الوطن

المصالح الحزبية تهدد مستقبل التنسيقية وهيئة التشاور

تخبط مواقفها من المستجدات السياسية والاجتماعية والاقتصادية

عزّز خروج حزب جيل جديد، مؤخرا، من تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي "المخاوف" التي عبرت عنها عدة أطراف في التنسيقية وهيئة التشاور والمتابعة، "باقتراب تجربة المعارضة إلى نهاية محتومة". ويتداول، حسب مصادر من داخل هيئة التشاور، أن "اجتماع سبتمبر المقبل سيحدث شرخا كبيرا في تكتلات المعارضة ويكشف عن خارطة جديدة للعمل خلال الأشهر المقبلة".

ولا تخفي شخصيات وطنية منضوية في هيئة التشاور والمتابعة "مخاوفها" من "وصول تجربة المعارضة، خلال سنتين من التكتل، إلى نهاية محتومة بسبب رفض السلطة لمبادرتها وعدم قدرتها على إقناع الشعب". وتستدل هذه الأطراف بعدم التزام أحزاب في المعارضة، خلال سنتين من العمل السياسي المشترك "ودخولها في حوارات ولقاءات مع السلطة بطريقة مباشرة وأخرى عبر قنوات غير مباشرة". وذكرت المصادر أن "حركة حمس كانت أول المبادرين بخرق العمل السياسي المشترك ضمن التنسيقية، ثم توسعت الخروقات إلى عدة أعضاء في هيئة التشاور والمتابعة". واعتبر أن ما حققته التنسيقية ميدانيا سنتي 2014 و2015 كان له "أثر كبير في نجاح مؤتمر مزفران 1 وندوة مزفران 2 وإنشاء هيئة التشاور والمتابعة، إلا أن توالي التنصل من الالتزامات السياسية أضعف التنسيقية والهيئة".

أما على صعيد الهيئة، فإن نتائج اجتماع جويلية الفارط الذي يعتبر الأول لها منذ ندوة مزفران 2 "لم تفصل في موقفها من تشريعيات 2017 رغم النقاش الكبير الذي عرفه الاجتماع". وذكرت مصادر من داخل الهيئة أن "الأعضاء تفادوا الخوض في موقف موحد من التشريعيات، بعد أن "استبقت السلطة ذلك بتمرير القانونين العضويين المتعلقين بنظام الانتخابات والهيئة العليا لمراقبة الانتخابات". واعتبر أرزقي فراد، في تصريح سابق ليومية "الرائد"، أنه "من المنطقي والواقعي على الأحزاب المنضوية في الهيئة التمسك بمطلبها رفض المشاركة في الانتخابات القادمة حتى تستجيب السلطة لمطالبها". وأضاف: "كيف يمكن لهذه الأحزاب المشاركة في التشريعيات وهي تعلم مسبقا أنها غير نزيهة"، وهو ما ذهب إليه حزب جيل جديد وأطراف أخرى، إلا أن أحزابا أخرى على غرار حمس والأرسيدي والنهضة وحركة البناء وغيرها "أعلنت ضمنيا مشاركتها في التشريعيات المقبلة قبيل اجتماع سبتمبر"، وهو ما يراه بعض الأعضاء أنه "سيحدث زوبعة داخل الهيئة ويهدد بانفجارها".

وسط هذه المؤشرات لواقع أكبر تكتلين للمعارضة حاليا، فإن مستقبل التنسيقية والهيئة "يبقى غامضا" (حسب بن بعيبش وخبابة وجيل جديد وغيرهم) وواقع العمل السياسي في الجزائر "يسير إلى رسم خارطة سياسية جديدة قد لا يكون للتكتلات أي دور فيها".

يونس. ش

من نفس القسم الوطن