دولي
استنفار أمنى بنابلس وسط غليان وتوتر يهددان بانفجار أكبر
تخوف من تجدد المواجهات والأضراب التجاري
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 أوت 2016
حالة استنفار قصوى تشهدها مدينة نابلس منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس؛ تحسبا لتجدد المواجهات والإضراب التجاري حيث أفادت مصادر محلية أن عشر دوريات للقوات المشتركة للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، شوهدت فجرا في منطقة دوار الشهداء وسط المدينة، بالإضافة إلى عشرات الجنود وعناصر الأمن مشاة في كل مدخل فرعي يوصل إلى البلدة القديمة من جهة الدوار وشارع حطين والمركز التجاري.
وقالت مصادر محلية أن أسباب الاستنفار الحديث عن إمكانية تشييع جثمان المغدور أحمد حلاوة إلى مثواه الأخير، الأمر الذي نفته مصادر مقربة من عائلة حلاوة. من جانب آخر يتناقل أهالي نابلس نص الاتصال عبر هاتف مهرب، والذي أجراه الأسير عز حلاوة نجل المغدور، والمعتقل في سجن النقب (محكوم 12 عاما أمضى منها 9 سنوات)، مع محافظ نابلس أكرم الرجوب، وبأنه "سيجعل أولاده يتحسرون عليه، كما جعلنا نتحسر على فقدان أبينا". وكانت أحياء مدينة نابلس قد شهدت ليلية أمس الأول مواجهات وصفت بأنها الأعنف منذ عدة أيام، وشملت كل أحياء البلدة القديمة وشارع رأس العين وطلعة الفاطمية وكروم عاشور لتتحول مدينة نابلس لمدينة مغلقة، هكذا يمكن وصف وضع نابلس منذ تسعة أيام حتى الآن، مع انتشار آليات الأمن الفلسطيني في كل مكان، في حملة عسكرية مستمرة، وسقوط قتيل على يد الأمن لا تزال جثته في ثلاجة الموتى في المستشفى الحكومي في نابلس منذ الثلاثاء، مع الإعلان عن تشكيل لجنتي تحقيق في ظروف مقتله، واحدة حكومية وأخرى من المؤسسات الحقوقية، ما أوجد حالة كبيرة من التوتر في المدينة لا تقطعها سوى المواجهات بين الأمن والشبان الغاضبين من وقت لآخر، وبيانات الفصائل والأمن والمؤسسات بأنواعها. وقد بدأ الأمر مساء الخميس 18 أوت الحالي، عندما نفذت أجهزة الأمن الفلسطينية اقتحاماً لحي في البلدة القديمة للقبض على ما سمتهم "مطلوبين للعدالة"، تم الرد عليها بإطلاق النار، ما أدى إلى مقتل رجلي أمن هما شبلي بني شمسة ومحمود الطرايرة.
وبدأت الأمور تتدهور ليتبعها فجر اليوم التالي مقتل مواطنين هما خالد الأغبر وفارس حلاوة، قال الأمن إنهما قُتلا خلال اشتباك مسلح، فيما أكد الأهالي أنه تم اعتقالهما وتصفيتهما بعد ذلك، وبدأت مؤسسات حقوق الإنسان تجمع المعطيات والأدلة للتحقيق في الأمر. أسئلة كثيرة يوجّهها المراقبون والمواطنون حول المسؤول عن قرار إرسال عناصر أمن إلى حي من أحياء البلدة القديمة يوم الخميس بعد العصر، أي الوقت الذي يشهد ذروة المتسوقين في أكثر الأماكن ازدحاماً في نابلس، لا سيما أن تصريحات الأمن اللاحقة كانت تفيد بأن الأمن كان يستهدف "عصابة خارجة عن القانون من عشرة أفراد"، ليحصل تبادل لإطلاق النار بين الأمن والمطلوبين للعدالة، ويسفر عن مقتل رجلي أمن، بقي أحدهما ينزف نحو ربع ساعة قبل أن تستطيع قوة أمنية مساندة الوصول إليه، وسط إطلاق كثيف للنيران.
توتر المدينة ازداد يوماً بعد يوم، قوات الأمن الفلسطيني انتشرت في كل مكان، في مشهد لعسكرة المدينة لم يألفه مواطنوها سابقاً، مع عمليات اقتحام للمنازل. وحسب ما أعلن المتحدث باسم الأمن اللواء عدنان الضميري فقد "صادر الأمن من داخل سراديب حديثة البناء في البلدة القديمة في نابلس بنادق أوتوماتيكية وقذائف مضادة للدروع ومسدساً وقنابل متفجرة محلية الصنع، فضلاً عن قذائف أر بي جي وصناديق مغلقة مليئة بالذخيرة". أما الأهالي ومؤسسات حقوقية، فأكدوا أن اقتحام الأمن للبيوت جرى وسط عمليات تدمير وتخريب للبيوت ومصادرة أوراق مهمة ومبالغ مالية، واعتقال أطفال دون 18 عاماً، ما زال خمسة منهم رهن الاعتقال حتى اليوم، إضافة إلى توقيف نساء لمدة تراوح بين يوم أو اثنين. ظل التدهور الميداني والتوتر سيد الموقف في نابلس، وسط تصريحات أمنية متلاحقة تعبئ الشارع والأمن وتتوعد العصابة التي قتلت رجلي الأمن، والتي وصفها المتحدث باسم الأجهزة الأمنية اللواء الضميري بأنها "عصابة خطيرة خارجة عن القانون، وتطبّق أجندة إسرائيلية لتهديد الأمن السلمي الداخلي، ولا علاقة لها بسلاح المقاومة".