الوطن

سلطاني: لست خائنا حين طلبت تقويم مسارات الحركة

طالب قيادة الحركة بعرض مبادرته على مجلس الشورى وإطلاع المناضلين عليها

انتفض الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، ساعات فقط بعد نشر مقري (الرئيس الحالي للحركة) توضيحا بخصوص مبادرته التي قدمها في نوفمبر الفارط. وقال سلطاني: "لست خائنا حين جهرت بالرأي المخالف، فالتخوين عنف لفظي وتحريض على الكراهية وشحن ضد الاحتكام الديمقراطي للصندوق".

وذكر سلطاني، في تغريدة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، أمس، "نهيب بكل مناضل غيور على وطنه أن يقرأ التحولات الجارية حولنا قراءة مسؤولة، ليدرك أن السياسة ليست أبيض وأسود والرأي المخالف ليس خيانة"، مضيفا في تعقيبه على ما ورد في رد مقري، أمس، على الفايسبوك: "التخوين عنف لفظي وتحريض على الكراهية وشحن ضد الاحتكام الديمقراطي للصندوق"، في إشارة إلى أن الخروج عن المسارات السياسية للقيادة ليس خيانة للخط السياسي. وأضاف سلطاني في توضيحه لخلفيات ما حدث بينه وبين الرئيس الحالي للحركة، أنه "سبق أن قدم مقاربة سياسية لاستدراك الوضع داخل أُطر الحركة، وعرضت على المكتب التنفيذي الوطني بتاريخ 15 نوفمبر 2015، لتأمين مسار الحركة ودورها الوطني"، ما يشير إلى أن المكتب التنفيذي للحركة لم يقتنع بالمبادرة ورفض تمريرها على مجلس الشورى الوطني، ما جعل سلطاني ينتفض ويخرجها إلى العلن ويطالب بقراءة ثانية للمبادرة والابتعاد عن تخوينه.

وفي نقطة ثانية، قال سلطاني "نؤكد على أن الحوار المسؤول المعروفة مصادره، وإبداء الرأي والرأي المخالف والمبادرة بتقويم المسارات السياسية، حقوق مكفولة لكل مناضل منذ زمن التأسيس لحركة حمس"، مضيفا "ليس جديدا على قيادات الحركة ومناضليها تحريك المبادرات وطرح المقترحات بما يحفظ للحركة مكانتها السياسية وهيبتها". واعتبر سلطاني أن "المقاربة التي يعتزم طرحها للنقاش مجددا هي قراءة ثانية للمقاربة السابقة، لأنه آن الأوان لإنضاجها وإحالتها على هياكل الحركة ومؤسساتها ومناضليها"، مضيفا أن تحركه نابع من أن "ما نسعى إلى تحقيقه ينطلق من واجب مسؤولياتنا تجاه الحركة والوطن"، حسبه

للإشارة، كان رئيس حركة مجتمع السلم "حمس"، عبد الرزاق مقري، قد رد، أول أمس، على تصريح صحفي لأبو جرة سلطاني، قال فيه إن "مبادرته التي قدها في نوفمبر الفارط تمت دراستها بإفاضة ولم تلق الإجماع داخل هياكل الحركة، وأن حمس تحتكم إلى المؤسسات وليس إلى الأشخاص"، مضيفا أن "الحركة تعرف حاليا انسجاما في هياكلها ومؤسساتها أكثر من أي وقت سابق"، في إشارة إلى أن مبادرة وتصريحات سلطاني لن تحرك ساكنا في قواعد وهياكل الحركة.

وأكد مقري أن "الحركة توجد في عمق منهج الشيخ عليه رحمة الله"، موضحا أن "الخروج من الحكومة كان قبل المؤتمر الخامس على إثر تزوير الانتخابات التشريعية 2012، ثم جاء المؤتمر فأكد هذا التوجه، ثم جاءت كل دورات مجلس الشورى الوطني منذ المؤتمر إلى الآن فأكدت هذا التوجه". وشدد خليفة سلطاني على رأس حمس يقول "نحن لا نشعر بأي شيء غير عادي داخل الحركة، ولم يسبق أن كانت الحركة في هدوء وانسجام بين مؤسساتها كما هي الآن"، مضيفا أن "الحركة تعرف هدوءا كبيرا بفضل الله، وتحقق تقدما ملحوظا على عدة أصعدة، وفي هذا الإطار لا يزعجنا أن يكون داخل الحركة آراء أخرى، فنحن حركة ديمقراطية وحركة مؤسسات"، وأضاف "استقبلنا أبو جرة في المكتب التنفيذي الوطني حين قدم ورقته، كما تحدث مطولا في مجلس الشورى الوطني". وخلص مقري إلى القول "نحن حركة ديمقراطية وكل مناضل من حقه أن يقدم رأيه، ولكن المؤسسات هي التي تفصل وليس الأشخاص، لا توجد حاجة للتهويل، نحن واثقون في أنفسنا، وماضون في عملنا، ولن يكون أي شيء يزعجنا بفضل الله، وقد صار للحركة تجربة كبيرة، ولها كامل القدرة على التعامل مع التنوع في الرأي داخلها ضمن عمل مؤسسي محكم بفضل الله تعالى".

يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن