الوطن

الأجهزة الأمنية تتبني أساليب الترصد ضدّ مخالفي قانون المرور !!

في وقت يلجأ فيه مستعملو الطرقات إلى الحيلة للإفلات من العقاب

أجهزة تشويش، لوحات ترقيم خاصة وتطبيقات بالهاتف للإفلات من قبضة الرادار

 

يدخل السائقون ومستعملو الطرق السريعة يوميا في معركة "حيل" مع مصالح الأمن لتجنب تحرير المخالفات ففي الوقت التي تعمد فيه هذه المصالح الأمنية أسلوب للتخفي والمراوغة من أجل ضبط المخالفين من خلال التغيير المفاجئ والمستمر لأماكن تواجد الرادارات على الطرقات السريعة واستعمال أخر التقنيات وكذا الترصد للسائقين والاعتماد على أسلوب الردع اكثر من أسلوب التوعية   وجد السائقون من جهتهم حيلا جديدة للأفلات من قبضة رجال الامن وأجهزة الرادار بحيث يلجأ هؤلاء إلى استعمال أجهزة إلكترونية للتشويش على الرادارات الأمنية، فضلا عن طلاء لوحات الترقيم بألوان عاكسة للضوء، وكذا الاعتماد على مجموعة من الحركات والإشارات التي يتم استعمالها من باب التضامن فيما بينهم للتبليغ عن مكان تواجد الحواجز الأمنية، بما يسمح من الإفلات من قبضة مصالح أمن الطرقات وتفادي العقوبات الصارمة والغرامات الباهظة التي تحرر ضدهم.

مع تصاعد اعداد حوادث المرور وتنامي ظاهرة إرهاب الطرقات تخلت أجهزة الامن على أسلوب التوعية والتحسيس في التعامل مع السائقين وأصحاب المركبات على الطرق السيارة والسريعة وكذا داخل المدن والاحياء حيث أصبحت هذه المصالح الأمنية تتعامل بعقلية المواطن وتتبني أسلوب الترصد والمراوغة من أجل ضبط المخالفين والخارجيين عن قانون المرور ويظهر ذلك من خلال الأساليب التي أضحت الأجهزة الأمنية تستخدمها في عملها اليومي حيث نجد أن هذه الأخيرة أصبحت تعتمد على أسلوب التخفي من اجل تحرير المخالفات.

عناصر الأمن يتوجهون نحو أسلوب الترصد والتخفي لمباغتة الخارجين عن قانون المرور 

ومن هذا المنطلق فقد حرصت أجهزة الأمن المختلفة على اقتناء دراجات نارية عصرية وجد سريعة، إذ تصل سرعتها القصوى إلى 220 كلم /سا، هذه الأخيرة التي تم تنصيبها رفقة دراجين محترفين على مستوى الحواجز الأمنية، تحسبا لأية حالة عصيان لأوامر ضباط نقاط المراقبة والتفتيش، بما يمكّن من ملاحقة وتوقيف أي سائق يحاول الفرار في بضعة دقائق. كما استوجب على عناصر أمن الطرقات ابتكار أساليبهم الخاصة، والتي أكثرها شيوعا الاختفاء وسط الأشجار والأحراش الكثيفة من أجل ضبط السائقين المخالفين في الجرم المشهود وهو الأمر الذي يثير حفيظة هؤلاء كذلك بالنسبة لتنصيب أجهزة الرادار والتي تعمد الأجهزة الأمنية في كل مرة للتغيير المفاجئ والمستمر لأمكنة تواجدها من اجل خداع السائقين بالاعتماد على المناطق غير المتوقعة، وحسب مسؤولي هذه الأجهزة الأمنية فان هذا الأسلوب أعطي نتائج إيجابية خاصة مع استعمال آخر التقنيات منها الرادار، ومع قوة قانون المرور والتدابير التشددية المعمول بها . ولعل أنجع الأساليب التي أثبتت فعاليتها مؤخرا، هي استخدام سيارات ''مموهة'' من قبل عناصر الأمن الوطني وبالخصوص العربات الرباعية الدفع والتي تم تجهيزها بـ''رادارات'' تسمح بتحديد سرعة السيارات التي تتجاوزها، حيث لا يشعر السائق إطلاقا بوجود أعوان الأمن بجواره، إلى أن يتم توقيفه عند أول حاجز أمني يصادفه، أين يتم مواجهته بالمخالفة التي ارتكبها، وهي الأساليب التي اثارت حفيظة السائقين الذين قرروا من جانبهم الرفع من مستوي التحايل والمراوغة خاصة بالنسبة لسائقو النقل العمومي والشاحنات الكبيرة، فضلا عن سائقي المسافات الطويلة، حيث أصبح يعتمد هؤلاء على جملة من التقنيات التي تمكنهم من الإفلات من قبضة الرادارات. 

 

أجهزة تشويش، لوحات ترقيم خاصة وتطبيقات بالهاتف للإفلات من قبضة الرادار 

ومن بين هذه الأساليب تبني بعض الإشارات والحركات لإخطار السائقين القادمين من الرواق الموازي بوجود أجهزة الرادار على مسافة قصيرة من مكان تجاوزهم، وهو ما يبطل مفعول هذا الأخير خاصة في تحديد السرعة، حيث يلجأون مباشرة لتخفيض السرعة، ومن أكثر الأساليب المنتشرة كذلك أجهزة تشويش لتضليل ''الرادار'' حيث هناك من السائقين أيضا من لجأ إلى تركيب هذه الأجهزة على متن مركباتهم، لتعطيل عمل الرادارات الأمنية المنصّبة على طول الطرقات، ومنع رصد سرعتهم الحقيقية من خلال توفير معلومات خاطئة عن حقيقة التسارع الذي يتقدمون به، هروبا من العقوبات وتعمل هذه الأجهزة الإلكترونية التي يتم تنصيبها في مقدمة السيارة على اكتشاف وتحديد موقع تنصيب الرادارات الأمنية المتواجدة على حواف الطرقات، ومن ثم إرسال أمواج ترددية لتشويش المعطيات التي يرصدها الرادار، هذا الأخير الذي يضطر إلى تقديم معلومات خاطئة عن السرعة التي تسير بها المركبة، مما يحول دون إثبات تهمة تجاوز السرعة المحددة ومواجهة صاحب المركبة بالمخالفة التي ارتكبها. كما لجأ البعض الآخر من السائقين ومستعملي الطرقات في ظل تعذر الحصول على الأجهزة ''المشوشة'' وغيرها من الأجهزة المنبهة أو التي تعيق عمل الرادار نظرا لقلتها وندرتها في الأسواق الجزائرية، إلى ابتكار أساليب خاصة لتفادي الوقوع في قبضة رادار أعوان مصالح أمن الطرقات الذي يوفر الحجة والبرهان عن وقوع المخالفة، ومن بين الأساليب التي شاع استعمالها استخدام لون أبيض عاكس للضوء لطلاء مساحة لوحة الترقيم الأمامية للسيارة، حيث يعمل هذا الطلاء على عكس ومضة ''فلاش'' آلة تصوير الرادار أثناء التقاط الصورة، بما يمنع من تشفير الأرقام الموجودة على لوحة الترقيم التي تبدو عبارة عن خانة بيضاء، وهي نفس النتيجة التي يهدف إلى تحقيقها البعض من السواق عن طريق طلي أرقام لوحة الترقيم باستعمال ملمع الشفاه الذي تستخدمه النساء للتزين، الذي يعمل بنفس مبدأ اللون الأبيض العاكس للضوء. من جهة أخرى وفي إطار الحيل التي تستعمل لتفادي الرادار، يعمد بعض المواطنين إلى استنساخ لوحات ترقيم صغيرة الحجم أو تحمل أرقام متلاصقة وصغيرة، بحيث يستحيل تحديدها بالتدقيق نظرا إلى المسافة الكبيرة التي تفصل الرادار عن المركبة عند التقاط الصورة، خاصة عندما تكون هذه الأخيرة تسير بسرعة فائقة. هذا وقد اطلق مستخدمي الانترنت تطبيق جديد تحت اسم "ردار الجزائر"، يساعد سائقي السيارات على تفادي اجهزة الرادار وذلك عن طريق تحديد أماكن الرادار، وبالتالي تخفيض السرعة عند الاقتراب منه ويساعد هذ التطبيق في تحويل جهاز الهاتف  الى كاشف للرادار، حيث تعتمد فكرة التطبيق على كشف أي زيادة في موجات الراديو التي يمكن ان تنتج من رادارات كشف السرعة الموجودة على الطرق،  ويحدد موقع السائق بالنسبة لتلك الرادارات و كذلك يحدد السرعة بالكيلومتر وعند تجاوز السرعة يطلق البرنامج صوتا تحذيريا يعلم عن تجاوز هذه السرعة.

س. زموش

من نفس القسم الوطن