الوطن

الرئاسة تستبق غياب الرئيس بظهوره في قصر المؤتمرات

بعد أن شكل غيابه في صلاة العيد حدثا إعلاميا وفرصة للإشاعات

 

رغم ظهوره، قبل أيام قليلة، في تدشين قصر المؤتمرات، غاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن أداء صلاة عيد الأضحى للمرة الرابعة، ويعتبر أداء صلاة عيدي الفطر والأضحى وحفل ليلة القدر من التقاليد البروتوكولية التي تعود رؤساء الجزائر على أدائها منذ الاستقلال وبحضور كبار رجال الدولة وأعضاء السلك الدبلوماسي للدول الإسلامية المعتمدين في الجزائر. وقد بعثت الصور الأخيرة التي أظهرته في صحة جيدة إمكانية حضوره صلاة العيد، إلا أنه على عكس ذلك فقد أدى كل من رئيس مجلس الأمة ورئيس المجلس الشعبي الوطني والوزير الأول صلاة العيد يوم الإثنين في المسجد الكبير بالعاصمة.
ولا يزال غياب الرئيس في المناسبات الكبرى يثير جدلا واسعا في الأوساط السياسية، رغم أن الرأي العام بدأ يتعود على هذه المناسبات دون حضور الرئيس، وقلت الإشاعات التي أصبحت ترافق هذه المناسبات، خاصة أمام وجود أطراف تسعى لتغذيتها لتحقيق مآرب سياسية، بما فيها الحديث عن الشغور وغيرها من المصطلحات التي ترافع أطراف على تحقيقها في أرض الواقع.
وتجدر الإشارة أن غياب الرئيس لا يمكن أن يغفل خاصة من المراقبين الدوليين الذين يحرصون على التساؤل مع كل من يلتقونه عن الحضور الفعلي للرئيس في القرارات وتسيير أغلب الملفات في البلاد، وهو ما تنادي به أحزاب المعارضة تكرارا.
بعض المتابعين للشأن الوطني يقولون أن الرئيس هذه المرة استبق حديث المعارضة وبعض وسائل الإعلام بخروجه في تدشين قصر المؤتمرات، وهو شكل جديد في التعاطي مع ملف صحة الرئيس الذي بدا أكثر تحسنا من قبل.
ومع الدخول في مرحلة الخطاب الانتخابي، من الواضح أن أحزاب المعارضة ستجعل من ملف صحة الرئيس وحضوره، سواء في المناسبات الدينية أو الوطنية أو حتى غيابه الدبلوماسي، أحد محاور خطابها السياسي المنتقد للوضع العام في البلاد، والمبرر في حالات الفشل في تحقيق أي تقدم في النتائج على أن محيط الرئيس هو المعرقل لها.
كما إن بعض وسائل الإعلام وخاصة الخارجية منها، أصبحت تتكلم بشكل مستمر عن خليفة الرئيس وعن تجاذبات داخل سرايا النظام والزمر المشكلة له، كل يسعى للانفراد بتسيير مرحلة ما بعد بوتفليقة.
في حين يتوقع بعض المراقبين أن خرجة الرئيس الأخيرة ربما سيكون لها ما بعدها أمام تواتر الحديث عن تغييرات كبرى، سواء في الإدارة بحركة واسعة في سلك الولاة تأخرت ربما بسبب الدخول الاجتماعي، وحديث عن تعديلات على مستور الحكومة للتحضير الجاد للاستحقاقات الانتخابية القادمة.
 
خالد. ش

من نفس القسم الوطن