الوطن

الدخول الاجتماعي يدشن فصلا جديدا من الصراع بين النقابات المستقلة والحكومة؟!

بسبب ملف التقاعد، قانون العمل والمشاكل الموجودة في قطاعات حساسة

غاشي لوناس: الحكومة فتحت جبهة توتر مع النقابات وعليها تحمل المسؤولية 

رؤوف ملال: دخول اجتماعي صعب وعمل كبير ينتظر النقابات لافتكاك مطالبها

 

أسوأ دخول اجتماعي على الإطلاق ...هكذا تصف النقابات الدخول الاجتماعي المقبل الذي يفصلنا عليه سوي اقل من أسبوع بسب التوتر القائم بين هذه النقابات والحكومة حول ملف التقاعد وقانون العمل من جهة وكذا الوضع الاقتصادي الذي لا يزال متدهور والغلاء الذي مس كل نواحي الحياة والذي أثر على القدرة الشرائية للعمال وكذا المشاكل العالقة في عدد من القطاعات الحساسة، ما يضع الحكومة بداية من الدخول المقبل في فصل جديد من الصراع مع النقابات المستقلة خاصة إذ ما تمسكت بقراراتها الأخيرة.

بعد فترة هدنة يعود التوتر ليخيم على الجو العام للجبهة الاجتماعية بداية من الدخول الاجتماعي الوشيك حيث من المنتظر أن تضغط النقابات المستقلة بقوة من اجل اجبار الحكومة على التراجع عن قرارات اتخذتها مؤخرا وصفت بالاستفزازية والخاطئة خاصة ما تعلق بملف التقاعد وقانون العمل، ضف إلى ذلك الوضع الاقتصادي الذي لا يزال متدهور وتراجع أغلب المؤشرات الاقتصادية ومعها القدرة الشرائية للعمال، بارتفاع مستمر لأسعار المواد الغذائية والمواد الأساسية غير المدعمة٬ وأسعار البنزين وقسيمة السيارات٬ وأسعار الكهرباء والغاز والماء٬ واحتمال ارتفاعها بموجب قانون المالية لسنة 2017 مع استقرار رواتب العمال منذ عامين. ليس فقط هذا فالمشاكل الذي تعرفها أغلب القطاعات الحساسة سيكون لها دور كبير في تعكير الدخول الاجتماعي على رأسها قضية كتب الجيل الثاني بالنسبة لقطاع التربية واختلالات نظام "ال ام دي" بالنسبة لقطاع التعليم العالي والاحتجاجات الوشيكة حول عدد من المطالب المهنية بالنسبة لقطاع الصحة بالإضافة إلى أكثر المشاكل تعقيدا في قطاع السكن وهو ملف عدل 1 و2 وذلك بعد إعلان الوزير عن زيادة تصل نسبتها إلى 20 بالمائة في قيمة سكنات عدل ٬02 وهو الأمر الذي من شأنه أن يضر بميزانية العائلات المتوسطة٬ ويكلفها نفقات أكثر من المتوقع٬ بالإضافة إلى التأخر الكبير المسجل بالنسبة لهذه الفئة من المسجلين٬ التي دفعت الشطر الأول من قيمة السكن سنة ٬2014  ناهيك عن ملفات أخري تتعلق بقطاع النقل وقطاع الفلاحة وغيرها، ويجمع أغلب النقابيين أن أمامهم عمل كبير بداية من الدخول الاجتماعي لرص صفوفهم والعمل يدا واحدة من أجل افتكاك مطالبهم وعلى راسها اشراكهم في إثراء قانون العمل وعدم المساس بالمكاسب العمالية وكذا مراجعة سياسة الأجور الموجودة والتي أصبحت لا تتماشي ابدا والوضع الاقتصادي الذي تعيشه الجزائر.

 

رؤوف ملال: دخول اجتماعي صعب وعمل كبير ينتظر النقابات لافتكاك مطالبها

وفي هذا الصدد أكد أمس الأمين الوطني والناطق الرسمي باسم النقابة المستقلة لعمال الكهرباء رؤوف ملال أن الدخول الاجتماعي المقبل يعد استثنائي بسبب التوتر الموجود بين النقابات المستقلة وبين الحكومة التي أصبحت تسير برأس مالية متوحشة في تعاملها مع النقابات حول عدة ملفات منها  ملف التقاعد وقانون العمل وتهميش راي النقابات وعدم أشراكهم بالنقاش كما يضيف ملال ان هذا الدخول يعد استثنائي أيضا بسبب الظروف الاقتصادية التي لا تزال معقدة وحالة التقشف التي تضغط اكثر على العامل البسيط دون غيره من مسؤولين واطارات ومواصلة نفس سياسة التسريح التعسفي والدوس على الاتفاقيات التي أمضتها الجزائر في مجال الحقوق النقابية مشيرا أنه أمام النقابات دور كبير وتاريخي خلال هذا الدخول الاجتماعي من أجل الضغط والنضال بشتى الأساليب، وعن المشاكل التي تتجدد كل دخول اجتماعي قال ملال أن في سونلغاز على سبيل المثال لا تزال نفس المشاكل موجودة وأخطرها عدم تطبيق القانون حيث قال ملال أن قانون العمل القديم أصلا غير مطبق فبمالك ان تم اعتماد قانون جديد يحمل مواد تعسفية خطيرة على المكاسب النقابية والعمالية مشيرا أن اهم مطالب عمال القطاع هي مراجعة الأجور التي لا تتغير منذ سنة 2011 وكذا منح العمال كامل الحقوق والمزايا.

 

مسعود عمراوي: نفس المشاكل تتكرر مع كل دخول اجتماعي جديد

من جهته أكد المكلف بالإعلام بنقابة عمال التربية والتكوين " أونباف" مسعود عمراوي ان الدخول الاجتماعي المقبل لن يكون عاديا رغم ان النقابات تحبذ دخولا مدرسيا هادئا لكن في كل مرة تكون هناك مشاكل مشيرا إلى اكثر الملفات إثارة للتوتر في قطاع التربية خلال هذا الدخول الاجتماعي وهو ملف الكتب المدرسية الجديدة التي يرفضها أغلب الشركاء وكذا أولياء التلاميذ بالإضافة على المشاكل المعروفة كل سنة وعلى رأسها مشكل الاكتظاظ ونقص التأطير كل هذا يضاف للتوتر القائم أصلا بسبب ملف التقاعد وقانون العمل حيث يشير عمرواي ان النقابات ستفصل في كيفية النضال المستقبلي في اجتماعها المقبل ولن تتراجع ولن تسمح بمس المكتسبات الموجودة اما عن مسالة القدرة الشرائية فقد أكد عمرواي ان هذه الأخيرة التي تتدهور يوما بعد يوم حيث لم تعد أجرة العامل تكفيه للعيش محملا الحكومة مسؤولية الأوضاع ومعبرا عن رفض النقابات التقشف على حساب العامل البسيط. 

 

غاشي لوناس: الحكومة فتحت جبهة توتر مع النقابات وعليها تحمل المسؤولية 

وهو نفس الراي الذي ذهب إليه رئيس نقابة الشبه الطبيين غاشي لوناس الذي قال أن الدخول الاجتماعي هذه السنة يجري في ظروف مزرية بالنسبة للعمال الذين يعيشون على عتبة الفقر بسبب تجاهل الحكومة لمطالبهم حيث أوضح لوناس انه مع الغلاء الفاحش في الأسعار من غير المعقول عدم مراجعة الأجور مشيرا ان النقابات تفهمت وضع الحكومة الاقتصادي والمالي لكن هذه الأخيرة لم ترأف بالعمال ولا تزال تواصل القفز على مكاسبهم واضف لوناس ان ملف التقاعد وقانون العمل هما أكثر الملفات التي ستعكر الدخول الاجتماعي مشيرا  أنه في الوقت الذي كان الجميع  ينتظر فيه من الحكومة تحسين الأوضاع الاجتماعية لموظفي قطاع الوظيفة العمومية عامة وإشراك النقابات المستقلة في مناقشة وإثراء قانون العمل لأنه أبرز القوانين أهمية وضرورة من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية تفاجأت النقابات أن هذا القانون تمت صياغته في سرية تامة وفي مخابر مغلقة ودون مشاركة النقابات المستقلة  كما فجأت الحكومة النقابات بقرارها الأحادي مع حليفاتها في الثلاثية ألغاء التقاعد دون شرط السن والتقاعد المسبق واتخاذ قرارات صاعقة وصادمة عن التقاعد التي ترفضها النقابات جملة وتفصيلا مشيرا أنه امام النقابات عمل كبير خلال هذا الدخول لإعادة الأمور إلى طبيعتها والدفاع عن حقوق العمال.

س. زموش

من نفس القسم الوطن