الوطن

أسعار الخضر والفواكه تعمق معاناة الجزائريين مع "مصروف" عيد الأضحى!

شهدت ارتفاعا ملموسا رغم تطمينات وزارة التجارة

 

اللفت والجزر بـ 150دج والكوسة تتجاوز عتبة الـ 200دج

صالح صويلح: الأسواق تحتاج لرقابة وليس مجرد تطمينات

 

تعرف أسعار الخضر والفواكه عشية عيد الأضحى ارتفاعا ملموسا رغم تطمينات وزارة التجارة ومسؤولين أسواق الجملة بالوفرة والاستقرار في الأسعار إلا أن جشع التجار فرض زيادات غير منطقية وغير مبررة وسط تذمر المواطنين الذي اعتبروا هذا الارتفاع ابتزازا وفرصة للكسب على حساب المستهلك الذي أنهكت قدرته الشرائية بمصاريف الدخول الاجتماعي وعيد الأضحى.

وجد المواطنون ككل عام أنفسهم أمام وضع صعب نتيجة الارتفاع الكبير في بورصة أسعار الخضر والفواكه عشية عيد الأضحى، أين استغل بعض تجار التجزئة والوسطاء حاجة المواطنين وإقبالهم على اقتناء الخضر والفواكه في المواسم لرفع الأسعار. 

 

اللفت والجزر بـ 150دج والكوسة تتجاوز عتبة الـ 200دج

وحسب ما رصدناه في جولة استطلاعية قادتنا إلى بعض أسواق العاصمة، لاحظنا الارتفاع الكبير الذي طال عدد من الخضر التي تدخل في تحضير اطباق العيد على غرار الكوسة التي وصل سعرها لـ 200 دج في حين وصل سعر الجزر واللفت حدود الـ150دج وتراوح سعر الخس بين 100 و120 دج حسب النوعية، أسعار البطاطا عرفت هي الأخرى ارتفاع أين وصل أمس حدود 50 دج في حين أن سعرها لم يكن يتجاوز منذ أسبوع فقط عتبة الـ35 دج، كما تراوح سعر الطماطم ما بين 110 و120 دينارا، كما تراوح سعر الفلفل بنوعيه ما بين 130 و150 دينارا، لتصل أسعار الفاصولياء الخضراء إلى 200 دج فيما حافظ البصل على مستوياته المتوسطة في حدود 40 دج فيما بلغ سعر الثوم والليمون عتبة الـ250 دج ، في الوقت الذي لم تسجل فيه أسعار الفواكه الاستثناء من حيث الارتفاع، حيث تراوح سعر العنب ما بين 300 و350 دينار بعد أن كان ثمنه لا يتجاوز سقف 140 دينارا في أسوء الأحوال كما بلغ سعر التفاح 300 دينارا للنوعية المتوسطة وبلغ سعر التين أيضا 300دج للكيلو غرام في حين وصل سعر الموز لـ 250 دج للكيلو غرام.

 

مسؤولية ارتفاع الأسعار ضائعة بين تجار الجملة ونظرائهم في أسواق التجزئة

وعن سبب هذا الارتفاع يحمل بعض التجار المسؤولية لأسواق الجملة مؤكدين أنهم وجدوا هذه الأيام صعوبة كبيرة في التموين بالخضر والفواكه بعد أن قل العرض عن الطلب وهي "استراتيجية" ألفها الممونون أو ما يصطلح على تسميتهم ب "الوسطاء" في مثل هذه المناسبات حيث يعمدون فيها الى تخزين المنتوج وتسويق جزء بسيط منه لاحتكار الأسعار وهي ممارسة غير شرعية على حد تعبير العديد من تجار التجزئة الذين يعيبون على السلطات المحلية غياب الرقابة على أسواق الجملة الأمر الذي فتح المجال للوسطاء لتوظيف قانون العرض والطلب بما يخدم مصالحهم·

وفي هذا الصدد صرح لنا احد التجار أن البطاطا والكوسة واللفت تدخل ضمن وصفات تحضير الأطباق التقليدية للعائلات الجزائرية في أيام عيد الأضحى لذلك وككل سنة حضر الممونون أنفسهم لهذه المناسبة من خلال التقليص من كمية المنتوجات الفلاحية الموجهة للتسويق، حيث سجل في الفترة الأخيرة نقصا في كميات الخضر والفواكه التي تدخل السوق وهو ما رشح الأسعار للارتفاع، وهو عكس ما صرح به تماما منذ أيام مدير سوق الجملة بالكاليتوس بالجزائر العاصمة الذي توقع  استقرارا في اسعار الخضر والفواكه على مستوى سوق الجملة بالكاليتوس (الوحيد على مستوى العاصمة) عشية حلول عيد الاضحى وخلال الأسبوع الذي يليه بالنظر الى وفرة المنتوج. وأضاف أن مشكل “ندرة او غلاء” اسعار الخضر والفواكه لن يطرح بالسوق خلال هذه الفترة , وأن اي زيادة او غلاء في الأسعار لن يكون بسبب تجار الجملة وإنما على مستوى أسواق التجزئة وبناء على مبدأ العرض والطلب.

 

صالح صويلح: الأسواق تحتاج لرقابة وليس مجرد تطمينات

من جهته أشار الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين صالح صويلح إلى وجود العديد ممن أسماهم بالتجار الانتهازيين  الذين يستغلون هكذا مواسم لممارسة طقوسهم المسيئة للمهنة والمواطن بصفة خاصة، مؤكدا في اتصال هاتفي مع "الرائد" بأن غياب هياكل تنظمية وعدم اهتمام جميع المصالح المعنية بالمستهلك والتاجر على حد سواء،  أدى إلى انتشار ظاهرة العشوائية واستغلال الفرص، حيث ذكر صويلح على سبيل المثال أن النقص الكبير في غرف التبريد ينجم عنه عدم استقرار في التوزيع والتمويل، وهو ما يؤدي إلى عجز في الحفاظ على استقرار الأسعار، كما أكد بأن مشكل نقص الأسواق الجوارية يؤدي بدوره إلى تسلل فئة الوسطاء إلى السوق و تضخيم الفوارق المالية بين سعري الجملة والتجزئة الذي طالما يتجاوز نسبة 50 بالمائة، ما يجعل المواطن تحت مطرقة بارونات الوسطاء والتجار وسندان غلاء الأسعار على حد تعبيره.

س. زموش

من نفس القسم الوطن