الوطن

سعداني بين مزاعم النجاح وأحاديث الإخفاق !!

كسر طابوهات النظام وفشل في توحيد الحزب

تمر يوم غد الذكرى الثالثة لاختيار عمار سعداني أمينا عاما للأفلان، وشهدت فترة منصبه جدلا كبيرا ليس على المستوى الحزبي فقط، بل حتى على الساحة الوطنية بمواقفه غير المعتادة وإسهامه بشكل كبير في إعادة صياغة التوازنات داخل النظام السياسي. فكان أول أمين عام للأفلان يتهجم على الدياراس ويكيل لها التهم الكبيرة ويثير قضية تمدين النظام السياسي، وفتح المشهد على مصراعيه في التهجم على القيادات الأمنية على غرار الفريق توفيق، وقبلها عمل على التكفل بكل من وقف أمام العهدة الرابعة بشكل غير مسبوق، كما لم يتوان في انتقاد الحكومة مرات والوزير الأول مرات أخرى، ووصل به الأمر ليقول بأنه شخصية لا تصلح للسياسة. ولم ينج رئيس ديوان رئيس الجمهورية أحمد أويحيى من حملات سعداني، كما استهدف أسماء أخرى واستطاع أن ينهي مشوارها على غرار محافظ البنك المركزي وغيره من الوزراء والمسؤولين السابقين.

سعداني جاء للأمانة العامة للحزب العتيد مصحوبا باحتجاجات بعض الإطارات التي تغيرت مسمياتهم ولم تتغير أسماؤهم، احتجوا على وصوله للأمانة العامة بحجج تنظيمية، واعتبروا توليته غير شرعية. واستمر هذا الخطاب خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث استغلوا مواقفه السابقة وحاولوا تأليب بعض قوى النظام عليه وتغلب عليهم، كما حاولوا الاعتراض على المؤتمر العاشر وخرج منه مدعوما من هياكل الحزب ومن رئيس الجمهورية، ومازالوا مستمرين في معارضته رغم أنهم لا يختلفون عنه في المواقف الكبرى، حيث كل طرف يحاول أن يزايد على الآخر بمدى دفاعه عن الرئيس وبرنامجه، وهي نقطة الالتقاء المحورية. ويحرص خصوم سعداني على إثارة ما يسمونه فضائح الأمين العام، بدءا من علاقته بفرنسا مرورا بممتلكاته ومصدرها، ناهيك عن صمته عن بعض القضايا التي تعتبر أساسية في الدولة، على غرار الموقف من الصحراء الغربية وحادثة صورة الرئيس التي نشرها رئيس الحكومة الفرنسي. أما على المستوى الحزبي فيتهمه خصومه بالعلاقة مع رجال المال الفاسد ويعتبرون أنهم أصحاب القرار في الحزب، بل جعلوا من هذا المحور القضية الأبرز في تعبئة المناضلين، خاصة أمام الاستحقاقات القادمة.

أما على مستوى الإنجازات، فيبرز أنصار سعداني المساهمة الكبرى في العهدة الرابعة التي تولى سعداني الدعوة لها، والرد على كل من رفضها بما فيهم مكونات النظام الأساسية. بل يرى آخرون أن سعداني يعتبر نفسه هو من وضع الرئيس في المرادية للمرة الرابعة، وهو سلوك قد يدفع عليه الثمن غاليا في المستقبل. كما يقول أنصاره أيضا أنه أعاد للأفلان دوره المركزي، خاصة بعد المؤتمر العاشر الذي شهد حجا عاما من الوزراء، وأصبح الحزب يمثل الأغلبية في الحكومة، وهو شعار لطالما رافع له سعداني خلال الثلاث سنوات الماضية من وجوده في قيادة الحزب والمسؤولين، وكأنه أعادنا إلى عهد الحزب الواحد.

ولا ينسى أنصار سعداني أيضا النتائج التي تحصل عليها في التجديد النصفي لمجلس الأمة حين استطاع أن يتغلب على منافسه الأرندي، كما يعتبرون المبادرات التي دعا إليها، على غرار الجدار الوطني ومبادرة الحوار مع مختلف الأحزاب بما فيها المعارضة وتقاربه مع الأفافاس، وغيرها من المواقف، يعدون كل هذا إنجازات قادرة على إقناع المناضلين بأحقيته في تولي هذا المنصب الحساس والمهم في الدولة.

ورغم أنه من الأكيد أن الأفلان في عهد سعداني قد استمر منقسما ولم يحقق الوحدة التنظيمية التي يحلم به المناضلون، كما أن الأفلان اليوم أمام فخاخ كبيرة في وقت أن الدولة وليس السلطة فقط في أمس الحاجة إلى تنظيمات سياسية قادرة على التعبئة والتوعية وتحمل المسؤولية، بالنظر إلى التحديات والتهديدات القائمة، كما أن الأفلان لم يستطع أن يقنع باقي القوى السياسية بقدرته على التجميع ولا حتى إمكانية لعب الدور الأساس في قيادة البلاد مستقبلا وفق الإصلاحات السياسية القادمة، وهو ما يجعل البحث عن أمين عام بمواصفات الإجماع والتوافق داخل الحزب وخارجه أولوية حزبية ومجتمعية اليوم.

 
خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن