الوطن

استجابة ضعيفة لنظام المداومة وعقوبات بلعايب لم تردع التجار!

سيناريو السنوات الماضية يتكرر والجزائريون يمضون العيد دون حليب وخبز

 

  • انقطاع التزود بالمياه ينغص على الجزائريين فرحة العيد 

 

 

عاشت العاصمة يومي عيد الأضحى مشهدا مألوفا وسيناريو مشابها للسنوات الماضية حيث أوصدت أغلب محلات بيع المواد الغذائية، المخابز، الصيدليات ومحلات بيع الخضر والفواكه أبوابها ومرة أخرى ضرب التجار تعليمات وزارة التجارة والقانون 04-08 عرض الحائط ما خلق ندرة في المواد الأساسية عند المواطنين.

 لم يكن عيد الأضحى هذه السنة مختلفا عما كان عليه الحال في السنوات السابقة، حيث تهافت المواطنون بالعاصمة وجابوا مختلف شوارع العاصمة لساعات طويلة في رحلة بحث عن مادة الخبز والحليب وعن مختلف المواد الأساسية لعدم التزام غالبية التجار وأصحاب المحلات والمخابز والصيدليات بفتح محلاتهم قصد العمل وفق نظام المداومة، ضاربين بذلك عرض الحائط القوانين، وكذا تحذيرات وزارة التجارة التي حددت قائمة تضمنت 33 ألاف تاجر عبر الوطن منهم 4500 بالعاصمة فقط لنظام الحد الأدنى من الخدمات والنشاط التجاري ضمن نظام المداومة.

 

 مواطنون في ماراطون البحث عن الخبز والحليب 

وبعيدا عن مظاهر فرحة عيد الأضحى التي شهدتها مختلف المدن الجزائرية، وكذا صور التضامن والأخوة والتسامح التي تلت صلاة العيد، بدت الحياة في العاصمة شبه راكدة بعد أن أحجم التجار، خاصة بعض محلات المواد الغذائية والمخابز، عن التقيد بالتعليمات التي أعطيت لهم لضمان المداومة في يومي العيد، ومن خلال جولة قامت بها "الرائد" بمختلف أحياء العاصمة بكل من باب الزوار وساحة أول ماي ومحمد بلوزداد وتيليملي وساحة أودان وعين النعجة والقبة وبئر خادم والشراڤة وعين البنيان تبين أن أغلبية المحلات بقيت مغلقة إلا عدد قليل جدا من بائعي المواد الغدائية العامة واستوديوهات التصوير وكذا محلات بيع التبغ والفليكسي. حيث وجد المواطنون صعوبات كبيرة في اقتناء ما يحتاجونه، خاصة مادة الخبز، في حين التزم آخرون وقاموا بفتح محلاتهم. ولكن سلوكيات التجار هذه لا تعد جديدة باعتبارها تكررت خلال كل الأعياد الماضية، وما يمكن الإشارة إليه هو فشل كل الحملات التحسيسية المرفوقة بالقوانين التي تلزم التجار بإبقاء محلاتهم مفتوحة يومي العيد، حيث لم يلمس المواطن أي مؤشرات إيجابية بل واجه صعوبات واضطر لقطع مسافات طويلة من أجل قضاء حاجياته، وتطلب منه الأمر الانتظار لساعات في الطوابير أمام المخابز القليلة التي تقيدت بالمداومة وهي ظاهرة عكست إلى حد كبير أن كل التصريحات والتطمينات التي قدمت من طرف الجهات الوصية، ممثلة خاصة في وزارة التجارة، ومن ورائها الاتحاد العام للتجارة والحرفيين الجزائريين وكذا الاتحادية الوطنية للخبازين، بقيت حبرا على ورق ومجرد كلام للاستهلاك ليس إلا.

 

ندرة في الخضر والفواكه والأسعار نار

هذا وشهدت أسعار الخضر والفواكه التهابا محسوسا قبيل العيد وندرة في يومي عيد الأضحى، وهي المناسبة التي يجعل منها بعض التجّار والسماسرة الفرصة السانحة للربح الوفير في ظلّ غياب قانون تحديد هامش الربح، إلى جانب انعدام الرقابة وانتشار المضاربة وظهور العديد من الطفيليين في هذا المجال، الذي أضحى في السنوات الأخيرة قطاعا متذبذبا بتذبذب الأسعار المعروضة التي تختلف من منطقة لأخرى ومن سوق لآخر. ولعلّ غياب المراقبة في المواسم والأعياد، تجعل العديد من التجّار الجشعين يرفعون الأسعار كما يحلو لهم، خاصّة وأن نسبة كبيرة من المحلات والأسواق تكون مغلقة في وجه الزبائن، فالمنتوج الذي كان يعرض للبيع قبل أسبوعين من العيد بسعر، بيع بثمن مضاعف يومي عيد الأضحى ، وهو شأن البطاطا، السلطة، الطماطم، القرعة، الجزر واللفت، باعتبارها الخضروات الأكثر طلبا في مثل هذه المواسم، التي يستغلّها البعض للربح الوفير فيما لا يجد المواطن حلا سوى الرضوخ وسط الندرة الموجودة حيث اضطر مواطنون لشراء قرعة ذابلة نصفها غير صالح للاستهلاك بثمن 250 دج.

 

مشاكل انقطاع التزود بالمياه ينغص على الجزائريين فرحة العيد 

هذا وقد عانت الكثير من الأحياء ببلديات العاصمة يومي العيد من نقائص ومشاكل حالت دون اكتمال فرحة العيد الأضحى، حيث شهدت أحياء جفاف الحنفيات وهو الأمر الذي صعب على الأسر من مهمة التخلص من نفايات عيد الأضحى حيث وجد ربات البيوت أنفسهم في مواجهة فضلات الدوارة وبوزلوف دون مياه وهو الأمر الذي لاقا الاستنكار حيث أكد بعض المواطنين في عدة بلديات على غرار بلدية برج الكيفان أنهم لا يعانون مشاكل انقطاع مياه الحنفيات إلا في الأعياد والمناسبات وهو الأمر الذي يثير استغرابهم كأن مصالح سيال تنتقم منهم.

س. زموش

من نفس القسم الوطن