الوطن
الجزائريون قد يضحون بالعيد لضمان الدخول المدرسي لأبنائهم!
المناسبتان جاءتا متزامنتين وطرحتا مشكل القدرة الشرائية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 أوت 2016
بدأ الحديث على الدخول الاجتماعي المقبل وعيد الأضحى يتصاعد في الآونة الأخيرة عند الجزائريين خاصة وأن هاتين المناسبتين متزامنتين في أسبوع واحد وهو ما سيزيد الضغوط على العائلات الجزائرية التي ستجد نفسها في مواجهة مناسبات ثقيلة بميزانية متدهورة لاسيما للشرائح من ذوي الدخل المتدني والمحدود التي تعاني ميزانيتهم أصلا من أوضاع مالية متردّية في الوقت الراهن في ظل محدودية الدخل وتفاقم الاعباء والالتزامات المتزايدة مع ارتفاع المعدل العام لمستوى الأسعار.
مع إعلان العديد من العلماء في الفلك عن تاريخ عيد الأضحى الذي من المتوقع ان يكون يوم 11 سبتمبر بدأت العديد من الاسر الجزائرية في التفكير في كيفية تسديد مصاريف هذه المناسبة الدينية التي ستكون في أسبوع واحد مع الدخول المدرسي والدخول الاجتماعي بداية سبتمبر وبالتزامن كذلك مع دفع الالتزامات الخاصة بدفع مستحقات عدل بالنسبة للبعض، شهر أوت وكل هذا يضع المزيد من الضغوط على الأسر الجزائرية، خاصة في ظل التخوفات من تراجع قيمة الدينار وتوقعات بضعف القدرة الشرائية للمواطنين بسبب الارتفاع المتوقع للكثير من المواد الاستهلاكية وغير الاستهلاكية خاصة وأن لم الجزائريون لم يتنفسوا الصعداء بعد من التكاليف الباهظة المنفقة خلال شهر رمضان وعيد الفطر التي استنزفت جيوبهم ليحضروا أنفسهم لمناسبة اخري ستأتي على الأخضر واليابس لديهم.
وفي ظل هذا الوضع الذي يربك العائلات خاصة مع ضعف القدرة الشرائية وانعدام السيولة المالية فضل العديد من الأولياء ألغاء عطلة الصيف من أجل التقشف والبدء في اقتناء مستلزمات الدخول المدرسي من الان خاصة وان التجار بدأوا في عرضها بمجرد انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر بالرغم من أنّ المواطنين اعتادوا على اقتناء مستلزمات الدخول المدرسي قبل أيام فقط من التحاق التلاميذ بمدارسهم أو حتى بعدها، الا ان الوضع المالي لأغلب الاسر حتم عليهم تغيير عاداتهم تماما مثل ما حدث مع ملابس العيد.
وكلل سنة دعت جمعيات حماية المستهلك العائلات الجزائرية إلى ترشيد سياسة استهلاكية خاصة بالدخول المدرسي والاجتماعي وعيد الأضحى سيما بالنسبة العائلات محدودة الدخل من خلال انتهاج سياسة حكيمة في اقتناء المستلزمات المدرسية لأبنائهم، داعية السلطات العمومية إلى مدّ يد المساعدة إلى المواطن البسيط من خلال توفير المنتوج وبسعر معقول في متناول الجميع، من خلال فرض آليات تسويق وتطويق السماسرة الذين في غالب الأحيان يحتكرون هذه المناسبات من أجل التحكّم في القدرة الشرائية.