الوطن

حماس تتفهم موقف الجزائر من عدم الإعلان الرسمي عن فتح مكتبها

بعد التصريحات الأخيرة لنائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق

قالت تقارير إعلامية عربية أن الجزائر تكون قد أبلغت، بصفة رسمية، حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" بضرورة تأجيل الإعلان الرسمي عن افتتاح مكتبها بالجزائر. ولوحظ في هذه التصريحات الإعلامية المنسوبة لقيادات من حركة حماس، أسلوب التفهم وعدم الرفض أو الانتقاد للموقف الجزائري، بل اختار أصحاب التصريح القبول بهذا التوجه وعدم الاعتراض عليه.
ومعلوم أن حماس لديها مكتب في الجزائر العاصمة ويسمح لقياداتها بأرض الوطن بالقيام بمختلف الأنشطة، ويوجد ممثل للحركة ويتعلق الأمر بمحمد عثمان المعروف بـ"أبو البراء"، وتعرف قيادات حركات حماس زيارات متتالية للجزائر لحضور أنشطة وندوات سياسية، كما تعرف القضية الفلسطينية تضامنا كبيرا من قبل الجزائريين، ولا تمارس السلطات الرسمية أي عراقيل على النشاطات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، بل مسموح حتى للمؤسسات ذات طابع شبه رسمي، على غرار الهلال الأحمر الجزائري وجمعية العلماء المسلمين وأحزاب سياسية محسوبة على السلطة، بتقديم مساعدات للفلسطينيين. وكما هو معروف فإن الجزائر لديها علاقات مع أغلب الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حركة فتح، ولا تمارس أي نوع من الضغوطات على أي منها. وعرفت العلاقة مع حركة حماس تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة رغم أن الملف في الجزائر لا يزال يتعاطى معه على أنه ملف أمني وتبتعد المؤسسات السياسية الرسمية عن التعاطي معه بشكل علني. وكان اللقاء الأخير لنائب رئيس المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، خلال زيارته إلى الجزائر فرصة لعقد لقاءات متعددة لم يكشف عن بعضها، إلا أن أبرزها كان اللقاء الذي جمعه مع الأمين العام للأفلان المحسوب على الحزب الحاكم الذي حرصت السلطة من خلاله على تمرير رسائل توضح وجود علاقة متميزة مع حركة حماس.
ومنذ الربيع العربي عرفت الديبلوماسية الجزائرية منعرجا جديدا في التعاطي مع مختلف المكونات والقوى في الدول التي تعرف حراكا سياسيا كبيرا على غرار ليبيا وفلسطين وسوريا أيضا.
إلا أن بعض المصادر أوعزت حرص الجزائر على عدم الإعلان الرسمي عن هذه العلاقة لإمكانية وجود ضغوطات دولية تمنع هكذا توجه، وخاصة أن أغلب الدول الغربية تعتبر حركة حماس منظمة إرهابية، الشيء الذي لا تقره الجزائر، بل ذهبت أبعد من ذلك حين رفضت اعتبار حزب الله منظمة إرهابية من طرف الجامعة العربية، لأن الجزائر تقر بأن فلسطين دولة محتلة من الكيان الصهيوني وأن كل المواثيق الدولية تقر بأحقية الشعب الفلسطيني وقواه الحية في مقاومة الاحتلال الصهيوني، وهي من أكثر الدول إصرارا على ضرورة الفصل بين حق المقاومة ومفهم الإرهاب.

خولة. ب

من نفس القسم الوطن