الوطن

وزارة الفلاحة أمام تحدي قطع الطريق على المضاربين في أسعار الماشية هذا الموسم؟!

توقعات استقرار في الأسعار يقابلها تخوفات من تكرار سيناريوهات السنوات الماضية

جيلالي عزاوي: نقاط البيع التي حددتها الوصاية ستنهي احتكار الوسطاء للأسواق 

 

تسعي وزارة الفلاحة والتنمية الريفية هذه السنة لقطع الطريق أمام المضاربة في أسعار الماشية قبيل عيد الأضحى من خلال تخصيصها فضاءات للبيع المباشر من الموال إلى المستهلك والتي ستضمن حسبها استقرار في الأسعار يتوقعه أغلب مربو المواشي هذه الأيام الا ان التخوفات قائمة  لدي المواطنين باعتبار أن الأسعار المستقرة هي وعود وضمانات لطالها اعطتها الوزارة دون تحقيقيها بسبب المضاربة في الاسعار التي تصنع الاستثناء كل سنة خاصة خلال الاسبوع الاخير قبل العيد، أين تقفز الأسعار بشكل جنوني غالبا ما تفوق كل التوقعات فهل سنشهد نفس السيناريو هذه السنة أم أن الوفرة الموجودة وإجراءات مصالح  شلغوم ستكسر الأسعار.

توقعات بأسعار منخفضة بسبب الوفرة وإجراءات الوصاية الجديدة 

يتداول أغلب الموالون ومربي الماشية هذه الأيام أسعار معقولة لأضاحي العيد حيث تشير التوقعات ان لا يتجاوز سعر الخروف متوسط الحجم الـ 3 ملايين سنتيم في حين يتراوح سعر الكبس بين 3 و4 ملايين سنتيم أو أقل ويستند أغلب المتدخلين في القطاع توقعاتهم هذه إلى الوفرة في رؤوس الماشية، على اعتبار إلى أن العدد الإجمالي للثروة الحيوانية في الجزائر مقدر بـ 25 مليون رأس، وهو الرقم الذي من شانه تغطية حجم الطلب على اللحوم الحمراء ، مشيرين إلى أن السوق الوطنية تتوفر على 450 ألف طن من اللحوم الحمراء سنويا، دون إقحام الأصناف الأخرى، عكس تقديرات جهة أخرى ترى ضرورة اللجوء إلى الاستيراد من الخارج لتغطية الطلب المحلي، وأن الثروة الحيوانية جد متوفرة وهي تغطي السوق المحلية، بالإضافة إلى مبادرة وزارة الفلاحة التي وضعت من خلالها حوالي 32 نقطة بيع رسمية ستفتح بداية سبتمبر المقبل اين ستخصص هذه الفضاءات للبيع المباشر من الموال إلى المستهلك دون وجود وسائط هؤلاء  الذين يعدون المتهم رقم واحد في ارتفاع الأسعار خلال كل المواسم الفارطة.

رغم استقرار الأسعار الطلب سيكون محتشم

وفي هذا الصدد أكد أمس رئيس الفدرالية الوطنية لمربي المواشي جيلالي عزاوي في اتصال هاتفي مع "الرائد" على استقرار أسعار الاضاحي هذه السنة بالنظر للوفرة الموجودة التي ستغطي الطلب الذي توقع أن يكون منخفض عن السنوات الماضية بسبب الظروف الاقتصادية لأغلب العائلات وتزامن العيد من الدخول المدرسي حيث أشار عزاوي أن عدد كبير من العائلات لن تتمكن من اقتناء أضحية العيد وهو الأمر الذي سيقلص الطلب مقابل ارتفاع في الوفرة وهو ما ينعكس على الأسعار المتداولة والتي لن تتجاوز الـ45 ألف دينار حسبه.

نقاط البيع التي حددتها الوصاية ستنهي احتكار الوسطاء للأسواق 

من جانب اخر وصف عزاوي مبادرة وزارة الفلاحة بوضع نقاط بيع مباشرة بين الموال والمستهلك بالتنسيق مع الفيدرالية وأتحاد الفلاحيين بالإيجابية مشيرا إلى مشيرا أن تنظيم عملية البيع في نقاط محددة في المدن الكبرى تمكن الموالين من البيع مباشرة إلى المستهلك من دون وجود وسطاء وفي هذه الحالة ستكون الأسعار معقولة وفي متناول جميع الفئات في المجتمع، مضيفا أن الوسطاء لا يمكنهم هذه المرة السيطرة والتحكم في أسعار الغنم خلال العيد كما كانوا يفعلون في المواسم السابقة، ما يعني أن الأسعار لن ترتفع دون مبرر.

حملات تحسيسية لتشجيع المواليين على البيع في أسواق الدولة حصريا 

وعن مدي التزام المواليين بالبيع في الأسواق التي حددتها وزارة الفلاحة قال عزاوي ان الفدرالية ترعى حملة ة من أجل تحسيس المواليين بأهمية البيع في هذه الأسواق بحيث يضمن الموال فائدته وكذا يضمن الأسعار المستقرة التي تنعكس على عملية البيع مشيرا أن من مصلحة المواليين التخلص من المضاربين الذين كانوا يقتنون الاضاحي بأسعار متدنية على الموال ليعيدوا بيعها بضعف السعر.

32 نقط بيع غير كافية والمواطنون مطالبون بتجنب "اللهفة" التي ترفع الأسعار

من جانب أخر طرح عزاوي مشكلة عدم كفاية نقاط البيع التي حددتها وزارة الفلاحة والتي لن تغطي الـ 48 ولاية بالوطن مشيرا أنه على وزارة الفلاحة زيادة هذه الأسواق والحرص الجيد على التنظيم والوفرة بهذه الأسواق مشيرا بالقول " يجب على الوزارة فرض دوريات مراقبة لهذ الأسواق حتي لا ينفلت الوضع وتتحول هذه الاخيرة لمجرد "كوريات" تخلو من المواليين" ناصحا المواطنين باقتناء اضاحيهم أيام قبل العيد وليس الانتظار حتي ليلية العيد من أجل رفع الطلب بشكل جنوني الامر الذي ينعكس على الأسعار لا محالة.

رغم التطمينات المواطنون متخوفون من لهيب الأسعار 

هذا وعلى الرغم من هذه التطمينات والتأكيدات من الوزارة الوصية وكذا مهني القطاع على استقرار الاسعار هذا الموسم استنادا لوفرة رؤوس الماشية ونجاح الموسم لمعظم المربيين وعدم انتشار الامراض المعدية بين الاغنام، الا المواطنين متخوفون من أن تبقي هذه الضمانات مجرد وعود فارغة مثلما كان يحدث كل سنة لتعود المضاربة في الاسعار وتفرض منطقها مثلما يحدث كل سنة خاصة خلال الاسبوع الاخير قبل العيد.

س. زموش

من نفس القسم الوطن