الوطن

بن غبريت تلجأ للشعب لكسب تأييد حول إصلاحات الجيل الثاني

رمت بملف إصلاح البكالوريا لمجلس الوزراء للفصل فيما اقترحته

 
  • نحو اعتماد استراتيجية وطنية للمعالجة البيداغوجية ومكافحة الرسوب المدرسي
 
توجهت وزارة التربية الوطنية نحو الشعب وأولياء التلاميذ وكذا بعض الخبراء والمختصين لإبداء آرائهم حول ما جاءت به إصلاحات الجيل الثاني، حسب ما كشفت عنه وزيرة القطاع نورية بن غبريت، هذه الخطوة اعتبرها البعض من النقابيين فرصة للتهرب من الانتقادات التي وجهت لهذه الإصلاحات التي جاءت بها الوزارة، ورغم أن الوصاية وحسب ما صرحت به الوزيرة يتعلق بتقديم مقترحات حول هذه المناهج من خلال موقع إلكتروني خصص لهذا الغرض من قبل الوصاية لعامة الشعب والمختصين إلا أن انتقادات عديدة ستطاله في قادم الأيام، وبخصوص الدخول المدرسي الذي أعطت أمس إشارة انطلاقه من ولاية النعامة، فقد أكدت الوزيرة توفير كل الظروف المناسبة لموسم دراسي يمكنه أن يغطي على بعض الاختلالات التي سجلت سابقا، خاصة وأنه يرتقب أن تشهد بعض الامتحانات الرسمية تغييرات في طريقة إجرائها كالبكالوريا التي قالت إن ملف إصلاحاتها ستفصل فيه الدولة من خلال مجلس الوزراء وجددت المتحدثة التأكيد على أهمية هذه الإصلاحات التي ستسمح باعتماد استراتيجية وطنية للمعالجة البيداغوجية ومكافحة الرسوب المدرسي.
أعلنت وزيرة التربية نورية بن غبريت، عن فتح موقع إلكتروني أمام عامة الشعب والمختصين، من أجل تقديم مقترحاتهم حول مناهج الجيل الثاني، أكدت وزيرة التربية الوطنية، بالجزائر العاصمة، أن ملف اصلاح البكالوريا سيتم إحالته على مجلس الوزراء، مشيرة إلى أخذ بعين الاعتبار المقترح المتعلق بالمرور من اجراء البكالوريا في ظرف خمسة أيام إلى ثلاثة أيام، وكذا مبدأ ادراج المراقبة المستمرة في التقييم، وأوضحت بن غبريت في تصريح للإذاعة الوطنية صبيحة أمس أن "ملف اصلاح البكالوريا سيتم احالته على مجلس الوزراء"، مضيفة أن المقترح المتعلق بالمرور من إجراء البكالوريا في ظرف خمسة أيام إلى ثلاثة أيام ، وادراج المراقبة المستمرة في تقييم التلميذ، واعادة النظر في شكل مواضيع البكالوريا قد أخذوا بعين الاعتبار".
وفي ردها عن سؤال حول امكانية ادراج المراقبة المستمرة في بكالوريا 2017 أفادت بن غبريت أن "القرار يعود إلى مجلس الوزراء"، معتبرة ان اجراء البكالوريا في ظرف ثلاثة أيام لا يعتبر "ثورة ولكن تحسينات في التعليم الثانوي"، أما بخصوص اصلاح الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، فشددت الوزيرة أن هذا الملف يعد من بين أهم النقاط التي تمت مناقشتها من أجل تأمين مواضيع البكالوريا منذ بداية التحضير للمواضيع إلى غاية طبعها وتوزيعها.
وفي الشق المتعلق بمناهج الجيل الثاني، أكدت المسؤولة الأولى عن القطاع أنه تم فتح موقع إلكتروني للاطلاع على كتب الجيل الثاني موجه للجميع سواء خبراء أو غيرهم، مطمئنة بأن الكتب متوفرة على المستوى الوطني وأي نقص سيتم معالجته في غضون الأسبوع الأول من الدخول المدرسي.
 
نحو اعتماد استراتيجية وطنية للمعالجة البيداغوجية ومكافحة الرسوب المدرسي
على صعيد آخر وخلال إشرافها على إعطاء إشارة انطلاق الموسم الدراسي من ولاية النعامة، أكدت وزيرة التربية الوطنية أن دائرتها الوزارية تعمل على وضع استراتيجية وطنية للمعالجة البيداغوجية ومكافحة الرسوب المدرسي، وأوضحت الوزيرة في كلمة ألقتها لدى إشرافها على مراسم الافتتاح الرسمي للسنة الدراسية الجديدة (2016-2017) بحضور وزير المجاهدين الطيب زيتوني أن دائرتها الوزارية تعمل على وضع استراتيجية وطنية للمعالجة البيداغوجية ومكافحة الرسوب المدرسي  وهو عمل كان قد انطلق منذ أكثر من سنة وهو يشمل النتائج الوطنية للامتحانات في ولايات الجنوب والشمال والهضاب العليا.
وبعد أن أعربت عن أملها في أن تكون هذه السنة الدراسية الجديدة ناجحة "بكل المقاييس بما يسمح بالارتقاء بالمدرسة لتكون فضاءا لتفتح شخصية التلميذ وآفاقا لتحقيق نجاحه   أكدت وزيرة القطاع أن هذه السنة ستمنح فيها الأولوية للبعد البيداغوجي الذي دارت حوله جل ندوات تقييم الإصلاح وهو ما تم ترجمته بإعادة كتابة البرامج التعليمية وإصدار كتب جديدة شرع فيها بصفة تدريجية، وستمس هذه العملية جميع المراحل في السنوات المقبلة بدءا من إعادة كتاب الثالثة والرابعة ابتدائي والثانية والثالثة متوسط في الموسم الدراسي المقبل  كما أضافت بن غبريت، وأشارت أن جهود القطاع تندرج في إطار سيرورة تكييف وتحسين البرامج مع القانون التوجيهي للتربية   مؤكدة في ذات السياق أن "المنظومة التربوية تأخذ بعين الاعتبار الجوانب المكونة للمجتمع الجزائري في بعدها التربوي والعلمي والأدبي والفني الأكثر تأقلما مع الزمن المعاصر".
وذكرت وزيرة التربية الوطنية أن تاريخ الجزائر تمثله تربية عائلية مشبعة بتعلق الجزائري بالأرض وبوطنه، وقالت " أن هذه الأرض التي تعرضت لحروب وأحزان ومآسي أنجبت رجالا ونساء يدافعون عنها وهم اليوم يحيون تاريخها بتنوع مناطقها وشعوبها وتقاليدها وأعرافها وكما فعل شهداء ثورتنا التحريرية بالأمس واليوم أفراد الجيش الوطني الشعبي فإن المدرسة من جهتها تقوم بمهامها في غرس قيم ثورتنا وذاكرة شهدائنا بفكر علمي معاصر"، وحيت الوزيرة بالمناسبة تضحيات شهداء الواجب خلال العشرية السوداء ومنهم شهيدات الواجب من الأستاذات اللائي تم اغتيالهن في تلاغ سنة 1996.
وواصلت كلمتها في ذات الشأن بقولها "نعمل مع كافة القطاعات لمعنية من أجل وضع برامج وكتب ذات بعد تاريخي وديني وأمازيغي بكل اللغات وبدعم خبراء ومؤسسات جزائرية   لضمان التقاء التلاميذ مع صانعي الذاكرة "، وذكرت الوزيرة في تدخلها أن الوزارة تعمل خلال الموسم الدراسي على "تثمين النشاطات الرياضية والثقافية والفنية من أجل تشجيع أشكال التعبير لدى الطفل وهو ما يعكسه رفع الحجم الساعي لحصة الرياضة من 45 دقيقة إلى ساعة أسبوعيا وأيضا مرافقة الأساتذة من طرف المفتشين وتقديم كل الوثائق المرافقة وأدلة كتب المناهج الجديدة وتحسين الخدمة العمومية للموظفين وغيرها من التدابير"، وبعد أن أكدت وزيرة التربية الوطنية أن استقرار الجزائر يعد فرصة ثمينة لبناء جزائر قوية ومتطورة  وبناء مدرسة ذات نوعية تسمح للتلميذ بتنمية قدراته دعت الجميع إلى التعاون من أجل إنجاز مشاريع سترتكز على إرساء مدرسة ذات جودة والتزام وتجند أعضاء الجماعة التربوية لضمان الاستقرار والنجاح للموسم الدراسي".
محمد الأمين. ب

من نفس القسم الوطن