الوطن

الجامعة الصيفية للإطارات الصحراوية إشادة بدور الجزائر وتأكيد على أهمية الدعم الدولي للقضية

كانت فرصة لتسليط الضوء على انتهاكات نظام المخزن إزاء الصحراويين

سعيد العياشي: الجامعة كانت منبرا لإيصال رسالة سلم وحرية إلى العالم

 

اختتمت، أمس، بولاية بومرداس، أشغال الطبعة السابعة للجامعة الصيفية لإطارات البوليزاريو والدولة الصحراوية. وكانت هذه الجامعة فرصة لتسليط الضوء أكثر على ما يعانيه الصحراويون من قمع من قبل نظام المخزن، الذي يواصل سياسته المبنية على التعنت ورفض القرارات الأممية فيما يخص ضرورة التوجه نحو خيار تقرير المصير. في حين اعتبر المشاركون في هذه الدورة أن توقيت عقدها تزامن مع تصعيد مغربي خطير في عدّة مناطق صحراوية وجب الانتباه لها، وحث العالم على ضرورة الضغط على المغرب لوقف هذه الانتهاكات ضدّ الصحراويين، خاصة وأنها انتهاكات تهدد بتصعيد أمني خطير هناك. وأجمع المشاركون فيها خاصة من الجزائريين على أن الدورة التي تعتبر الأولى في عهد الرئيس الصحراوي الحالي، إبراهيم غالي، فرصة لإيصال رسالة السلم والحرية للعالم ورسالة الجزائر التي تؤكد على ضرورة نصرة القضايا العادلة.

أكد مسؤول اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، سعيد العياشي، نجاح الطبعة السابعة من الجامعة الصيفية لإطارات البوليساريو والدولة الصحراوية التي "كانت منبرا للصحراويين لإيصال رسالة سلم وحرية إلى العالم، خاصة في ظل التعتيم الإعلامي الذي تعاني منه هذه القضية". وقال المتحدث, في كلمته خلال مراسم اختتام الطبعة السابعة للجامعة الصيفية للبوليساريو, أن "أهداف هذه الطبعة من الجامعة قد تحققت بنسبة عالية, بحيث تمت معالجة معظم القضايا والمسائل الإستراتيجية الراهنة"، وأضاف أن هذه الطبعة, التي حملت شعار "الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل"، كانت فرصة للنقاش الفكري وتبادل الآراء المختلفة بما فيه فائدة للقضية الصحراوية، وشكلت "منبرا للصحراويين لإيصال رسالة سلم وحرية إلى العالم، خاصة في ظل التعتيم الإعلامي الذي تعاني منه هذه القضية العادلة منذ سنوات".

 وثمن المناضل الحقوقي الجزائري, بالمناسبة, "الدور الفعال" الذي تقوم به وسائل الإعلام الجزائرية والصحراوية في رفع صوت القضية في العالم، كما نوه في كلمته بالوقفة التضامنية التي أبداها كل الجزائريين إلى جانب أشقائهم الصحراويون خاصة في أوساط الشباب، موضحا أن "التضامن الشباني بين الصحراويين والجزائريين يحمل صورة واضحة من التكاتف والتآزر ورسالة واعية تحمل إصرارا على مواصلة النضال في المستقبل".

 

عبد العزيز رحابي: الجامعة تقليد يجسد المكانة التي تحظى بها القضية الصحراوية في نفوس الجزائريين

بدوره، أكد وزير الاتصال السابق، عبد العزيز رحابي، أن الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية هي تقليد يجسد المكانة التي تحظى بها القضية الصحراوية في نفوس كل الجزائريين، وذلك في تصريح أدلى به لوسائل الإعلام في إطار ختام أشغال الجامعة الصيفية.

وفي رده على سؤال لوكالة الأنباء الصحراوية، أكد رحابي أن الطعن الذي تقدمت به بعض الدول الأوروبية على قرار تعليق اتفاقية الفلاحة والصيد بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، والتي تشمل الأراضي الصحراوية المحتلة، من الصعب أن يؤثر على قرار المحكمة الذي صدر، لأن القرار كان مبنيا على أسس قانونية، كما أن أوروبا يقودها مجتمع مدني واع لا يمكن أن يقبل أن يمس من استقلالية قضائه أو أن ترضخ محاكمه لضغوطات الساسة والمبنية على أساس المصلحة بامتياز.

وعلق المتحدث على الرغبة المغربية المعلنة بخصوص الانضمام للاتحاد الإفريقي، مؤكدا أنه على الدولة المغربية احترام ميثاق الاتحاد الإفريقي وفلسفته التي تأسس من أجلها، والمبنية على أساس احترام الجوار والحدود الموروثة عن الاستعمار وحقوق الإنسان، وهي مبادئ سيجد المغرب نفسه ملزما باحترامها في حال انضمامه، وهو ما يشكل اعترافا ضمنيا بالجمهورية العربية الصحراوية.

 

الوزير الأول الصحراوي يستنكر الخرق السافر لسلطات الاحتلال لمنطقة الكركرات

في حين ركز عضو الأمانة الوطنية الصحراوية والوزير الأول الصحراوي، عبد القادر الطالب عمار، في كلمته أمام الحضور، على خرق قوات الاحتلال المغربية السافر للمنطقة العازلة من خلال خروجها من منطقة الكركرات نحو هذه المنطقة. وأكد المتحدث في هذا الصدد، أن نظام الاحتلال المغربي وبعد فشل سياساته التوسعية ورفضها من قبل المجتمع الدولي، ما سبب له العزلة، "ها هو يحاول الخروج من هذا المأزق بنهج ما يسميه سياسة الحزم التي ما هي إلا سلوك متهور قائم على التصعيد والاستفزاز، بدءًا بالتهجم على الأمم المتحدة وأمينها العام وطرد المكون المدني والسياسي لبعثة المينورسو، وهو القرار الذي أجبره على العدول عنه والقبول المبدئي برجوعه، إلا أنه استمر في وضع العراقيل الميدانية أمام استكمال مهمة البعثة الأممية".

وأبرز عبد القادر الطالب عمار أن تتابع هذه المواقف الخطيرة مع العرقلة المتعمدة للمسار السياسي، يملي ـ أكثر من أي وقت مضى ـ ضرورة التحرك العاجل للأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن الدولي لاتخاذ الإجراءات الفورية للحيلولة دون تفاقم الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه، ووضع حد لمثل هذه السلوكات التي تمس من مصداقية مجلس الأمن الدولي وتهدد ـ بشكل جدي ـ بنسف جهود التسوية.

وأضاف أن "الدور السلبي المتنامي الذي بات يلعبه النظام المغربي على مستوى أمن واستقرار المنطقة من خلال تأزيمه للعلاقات الثنائية مع دول الجوار، وإغراقها بالمخدرات التي لم تعد آلة تدمير وقتل بطيء للقوى الحية في هذه المجتمعات، ولكنها أضحت مصدر التمويل الأول للجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة ومنطقة الساحل عموما، ما يستوجب على المجتمع الدولي اتخاذ مواقف صارمة لإنقاذ المنطقة من هذا الوباء الفتاك وآثاره المدمرة، خاصة أنه لم يعد سراً أن المغرب الآن هو أكبر بلد منتج ومصدر للقنب الهندي في العالم بشهادة مؤسسات دولية مختصة تتمتع بالاستقلالية والمصداقية".

خالد. ش

من نفس القسم الوطن