الوطن

الجزائريون يواجهون لهيب أسعار المواد المدرسية بقدرة شرائية "منهكة"!

الأسعار المرتفعة ستجعل من الدخول المدرسي 2016 الأسوأ على الإطلاق

أسعار المأرز تفوق الـ 1500 وسعر المحفظة يصل لـ 8 آلاف دينار؟! 

"الأبوس" : علامات محتكرة لسوق الورق في الجزائر فرضت زيادات 50 بالمائة على أسعار الكراريس والمواد الورقية ! 

تعرف أسعار الأدوات المدرسية مع اقتراب العودة لمقاعد الدراسة ارتفاعا رهيبا فاق الـ 45 بالمائة بحسب تقديرات جمعيات حماية المستهلك وهو الأمر الذي سيثقل كاهل العائلات محدودة الاجر خاصة وأن الدخول المدرسي هذه السنة جاء أسبوعا فقط قبل عيد الأضحى ما يعني مصاريف إضافية قد تدفع بعض العائلات لحل واحد وهو "الكريدي".

مع اقتراب الدخول المدرسي تسارع العديد من العائلات واولياء التلاميذ المتمدرسون لاقتناء ما يمكنها من أدوات مدرسية هذه الأيام للتخفيف من الأعباء المتبقية خاصة وأن الدخول المدرسي هذه السنة أيضا جاء متزامنا مع عيد الأضحى وهو ما يفرض شد الحزام على أغلب الأسر، وفي هذا الصدد يطرح هذه السنة على غرار باقي السنوات مشكل ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية حيث شهدت هذه الأخيرة هذه السنة زيادة جنونية في الأسعار وصلت الـ50 بالمائة فيما تعلق بالكراريس والمواد الورقية، وهو ما مثل صدمة بالنسبة للأولياء الذي وجدوا انفسهم مجبرين على اقتناء هذه المستلزمات قبل موعد الدخول المدرسي تجنبا لمزيد من الارتفاع عشية موعد العودة لمقاعد الدراسة في حين فضل أخرون التريث حتي يتسنى لهم معرفة ما يمكن اقتنائه وما يمكن تأجيله.

أسعار المأرز تفوق الـ 1500 وسعر المحفظة يصل لـ 8 ألاف دينار؟! 

وفي جولة استطلاعية قادتنا لعدد من الأسواق والمحلات التجارية الكبرى رصدنا حجم الغلاء الذي ضرب أغلب الأسواق حتى الموازية منها أين وصلت أسعار المآزر لـ 1500دينار بالنسبة للمحلات التجارية وفاقت الـ 2000 دج بالنسبة للمساحات الكبرى في حين تراوحت بين 600 و1000 دج بالنسبة للأسواق الشعبية أما أسعار المحفظات فتعد كارثية حيث وصلت في بعض المساحات التجارية الكبرى على غرار أرديس لـ8 ألاف دينار بالنسبة لمحفظة الطور الابتدائي وهي الأسعار التي وصفت بالجنونية من طرف الاولياء في حين تراوحت الأسعار في محلات أخري بين 2000 دينار و4 الاف دينار بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي وما بين 4 ألاف و8 ألاف دينار بالنسبة للطور الثانوي ورغم الأسعار المرتفعة فقد لاقت هذه المحفظات أقبال من طرف أولياء التلاميذ الذي رفعوا شعار " مكره اخاك لا بطل" باعتبار أن المحفظة ذات النوعية الجيدة أصبحت مطلوبة خاصة مع كثرة الأدوات المدرسية التي يجب حملها يوميا، أما عن الأدوات المدرسية الأخرى فقد عرفت هي الأخرى ارتفاعا كبيرا حيث بلغت أسعار المقلمات على سبيل المثال 500 دج في حين تراوحت أسعار العجينة وأقلام التلوين بين 300 و1000 دج حسب الجودة والنوعية أما الكراريس فقد بلغت نسبة ارتفاع أسعارها الت 50 بالمائة اين وصل سعر كراس 369 صفحة سعر 350 دج فما فوق بالإضافة إلى الارتفاع الذي سجل أيضا في أسعار الأقلام والمسطرات والممحاة والاغلفة وغيرها.

التجار يتحججون بقيمة العملة الوطنية والمواطنون مصدومون!

وعن هذا الارتفاع تحجج أغلب الباعة وأصحاب المحلات بانخفاض سعر العملة الوطنية مقابل أسعار العملات الصعبة وتقلبات أسعار هذه المواد على مستوى السوق العالمية، مشيرين أن تكاليف الاستيراد لوحدها رفعت من الأسعار في السوق بالإضافة إلى عوامل اخري تتعلق بالجودة والنوعية، ألا أن رأي أولياء التلاميذ اختلف كثيرا عن رأي الباعة حيث حمل أغلب الاولياء الذين ألتقينا بهم هذا الارتفاع لجشع التجار الذين يستغلون كل مرة مناسبة الدخول الاجتماع لحرق جيوب الزوالية الذين يدفعون في كل مرة الثمن أمام تدني القدرة الشرائية حيث اكد لنا في هذا الصدد محمد وهو أب لأربعة أطفال أن الدخول المدرسي تحول إلى كابوس يؤرق أغلب الاسر كل سنة ويضع ارباب العائلات في موقف محرج لا يحسدون عليه مضيفا اضطررت لبيع جزء من مجوهرات زوجتي حتي استطيع تغطية مصاريف الدخول الاجتماعي وبعدها مباشرة العيد الأضحى" وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه مصطفي وهو عامل يومي حيث أشار انه اضطر لاستغلال عطلته السنوية في عمل إضافي بدل الراحة من اجل تغطية المصاريف المتتالية التي تنتظره وهو حال أغلب الاسر محدودة الدخل.

"الأبوس" : علامات محتكرة لسوق الورق في الجزائر فرضت زيادات عشوائية تصل لـ50 بالمائة في أسعار الكراريس والمواد الورقية 

وفي السياق ذاته كشف أمس الأمين العام لمنظمة حماية المستهلك حمزة بلعباس أن أسعار الأدوات المدرسية ارتفعت بأزيد من 45 بالمائة خاصة الكراريس والمواد الورقية وأضاف بلعباس في أتصال هاتفي مع "الرائد" أن هذه الزيادات تعد زيادات عشوائية فرضتها العلامات المحتكرة لسوق الورق في الجزائر باعتبار ان أسعار الورق في الأسواق العالمية لا تزال ثابتة ولم تشهد أي ارتفاع فلماذا يسجل ارتفاع في السوق الوطنية يضف بلعباس الذي أكد أيضا تسجيل ارتفاع من طفيف لمتوسط في أسعار باقي الأدوات من مقلمات واقلام وعجينات ومآزر ومحفظات مشيرا أن هذا الارتفاع لا يزال يقابله تدني للقدرة الشرائية للأسر التي ستكون مضطرة للاقتراض من أجل تغطية هذه المصاريف، وعن مشكل الأدوات المدرسية المغشوشة والمقلدة التي تتداول في الأسواق الموازية قال بلعباس ان هذا المشكل يطرح كذلك هذه السنة خاصة مع الأسعار المرتفعة مؤكدا ان لهيب الأسعار سيدفع العديد من الاسر للاتجاه نحو سوق الموازية والمواد الرخيصة التي غالبا ما تكون مغشوشة ومضرة بصحة التلاميذ لاحتوائها على مواد ثقيلة وملونات غير صحية على غرار نوع من العجينة بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي يسوق هذه الأيام ويحتوي على نسبة كبيرة من الرصاص والمواد الملونة المضرة بالصحة وأضاف بلعباس في السياق ذاته أن المستهلك واراب الاسر يتعرضون لنوعين من الضرر أولهما معنوي مع تسويق بعض الأدوات على شكل سجاير واشياء لا علاقة لها بالحقل التربوي بالإضافة إلى الضرر المادي المتمثل في الأسعار المرتفعة في الأسواق النظامية والجودة الغائبة في الأدوات التي تباع في الاسوق الفوضوية وهنا حذر بلعباس باسم المنظمة الاولياء من التوجه لاقتناء مستلزمات الدخول المدرسي من هذه الأسواق مشيرا أن المحلات التي تبيع مواد ذات جودة عالية أضمن ولو كانت هذه المواد غالية الأسعار.

جمعيات خيرية ترفع شعار "نعاونوهم باش يقراو" لمساعدة التلاميذ الأيتام والمعوزين   

وأمام هذا الارتفاع الرهيب في الأسعار يجد اصحاب الدخل الضعيف والعائلات التي ليس لها رب أسرة أنفسهم ضائعون لتلبية احتياجات أبنائها للدخول المدرسي ما يدفعهم لطلب يد المساعدة من الجمعيات الخيرية التي بدأت معظمها تتأهب من أجل مد يد المساعدة لمحتاجيها حيث أطلقت العديد من جمعيات كافل اليتيم مشروع الحقيبة المدرسية 2016 سعيا منها لدعم الأرامل عديمي الدخل وذات الدخل المحدود وتخفيف العبء المادي الملقى على عاتقهم لمساعدة ابنائهم الأيتام ورفع مستواهم التعليمي ودعمهم من أجل مستقبل أفضل لهم. كما أطلقت جمعيات اخري مبادرات عديدة لجمع تبرعات لصالح الفقراء والمعوزين وابنائهم من المتمدرسين، وأطلقت جمعيات أخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي حملات خاصة بجمع التبرعات لمساعدة المعوزين لاقتناء الأدوات المدرسية وكذا جمع المآزر والمحفظات المستعملة والتي لا تزال بحالة جيدة من أجل إعادة توزيعها على المحتاجين من التلاميذ.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن