الوطن

أرقام مبالغ فيها وغياب التأطير في المساعدات التي تقدم للأسر المعوزة خلال الدخول المدرسي!

أكثر من جهة تتحدث عن توزيع آلاف الحقائب المدرسية

 

جمعية جزائر الخير: الوضع الاقتصادي وتتالي المناسبات جعل الأسر الميسورة معوزة!

جمعية كافل اليتيم: الأسر المعوزة والفقيرة بحاجة لأكثر من يد من أجل مساعدتها

 

مع حلول الدخول الاجتماعي وعدم قدرة العديد من الأسر المعوزة على توفير تكاليفه خاصة مع تتالي المناسبات هذه السنة يظهر دور التكافل الاجتماعي من خلال مبادرة الجمعيات الخيرية المساجد ومنظمات الهلال الأحمر وكذا بعض الأحزاب ومنظمات أخرى والتي بادرت معظمها بحملات تضامنية لرفع الغبن عن الفقراء ومساعدتهم في ضمان دخول مدرسي ملائم لأبنائهم ألا ان الأرقام المبالغ فيها التي تقدم عن عدد الأسر الذين استفادوا من الدعم يظهر غياب في تأطير هذه العملية التضامنية وشكوك حول وجهتها وأحقية مستفيديها. 

عجزت الكثير من الأسر عن سد الاحتياجات الضرورية للدخول المدرسي حيث شكل ثمن المحافظ والمآزر، بالإضافة إلى الكتب والأدوات المدرسية عبئا كبيرا على عاتق الأولياء، لا سيما الذين يزيد عدد أبنائهم المتمدرسين عن فرد واحد، وبهدف مساعدة هذه العائلات المحتاجة تحركت العديد من الجمعيات الخيرية التي تنشط على المستوي المحلي بالإضافة إلى عدد من المساجد ومنظمات الهلال الأحمر الجزائري وحتي بعض الأحزاب  لجمع وتوزيع لوازم الدخول المدرسي، حتى يحظى الجميع بسنة دراسية جديدة بعيدا عن الحرج والحاجة، لكن ومن خلال الأرقام التي تعلن عنها كل جهة يتبين غياب التأطير في مثل هذه العمليات التضامنية وغياب رؤية واستراتيجية واضحة ما يفتح المجال للتساؤل في ما أذا كانت هذه الأرقام حقيقية وكل هذه المساعدات تذهب لوجهتها الحقيقية ولمستحقيها خاصة وأن الأطراف المساعدة متعددة على مستوي كل بلدية من جمعيات، مساجد، مصالح البلدية، وبصورة اقل الأحزاب، وهو ما يستدعي تنسيق محكم من أجل عملية ناجحة فمن غير المعقول ان توزع جمعية خيرية على مستوي بلدية ألفين حقيبة مدرسية ويوزع حزب سياسي الف حقيبة بالإضافة إلى ما توزعه المساجد ومنظمات الهلال الأحمر الجزائري وحتي البلديات في بعض الأحيان فغير منطقي ان توجد بلديات كل سكانها معوزين.

 

جمعية جزائر الخير: الوضع الاقتصادي وتتالي المناسبات هذه السنة جعل من الأسر الميسورة معوزة!

 

وفي هذا الصدد أوضح رئيس جمعية "جزائر الخير"، عيسى بلخضر في تصريح لـ"الرائد" أن جمعيتهم تعنى بمرافقة 10 ألاف أسرة فقيرة مسجلة لديها خلال كافة المواسم وفي كلا المناسبات مشيرا أنه ومع حلول الدخول المدرسي أطلقت الجمعية مبادرة أسبوع التضامن المدرسي الذي يستمر إلى غاية العاشر من شهر سبتمبر القادم حيث تقوم الجمعية بجمع ما تمكن من الحقائب والمستلزمات المدرسية وتوزيعها فيما بعض على الاسر من المحتاجين مشيرا أن الجمعية ستركز هذه السنة على الأسر بالمناطق العليا وولايات الجنوب الجزائري، حتى لا يتسبب الفقر والحاجة في التأثير على المسار التعليمي للأطفال، كما تقدم بعض المساعدات أيضا إلى فئة الجامعيين من الأيتام المعسورين ماديا، وأضاف ذات المتحدث أن الأرقام التي تقدمها الجمعية ذات مصداقية ولا تعد مبالغ فيها لأن عدد المعوزين على المستوي الوطني بالملايين بالإضافة إلى ان تدني القدرة الشرائية لأغلب الاسر وتتالي المناسبات هذه السنة تجعل حتي من الأسر ميسورة الحال معوزة أمام ثقل التكاليف وأشار عيسى ان  وكل أسماء الاسر التي تسفيد من الدعم مسجلة لدى مصالح الجمعية وسبق وخضعت للتحقيق من اجل معرفة احقيتها في الاستفادة من الدعم  مشيرا ان العملية التضامنية على مستوي الجمعية مؤطرة تأطيرا صارما أما عن التنسيق بين باقي الجمعيات وباقي الأطراف التي تشارك كل سنة في العمليات التضامنية على غرار المساجد والأحزاب وجمعية الهلال الأحمر قال عيسى أن كل منظمة لها فئة مستهدفة وقائمة معوزين توجه لهم الدعم مضيفا انه رغم الأرقام المقدمة يبقي الدعم الموجه للأسر غير كافي وتبقي العديد من الاسر محرومة من ابسط الضروريات.

 

جمعية كافل اليتيم: الأسر المعوزة والفقيرة بحاجة لأكثر من يد من أجل مساعدتها

 

هذ وقد أكد نشطاء بجمعية كافل اليتم الخيرية ان الجمعية وزعت منذ أيام، 3 ألاف محفظة مستوفية لجميع الأدوات واللوازم المدرسية، بالإضافة إلى العدد نفسه من المآزر على الأيتام المسجلين بالجمعية، لتغطي بذلك جميع الأيتام واليتيمات المتمدرسين والمسجلين بالجمعية، ليبقي العدد حسب المكلف بالإعلام لدى الجمعية، ياسين بومدين، غير كافي باعتبار انه لا يزال العديد من الاسر لم تستطع الجمعية الوصول إليها، وفي هذا الصدد أشار بومدين في تصريح لـ"الرائد" أن كل المساعدات التي تقدمها الجمعية تذهب لمستحقيها بغض النظر أن كانت بعض الاسر تستفيد  من الدعم من جهة أخرى يضيف بومدين الذي أشار ان الوضع الراهن وتدني القدرة الشرائية تجعل الأسر خاصة المعوزة والفقيرة بحاجة لأكثر من يد من أجل مساعدتها على تحمل ثقل المصاريف معتبرا ان هناك بعض البلديات من يوجد فيها عدد المعوزين أكثر بكثير من اعد الاسر الميسورة الحال وهو الامر الذي يفسر الأرقام التي تعطيها كل جمعية وكل هيئة.

الأئمة: حجم مساعدات المساجد للأسر في الدخول المدرسي مرتبط بحجم تبرعات المحسنين 

هذا وليس فقط الجمعيات هي من تشارك في هذه العمليات التضامنية فالوضع الراهن وشح مساعدات الدولة اقحم المساجد والائمة عبر الوطن في هذه العملية بعدما رخصت لهم وزارة الشؤون الدينية جمع المساعدات من أجل جمع التبرعات من أجل اقتناء الأدوات المدرسية للتلاميذ المعوزين المقبلين على الدخول المدرسي، وقد شرع الأئمة في جمع هذه المساعدات المالية في المساجد، كما وجهّوا دعوة للمحسنين من أجل المساهمة في العملية كما  يمكن للراغبين في الاستفادة من هذه المساعدات التقرب من اللجان المسجدية من أجل تقديم الوثائق التي تثبت أنه معوز أو ذو دخل ضعيف يملك عددا كبيرا من الأطفال المقبلين على الدخول المدرسي وبحسب الائمة فأن المساجد ليست مرتبطة برقم محددة يجب التكفل به وانما حملتها التضامنية مرتبطة بحجم المساعدات التي تتلقاها من المحسنين فكلما كانت هذه لمساعدات كبيرة كلما كان العدد المتكفل بهم من الاسر المحتاجة كبير.

س. زموش

من نفس القسم الوطن