوجية
قال المكلف بالإعلام في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، عثمان معزوز، في تصريح ليومية "الرائد"، أمس، إن "الأرسيدي يطالب بتحرير المدرسة الجزائرية من مؤسسات أيديولوجية تحاول التلاعب في كل مرة بمستقبل التلاميذ وضرب استقرار قطاع التربية"، واعتبر معزوز أن "التيار الإسلامي المحافظ هو أكثر من يقف وراء هذه الحملات والتلاعبات في قطاع التربية"، وذكر معزوز "نحن في الأرسيدي نتأسف لأن قطاع التربية لم يكن أبدا قطاعا بعيدا عن التلاعبات والانتقادات، والمساس بمستقبل التلاميذ".
 
الأرندي: لا يجب أن ترتقي الأخطاء إلى مواقف سياسية
من جهته، قال المكلف الإعلام في التجمع الوطني الديمقراطي، صديق شهاب، إن "الأخطاء المطبعية اعتدنا علينا ومن حين لآخر نراها ومنذ سنوات، ونحن نعتقد أن ردود الفعل لا يجب أن ترتقي إلى مواقف سياسية"، مضيفا: "ردود الفعل تجاه خطأ مطبعي لا يجب أن تأخذ خلفيات وأبعادا سياسية ويجب تفادي التأويلات في هذا الشأن"، معتبرا أن "موقف الجزائر دولة وشعبا مع القضية الفلسطينية يغنينا عن أي تأويلات أخرى". ومن جهة ثانية، قال قيادي الأرندي "على الوزارة أن تنتبه أكثر في مراقبة مطبوعاتها وإصداراتها قبليا وبعديا والحرص على ذلك".
 
حركة البناء: الخطأ هو تلاعب بقيم الجزائر وتغليط للأجيال
قال بيان لحركة البناء الوطني، نشر أمس، إن ما تضمنه الخطأ المطبعي للكتاب المدرسي يعتبر "خرقا فاضحا لموقف الجزائر وعقيدتها تجاه فلسطين"، مضيفا أن "هذا الفعل يعبر عن حالة التخلي عن المسؤولية والتلاعب بقيم الجزائر وخياراتها الأساسية، وتغليط الأجيال في تاريخها وتشويه خارطة الأمة الإسلامية". وأضاف البيان أن الخطأ هو "مساس بموقف الجزائر السياسي والأمني في ظل التحديات الخطيرة ضد بلادنا"، وطالبت الحركة بـ"سحب كل نسخ الكتاب وتعويضها بكتاب يحمل اسم فلسطين على خارطتها"، وكذا "فتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤولين والأهداف من هذا الخرق الخطير وغير المسبوق في الكتاب المدرسي والمنظومة التربوية".
ومن جهة ثانية، دعت حركة البناء إلى "إصلاحات جذرية وحقيقية على هيكل القطاع ينهي حالة التلاعبات بعقل أبنائنا وثوابتنا الوطنية"، مثلما ذكر البيان.
 
الأفانا: ليس هفوة أو خطأ بل استخفاف بقيم الجزائريين
في السياق ذاته، قال موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، إن ما حدث في الكتاب المدرسي "ليس خطأ أو هفوة بل هو استخفاف بقيم ومبادئ الجزائر والجزائريين". وذكر تواتي أن "الكتاب المدرسي مر بعدة مراحل قبل سحبه، وهذه المراحل تتضمن مصححين ومراقبين ومؤلفين، وبالتالي لا يمكن أن نعتبره خطأ أو هفوة". واعتبر رئيس الأفانا أن "على الوزارة فتح تحقيق عميق لمعرفة ما حدث ومحاسبة المسؤولين عنه والمتورطين"، مضيفا في رده على سؤال بخصوص أن يأخذ خطأ مطبعي قراءات سياسية وتأويلات، أن "هذا ليس خطأ بمسؤولية محدودة بل قد تم تجاوز الحدود والمساس بقيم دولة وشعب وإهانة مبادئهم".
 
"حمس" تفتح النار على بن غبريط وتدعو لإخضاعها للمساءلة
انتقد القيادي في حركة مجتمع السلم "حمس"، ناصر حمدادوش، فضيحة إصلاحات الجيل الثاني لقطاع التربية الوطنية، والتي ظهرت في كتاب الجغرافيا للسنة الأولى متوسط الخاص بالجيل الثاني في صفحته 65 الخاص بخارطة العالم، والتي أظهرت بصورة فاضحة تؤسس لما يسمى بـ"إسرائيل" في غياب تام لأي إشارة للدولة الفلسطينية، قائلا أن "بن غبريط ليست جديرة بالبقاء في الحكومة الجزائرية وهي لا تمثل الشعب الجزائري". وأوضح ناصر حمدادوش إن "صحت تلك الصورة في هذا الكتاب المدرسي ضمن إصلاحات الجيل الثاني فهذا يعني أنه دليل مادي على أنها "إفسادات" وهو ما حذرنا منه عدة مرات"، مؤكدا أن "تهمة تسييس المدرسة الجزائرية وأدلجتها تنطبق على هذه الوزيرة ومن عينها ومن يقف وراءها ومن يحوطها بالرعاية السامية".
وفي نفس السياق، دعا القيادي في حركة مجتمع السلم "الأحزاب والجمعيات والنقابات والأولياء إلى الوقوف بجدية على حقيقة هذه المهازل والتثبت من محتوى هذه الكتب المدرسية والتصدي لمثل هذه التوجهات الصادمة للرأي العام".
يونس. ش/ هني. ع
 

من نفس القسم الوطن