الوطن

المقاولون يستنجدون بالأفارقة لسد العجز في اليد العاملة في البناء هذه الصائفة !!

من لم يتمكن من الاستعانة بهم اضطر إلى تأجيل انجاز مشاريعه

يعملون دون قيد أو شرط مقابل رواتب زهيدة !!

تواجه العديد من مقاولات الإنجاز والبناء بعدد من الولايات، في الأيام الأخيرة، مشكلة العزوف عن العمل في الورشات من قبل الشباب بسبب الحرارة المرتفعة وهو ما اضطر مسيرو المشاريع إلى الاستنجاد بالعمال الأفارقة لسد النقص الفادح ومن لم يتمكن من جلب عمالة افريقية اضطر إلى تأجيل أو تأخير انجاز مشاريعه.

يواجه، قطاع الأشغال العمومية والبناء، على وجه الخصوص، أزمة حادة في اليد العاملة، هذه الايام حيث لم يعد بإمكان أصحاب المؤسسات الخاصة في الأشغال العمومية وورشات البناء بعدد من الولايات إيجاد عمال محليين بسبب رفض هؤلاء العمل خاصة مع الحرارة المرتفعة. وأمام هذا الوضع بدأت اليد العاملة الإفريقية، تمتص كل ما يعرض من فرص عمل، خاصة وأنها تملك قابلية للعمل مهما كانت الظروف المناخية والمهنية،  وحسب عدد من المقاولين وأصحاب مؤسسات الإنجاز فقد باتت ظاهرة نقص اليد العاملة بمشاريع البناء مع حلول فصل الصيف واقع يعيشه اغلب المقاولين خاصة ما تعلّق بمشاريع المرافق والتجهيزات العمومية، وهو ما أدى الى سيطرة آلاف الأفارقة على كل مشاريع البناء وأبقى العديد من المؤسسات تعاني من نقص كبير في اليد العاملة خاصة في المشاريع الضخمة التي تم الإعلان عنها مؤخرا في قطاع السكن ويضيف هؤلاء أن  نقص اليد العاملة وارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف كثيرا ما يتسبب في تأخر بعض المشاريع،  التي تبقى آجال تسليمها رهينة لتدعيم ورشات الإنجاز بالوسائل المادية والبشرية، حيث غالبا ما تؤدي عملية التأخر في عمليات الإنجاز إلى تأخر تسليم المشاريع، ما ينجم عنه حرمان الكثير من الهيئات والمؤسسات العمومية من تسطير برنامجها، على غرار المؤسسات التربوية، الصحية وكذا الهياكل المتعلقة بفضاءات الشباب ودور الثقافة والملاعب الجوارية، فضلا عن مشاريع قطاع السكن ويضيف المقاولون ان ترفض الإدارة ترفض تبريراتهم   المتعلقة بنقص اليد العاملة، ما يجعل هؤلاء مجبرين  على تحمّل تكاليف جلب اليد العاملة المؤهلة، من أجل إنجاز المشاريع الموكلة إليها في الآجال المحددة، مخافة تعرّضها للعقوبات الإدارية في حال مخالفة دفتر شروط صفقات الإنجاز، وهو ما يزيد من متاعبها.

من جهتهم يرى الشباب أن الأجور الزهيدة التي يمنحها هؤلاء للعمال جعلتهم يعزفون عن النشاط في الورشات بحكم الجهد الكبير والحرارة الشديدة. ويقول عدد من الشباب البطال، إنه يتحتم على المقاولين الذين يحققون أرباحا طائلة تحفيز هؤلاء بأجور معقولة تسمح لهم بتحدي الحرارة والجهد لممارسة المهنة.

 

يعملون دون قيد أو شرط مقابل رواتب زهيدة !!

 

مع ارتفاع عدد اللاجئين الأفارقة سواء الماليين أو النيجيريين الذين اكتسحوا أغلب المدن الجزائرية في الأشهر القليلة الماضية، لجأ غالبية هؤلاء إلى قطاع البناء حيث يلاحظ المارون بجوار ورشات البناء بالعاصمة وغيرها من المدن الجزائرية تجمعات للاجئين الأفارقة أمام أبواب هذه الورشات حيث يستعين بهم المقاولين لتغطية العجز الذي يسجل في الورشة في بعض الأيام، في حين لجأ مقاولون آخرون لاعتماد إجراءات تسمح لهم بتشغيل هؤلاء دون الوقوع في مشاكل مع الجهات الوصية.

وحسب ما كشف عنه أحد المقاولين في حديث له مع " الرائد " فقد أشار إلى أنه ينشط على مستوى ولاية البويرة، وأنه اعتمد خلال الصائفة هذه على هذه الفئة من العمال لأن هناك نقص في اليد العاملة من الجزائريين، وأشار محدثنا بأن الحصول على بناء في هذه الفترة الزمنية من السنة أصبح شبه مستحيل كما أن أغلب هؤلاء يأخذون مبالغ مالية مرتفعة خلال هذه الفترة مقارنة بالفترات الأخرى من السنة، وبرر محدثنا هذه الزيارة بكون أغلب الجزائريين يلجؤون إلى البناء أو تشييد مساكنهم في الصيف حرصا على عدم تأثر المشروع بعامل الزمن والطبيعة وإن كان هذا مبرر المتحدث فإنه أكد في رده على سؤال حول تكلفة العامل الجزائري مقابل العامل المالي أو النيجيري من اللاجئين فقد أكد بأن تكلفتهم أقل بكثير مما يتقاضاه الجزائري كما أن عامل السرعة والجدية في العمل مهمة بالنسبة إليهم وهو الأمر الذي يحفزهم كمقاولين وأصحاب مشاريع على الاستفادة من هؤلاء أكثر من الاستفادة من توظيف جزائريين.

غير أنه أكد على أن الأمر بالنسبة للاجئين السوريين يختلف تماما فهؤلاء لا يرضون بأجور زهيدة كما أنهم يطالبون بعقود عمل وتخاذ إجراءات قانونية تجاه توظيفهم عكس الأفارقة وهو الأمر الذي لا يحفز كثيرا المقاولين والمواطنين عموما من الاستعانة بهم وتجد أن أغلب هؤلاء يشتغلون في مصانع أو شركات كبيرة تعنى بالزخرفة والتزيين أكثر من البناء العام.

س. زموش

من نفس القسم الوطن