دولي

التصعيد الأخير برؤية صهيونية... قواعد المواجهة بانتظار كلمة "حماس"

تحليلات صهيونية تتخوف من ردود أفعال مفاجئة

"معادلة جديدة تفرض في الميدان، وحماس هي صاحبة القرار".. تلك هي الحقيقة التي بات الاحتلال يدركها جيدا، ويعترف بها قادة الجيش الصهيوني، خاصة بعد التصعيد الأخير على غزة، والذي أكدت التحليلات الصهيونية أنه ما جاء إلا كعملية جس نبض لحماس التي أصبحت هي من تفرض قواعد اللعبة.

حماس لم تقل كلمتها

 وتحت عنوان "حماس لم تقل كلمتها الأخيرة" نشرت صحيفة "معاريف" تحليلاً للكاتب" بن كسبيت" تساءل فيه: "كيف سيتصرف ليبرمان عندما ستصخب المدافع ويجلس السكان في الملاجئ من أجل تغيير معادلة استراتيجية؟"، مؤكدا أن الاحتلال بحاجة لكفاءة مناعة وقدرة امتصاص واستعداد لدفع الثمن. وقال الكاتب: "الجهاز العسكري لا يعمل بطريقة تسمح بردود انفعالية عفوية من هذا النوع، ولذات الأسباب لا يزال من السابق لأوانه أن نقول بأن القصف كان استغلالا لفرصة عملياتية للجيش الإسرائيلي لـ "تنظيف" بضع قدرات لدى حماس تجمعت حولها معلومات مسبقة، كما أن الشائعات المرتبطة بالأنفاق لم تنضج بعد إلى معلومات حقيقية". وأضاف الكاتب نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي: "تم نقل رسالة واضحة لحماس أن معادلة ردود الجيش الإسرائيلي على حماس تغيرت، ويجدر بالجميع أن يعتاد القواعد الجديدة".

وأردف قائلا: "إذا كانت هذه هي القصة بالفعل، فينبغي الترحيب بذلك، وخلافا لباقي أفعال ليبرمان حتى الآن في وزارة الدفاع، فإن هذا التغيير حيوي ومطلوب، فـ"قواعد اللعبة" التي كانت متبعة حتى الآن كانت تقترب من التسيب، تنقيطات صواريخ هنا وهناك يرد عليها بشكل عام بهجوم تمثيلي من سلاح الجو على مثل هذا الكثيب الرملي أو غيره، لغرض وضع إشارة نصر في الدفتر الافتراضي، والكل يواصل حياته باستثناء أطفال سديروت وغلاف غزة، الذين يواصلون العيش في ظل "اللون الأحمر" (صافرة الإنذار)، والإبقاء على مسافة لمسة من المجال المحصن".

 وختم بن كسبيت بالقول: "من يغير قواعد اللعب بشكل أحادي الجانب ينبغي أن يكون مستعدا لأن يسمح للطرف الآخر بأن يحاول بلورة قواعد خاصة به، والسؤال هو هل لدى إسرائيل ما يكفي من القدرة، لكي تحتمل جولة عنف مع حماس في التوقيت الحالي، مع نهاية الصيف وبداية السنة الدراسية؟ وهل نتنياهو، الذي أظهر مناعة متدنية جدا في الجرف الصامد، هجر سياسة الاحتواء التي اتخذها مع موشيه بوغي يعلون في صالح المعادلة الجديدة لليبرمان؟".

فرصة تكتيكية

أما الكاتب عاموس هرئيل فقد كتب مقالا بعنوان "القصف في غزة"  قال فيه: "إن سياسة إسرائيل التصعيدية نحو السلطة الفلسطينية في الساحة الدولية وسياسة الاحتكاك العسكري المحدود نحو حماس، تخدم حماس التي تستعد لخوض معركة الانتخابات ". وأوضح الكاتب أن التصعيد كان استغلالا لفرصة تكتيكية، وهي رغبة "إسرائيل" في حرمان حماس من قدرات تنفيذية، لافتا إلى أن إطلاق الصاروخ على سدروت من قبل منظمة فلسطينية أعطى المبرر لذلك.

وأشار هرئيل إلى أن أولوية حماس الآن ليس التصعيد ولكن الوصول إلى انتصار مقنع في الانتخابات البلدية التي ستجري في المناطق في 18 جانفي، بعد أن فاجأت حماس السلطة الفلسطينية (والاستخبارات والقيادة الإسرائيلية) بقرار المشاركة في الانتخابات، وقد حذر قادة في الأجهزة الأمنية السلطة من أنه من الخطأ الموافقة على إجراء الانتخابات في هذه الظرف.

أمال. ص/ الوكالات

من نفس القسم دولي