الوطن

غياب وسائل النقل يعزل الجزائيين وسيارات الأجرة و"الكلونديستان" يفرضون منطقهم!

حافلات إيتوزا والميترو وعربات الترامواي لم تستوعب العدد الهائل من المواطنين

 

 عانى الجزائريون يومي العيد وككل سنة من ظاهرة انعدام حافلات النقل أو قلّتها بشكل رهيب جعل كل واحد إما يستعد لذلك باستئجار كلونديستان حتى قبل العيد أو الرضوخ لقانون سيارات الأجرة وأصحابها الذين يفرضون مبالغ تكاد تكون خيالية وهي فوق طاقة المواطن البسيط.

تجددت معاناة المواطنين في كل مناسبة عيد مع وسائل النقل، حيث عرفت هذه الأخيرة نقصا فادحا في أولى أيامه ما حرم العديد منهم من قضاء العيد مع أسرهم. وخلال الخرجة الميدانية لـ "الرائد" يومي عيد الأضحى المبارك، للوقوف على مدى توفر وسائل النقل يومي عيد الأضحى المبارك، لاحظنا حالة الصمت والهدوء المخيّمين على عديد المحطات، حيث لم تتوفر أبسط خطوط النقل وأقصرها، هذا ما زاد من استياء وتذمر العديد من المسافرين، إذ عبّر المواطنون بمختلف أحياء العاصمة عن امتعاضهم الشديد من تكرار ظاهرة النقص الفادح في  خطوط النقل، سيما مستعملي خطوط النقل ما بين الولايات، حيث أكدوا انعدامها، نظرا لعدم استئناف بعض السائقين عملهم في أول أيام عيد الأضحى المبارك .

 

سيارات الأجرة تفرض منطقها وأسعارها 

وليس فقط وسائل النقل من الحافلات هي التي شلت حركة النقل بالعاصمة فسيارات الأجرة كذلك كانت غائبة عن معظم المواقف بشوارع العاصمة التي كانت هادئة وخالية من الازدحام والاختناق المروري المعهود بها في هذه السنوات الأخيرة بعد أن رفضوا الالتزام بضمان المداومة لغياب قانون يفرض عليهم العمل أيام العطل والأعياد، الأمر الذي فرض عزلة تامة على عدة أحياء لتتحوّل جراء ذلك العاصمة إلى مدينة شبه خالية ترقد في سبات عميق في ظل الصعوبة الكبيرة التي واجهت المسافرين في التنقل لزيارة الأهل، الأحباب، الأقارب وكذا المقابر بسبب النقص الحاد في وسائل النقل، سيما سيارات الأجرة التي سجلت غيابا شبه كلي. كما أن غالبية المحطات التي مرت بها "الرائد" كانت خاوية على عروشها، باستثناء محطة أول ماي على الواجهة البحرية، عيسات إيدير ببلوزداد وبئر مراد رايس.

 

حافلات ايتوزا الميترو والترامواي ملاذ العائلات الوحيد 

ولم يجد المواطنون بوسط العاصمة سوى حافلات "إيتوزا"، كون مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر ملتزمة بتوفير الخدمة العمومية في مثل هذه المناسبات. والإمر كان أقل حدة للساكنة القاطنين بالقرب من محطات الترامواي والمترو التي شهدت حركة جد محدودة في اليوم الثاني من العيد، نظرا للعدد المحدود من عربات الترامواي التي لم تستوعب العدد الهائل من المسافرين حيث تعذرت الحركة بداخلة، ناهيك عن الطوابير الطويلة أمام شباك التذاكر وفي حالة الظفر بتذكرة يضطر هؤلاء الانتظار أكثر من ساعتين من أجل قدوم الترامواي بسبب تزايد الطلب خلال أيام العيد، غير أنه كما هو معلوم فإن نسبة تغطيتها للعاصمة تبقى قليلة مقارنة بالناقلين الخواص، حيث وجد غالبية المسافرين صعوبات جمة في تنقلاتهم وبخاصة اتجاه المقابر الموجودة على مستوى العاصمة، وهو الأمر الذي لاقى سخطا كبيرا من طرف المواطنين الذين عبروا عن امتعاضهم من تجدد المعاناة كلما هلت الأعياد والمناسبات على العاصمة.

س. ز

 

من نفس القسم الوطن