الوطن

"الفايسبوك" يتحول إلى الحزب الأول في الجزائر

صفحات سلال، بن فليس، بن غبريت وغول تقترب من مليون مشارك

لا يتجاوز عدد مناضلي أقوى الأحزاب في الجزائر عتبة 500 ألف مناضل منخرط، ويحوز الأفلان ما مجموعه 600 ألف منخرط منذ الاستقلال إلى الآن، حسب ما أكده المكلف بالإعلام، إلا أن صفحات مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك وتويتر) لأكبر الشخصيات الوطنية والسياسية تحوز على نسبة كبيرة من المنخرطين فيها.

وبغض النظر عن حقيقة هويات المشاركين في الصفحات وتفاعلهم مع أصحاب الصفحات، فإن دورها صار يأخذ "أهمية كبيرة" يوما بعد يوم في نشاطات السياسيين ومواقفهم، سواء من جانب وزراء الحكومة أو الأحزاب السياسية أو الشخصيات الوطنية، وهو ما يراه مراقبون أكبر مؤشر لقياس مدى تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة لدى فئة الشباب، مع الاستحقاقات القادمة ومستجدات الساحة الوطنية.

وفي إطلالة على صفحات بعض الشخصيات الوطنية والسياسيين، نجد أن بعض الصفحات أخذت "منحى رسميا" بتأشيرها من طرف إدارة الفايسبوك بطلب من مدراء الصفحة، على غرار صفحة الوزير الأول عبد المالك سلال التي تحوز ما يقارب 600 ألف معجب ومتابع رغم حداثتها، ويتناول القائمون على صفحة الوزير الأول نشاطات الحكومة باعتباره الوزير الأول وكذا ممثلا لرئيس الجمهورية في بعض النشاطات الرسمية، كما ينشر على الصفحة مواقف وآراء وحتى تعليقات على بعض الأحداث والمستجدات الوطنية (رياضية، وثقافية، واجتماعية). 

أما صفحة وزير التربية نورية بن غبريت فتحوز على ما يقارب 600 ألف معجب ومتابع وتخصصها الوزيرة للرد على استفسارات المواطنين حول القطاع، ولقيت تجاوبا كبيرا خصوصا في فترة تسريب نتائج البكالوريا (ماي 2016) ومواعيد إعلان النتائج بالنسبة لمسابقات التوظيف والبكالوريا وشهادة التعليم المتوسط والابتدائي. أما صفحة الوزير السابق للسياحة عمار غول فتحوز على ما يقارب 800 ألف معجب ويخصصها الوزير السابق ليومياته الشخصية وزياراته الميدانية في الإطار الحزبي (رئيس حزب تاج) وحتى لنشاطاته حين كان وزيرا للحكومة.

أما على صعيد الأحزاب السياسية، فإن أكبر الصفحات التي تحوز على الإعجاب هي صفحة المرشح السابق للرئاسيات علي بن فليس (مؤشر عليها بالرسمية) بما يقارب مليون و400 ألف معجب، وحاليا تهتم بنشاطات حزب طلائع الحريات ومواقفه تجاه القضايا الوطنية، في حين لا تعتبر صفحة بن فليس الأكثر نشاطا مقارنة بصفحة حركة مجتمع السلم (حمس) وصفحات قياديين في الحركة، إلى جانب برلمانيين من جبهة العدالة والتنمية (بن خلاف ولعريبي) من حيث التفاعل الرسمي مع المستجدات الوطنية. 

أما رئيس حمس عبد الرزاق مقري فيعتبر من بين الشخصيات السياسية الأكثر استغلالا لـ"الفايسبوك" وتدوين مواقفه الشخصية والحزبية، ولعل آخرها الرد الذي نشره عقب سؤال صحفي حول مبادرة الرئيس السابق للحركة أبو جرة سلطاني، ولقي الرد تعقيبا مماثلا من سلطاني عبر "الفايسبوك"، رغم أن الحركة لا تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة رسمية للاتصال الداخلي والخارجي، حسب ما قاله المكلف بالإعلام للحركة أبو عبد الله عجايمية في تصريح سابق ليومية "الرائد".

ما يثير في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك وتويتر) من جانب السياسيين، أنهم يتحفظون على جعل الوسيلة تأخذ الطابع الرسمي في هياكل المؤسسة، إلا أنهم يراهنون على هاته الوسيلة في الإعلام والتفاعل مع فئات واسعة من المجتمع. وفي هذا الإطار، يرى مراقبون أن تقنين استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لدى الهيئات الرسمية والأحزاب قد يجعل منها مقيدة ولا تؤدي دورها في التفاعل مع فئات واسعة من المجتمع باختلاف توجهاتها وآرائها وتباين مستوياتها العلمية والثقافية.

يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن