الوطن

الفضائح والانشقاقات ترسم الخريطة السياسية القادمة

الدخول الاجتماعي ينبئ بتغييرات في توجهات أبرز وجوهها

أحدث تصريح وزير السياحة الحالي، عبد الوهاب نوري، ضد سابقه في القطاع عمار غول "تفاعلا وردود فعل كبيرة" في الوسط السياسي والإعلامي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر سياسيون تصريحات الوزير نوري "سابقة وخطيرة جدا" لأنها تمس الحكومة ورئيس الجمهورية وحتى جهاز العدالة، في حين يرى آخرون أن "الأيام المقبلة ستشهد تغييرات كبيرة في الساحة الوطنية قد تطيح بالحكومة الحالية وكذا بروز فضائح جديدة لوزراء آخرين".

وعرفت مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك ويوتوب)، أمس، "انتشارا واسع لانتقادات وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، عبد الوهاب نوري، لزميله السابق في القطاع عمار غول، واعتبارها تصريحات نارية وهجوما على مخلفات غول وفضائحه في تسيير قطاع السياحة". وكشفت تصريحات نوري "تغيرا جديدا في تعاطي الوزراء مع زملائهم في الحكومة وتبرئهم من مخلفات الوزراء السابقين، دون الأخذ بالاعتبار عامل التحفظ". وفي الإطار، قال رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، إن "تصريحات نوري ستبقى مجرد كلام إذا لم يتحرك رئيس الجمهورية وتتحرك العدالة للتحقيق في فضائح المسؤولين". ومن جهتهم، ذكر عدة سياسيين، في تصريح ليومية "الرائد"، أن "تصريحات وزير في الحكومة ضد سابقه هي بوادر وجود ارتباك في الحكومة وبداية نشر غسيل المسؤولين الذين خدموا مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الشعب والقطاعات التي كانوا يسيرونها".

وفي قراءة لطبيعة تصريحات الوزير نوري وتهجمات حنون ضد عدد من الوزراء وكذا الصراعات داخل أحزاب الموالاة (مثلا الأفلان) وأحزاب المعارضة (مثلا حمس)، يرى الكثير من السياسيين أن الأوضاع في الساحة الوطنية تنبئ بتغييرات كبيرة مع الدخول الاجتماعي قد يكون التعديل الوزاري أول هذه التغييرات بالنظر إلى الأداء الحكومي "الباهت"، حسب كثير من القراءات، وفي نقطة ثانية، يرى سياسيون ترقب حصول تغييرات في قيادات الأحزاب التي تشهد صراعات داخلية "خصوصا مع اقتراب تشريعيات 2017 وتأثيرات قرار المشاركة أو المقاطعة بالنسبة لأحزاب المعارضة على توجهات الحزب، وكذا عودة قيادات سابقة إلى الساحة على غرار عبد العزيز بلخادم وأبو جرة سلطاني وتحركات أويحيى.

وبين ما يراه سياسيون "ترقبا لتغيرات كبيرة في الساحة الوطنية"، تحاول بعض قيادات الأحزاب تهوين هذه التحركات واعتبارها "مجرد حركية سياسية في الساحة لا تؤثر على مجريات الأمور وتوجهات المعارضة والحكومة والموالاة". وبالنظر إلى المعطيات المتداولة إعلاميا وسياسيا، يرى مراقبون أن الدخول الاجتماعي "قد يسرع التغيرات المرتقبة منذ رئاسيات 2014 سواء على الخارطة السياسية أو الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للبلاد".

يونس. ش

من نفس القسم الوطن