الوطن

المخزن يقرع طبول الحرب على الجيران !!

بعد تواجد قوات الدرك المغربي وشروعها في تشييد الطريق في قندهار

مرة أخرى تظهر الدبلوماسية المغربية تخبطا وتبرز الروح العدوانية تجاه الجيران، فلم يكف استمرار العدوان على الشعب الصحراوي واستعمار أرضه واستغلال ثرواته، بدأت المغرب مؤخرا سلسلة من الإجراءات العسكرية تجاه الجارة موريتانيا، إضافة إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 6 سبتمبر 1991 بين المغرب والبوليساريو، لأن المنطقة تعتبر منطقة منزوعة السلاح وسلطتها تقع على مسؤولية الأمم.

ورغم أن بعض المراقبين يرون في الخطوات المغربية الأخيرة أنها تهدف إلى إلهاء المنظمة الأممية بخروقاته المتكررة للاتفاقيات الدولية مثل طرده لقوات المينورسو وخروج قواته عن جدار الذل والعار، ما سيشغل المنظمة عن هدفها الأساس وهو إيجاد حل سلمي للقضية الصحراوي يحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

مع الإدراك الكلي لهذه المناورات المغربية وخلفياتها، إلا أن تحرك قوات الدرك الحربي المغربية ودخولها المنطقة الفاصلة بين الحدود الجنوبية للصحراء الغربية المحتلة مع موريتانيا المعروفة شعبيا بـ"قندهار"، الأحد، كما شوهد ضباط عسكريون مغاربة يراقبون الوضع مع ضباط المركز الحدودي الموريتاني، كما تم يوم الثلاثاء إدخال عتاد شركة تشييد الطرق إلى المنطقة، وذلك لإنشاء طريق يجمع بين النقطتين الحدوديتين.

كما أنه من الضروري الإشارة إلى أن تشييد الطريق يعد خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار، لأن المغرب لم يبلغ الأمم المتحدة ويتصرف في المنطقة بصورة أحادية، كما أن دخول قوات تابعة للدرك الملكي المغربي يعتبر خرقا جديدا للاتفاق.

ولم يرق بيان الأمم المتحدة الذي عبر أن بعثة "المينورسو" لاحظت الانتهاكات المفترضة في الجزء الجنوبي من الصحراء قرب موريتانيا، وإنها بصدد إجراء تتشاور مع الأطراف المعنية من أجل إثبات الوقائع إلى مستوى التصعيد المغربي ولا القلق الصحراوي الذي تسبب فيه هذا العدوان الجديد.

وتعتبر منطقة الكركارات التي تقع جنوب مدينة الداخلة المحتلة، وتبلغ المسافة الفاصلة بينهما 360 كلم، وتبعد عن كل من مدينة نواديبو الموريتانية ومدينة لكويرة الصحراوية بمسافة 50 كلم، وهي آخر نقطة من جدار العار المغربي، حيث توجد البوابة الحدودية وتوجد مسافة تقدر بـ 5 كلم، تفصل بين نقطة الحدود الموريتانية التي توجد داخل الحدود الصحراوية وبين نقطة المراقبة المغربية. وتشهد المنطقة دوريات منتظمة لبعثة المينورسو، مع الإشارة إلى أن نقطة الحدود الموريتانية تتوغل لمسافة 10 كلم داخل الحدود الدولية للصحراء الغربية.

كما أنه من المعروف أن هناك الطريق الأصلية التي تنطلق من مدينة الداخلة المحتلة إلى مدينة لكويرة، وتمر بمحاذاة شاطئ المحيط الأطلسي، شيدها المستعمر الإسباني أثناء تواجده في الصحراء الغربية. كما توجد طريق أخرى تربط بين مدينة لكويرة ومدينة نواديبو الموريتانية. لكن الطريق القديمة التي شيدتها إسبانيا لم يتم استعمالها منذ تشييد جدار العار المغربي، كما تعتبر المنطقة من المناطق الملوثة بالألغام، وتبرر السلطات المغربية تواجدها العسكري بقندهار بأنها منطقة يغيب فيها حكم القانون، فليس هناك أي سيطرة مادية للمغرب، وليس هناك وجود للبوليساريو، وليس هناك وجود لوحدات الدرك الموريتاني، هي أرض خلاء، وقفر مترامي الأطراف، يتم استغلاله من طرف عصابات الإجرام ومختلف شبكات الجريمة المنظمة من مُهربي السيارات وغيرهم.

خالد. ش

 

من نفس القسم الوطن