الوطن

صورة سودوية حول اصلاحات التربية تنقلها جمعية العلماء المسلمين للوزير الأول

حذرت من انتهاج قرارات خاطئة في القطاع واعتبرت العربية والتربية الإسلامية خط أحمر

وجهت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين نداء عاجل للحكومة من أجل مراجعة أوضاع المنظومة التربوية دعت الحكومة إلى تدخل عاجل لاتخاذ الإجراءات الفعلية المطلوبة لتصحيح مسار الاصلاحات التربوية، ومنع القرارات الخاطئة المتسرعة تجنبا لما قد ينتج من عواقب ضارة لا تخدم مجتمعنا لا في حاضره ولا مستقبله، مؤكدة أن معالجة مشكلة التفتح على اللغات تتطلب تحديد خطة واضحة تُراعى من خلالها أنواع اللغات التي تفيد البلاد، وأسلوب التعامل مع كل لغة، هذا فيما رفضت المساس باللغة العربية.

وجاء في نداء الجمعية أمس، أن "الأوضاع المتدهورة التي وصلت إليها مستويات التعليم في الجزائر، لم تعد تخفى على أحد، بل يكاد يُجمع المختصون والمهتمون بالشأن التربوي وعامة المواطنين أن المدرسة الجزائرية في جميع مراحلها لم تعد تؤدي الدور المنوط بها، وأصبح مستوى التعليم بها متدنيا إلى درجة جعل النظام التعليمي لا يحقق أهدافه، وأصبحت الشهادات العلمية مجرد وثائق لا تعبر عن درجات معرفية، ومستويات فكرية، قادرة على تحقيق الإقلاع التنموي."

وشددت جمعية علماء المسلمين   "اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد بنص الدستور، وعليه يجب أن يُحترم وضعها الدستوري في مجالات التطبيق وفقا لقانون تعميم استعمال اللغة العربية الصادر عام 1991. وإن التاريخ الحديث والقديم لم يشهد نهضة لأمة أو شعب بغير لغته، ومن حاول ذلك من خلال لغة دخيلة فإنه يظل يئن تحت وطأة التخلف ويعاني تبعاته."، مؤكدة " التقدم العلمي الشامل يقتضي في مجتمعنا وجوب العمل على تعميم استعمال اللغة العربية في جميع مراحل التعليم وبجميع أنواعه وفي البحث العلمي، في كل مجالاته، باعتبار أن اللغة العربية يجب أن تظّل لغة العلم والتكنولوجيا والتواصل والإبداع للخروج من التخلف وهذا يقتضي تعريب المواد العلمية والتقنية، في مستوى ما بعد البكالوريا، وجميع المستويات."

 

اعتراف بأن التفتح على اللغات الأجنبية أمر ضروري

في المقابل اكدت الجمعية ان   "مسألة التفتح على اللغات الأجنبية أمر ضروري لا غنى عنه. لكن اعتبار اللغة الفرنسية وحدها لغة التفتح على العالم والعلوم والتكنولوجيا هو الانغلاق بعينه والتبعية، ولهذا فإنه لا يحق للمسؤولين على شأن التربية والتعليم أن يحكموا على أبنائنا بالعزلة العلمية والفكرية، ويجعلوهم مجرد مجترين لما تتفضل به علينا المؤسسات والدوائر الفرنسية من ترجمات لم يعد من الممكن اليوم أن نواكب بها سرعة التطور العلمي والتكنولوجي، وتداول المعلومات. إن اللغات الأجنبية وسائل اتصال ومعرفة، والانجليزية اليوم هي لغة التواصل والنشر العلميين، فتعلمها ضروري للالتحاق بركب العلم والحضارة. ولهذا فإننا نطالب بأن تتحول المنظومة التربوية والتعليمية في الجزائر نحو اعتماد اللغة الانجليزية لغة ثانية بشكل متدرج، وبخطوات مدروسة."

كما عاد ذات المصدر الى الحديث عن   التربية الإسلامية والتاريخ، وقالت بخصوصها ان " التربية الإسلامية التي تعزّز الاستقامة الأخلاقية وتمتّن تماسك البناء الأسري والاجتماعي وتحصنهما من كل أشكال الانحراف والسقوط والاختراق، وترتقي بسلوك الفرد والمجتمع، وتثبت الهوية الوطنية وتحمي عناصرها لهي حصن يجب أن يُحمى ويُدافع عنه، فإذا سقط هذا الحصن سقطت بقية القلاع واحدة تلو أخرى، وتخلخل التماسك الاجتماعي."

 

جمعية العلماء تدعو السلطات إلى وقف التدهور في القطاع

ونبهت في المقابل الجمعية وزارة التربية   إلى ما تعيشه المدارس الخاصة من فوضى في التنظيم، وعدم التقيد بالبرنامج الرسمي، ولذلك يجب مراقبتها حتى لا تخرج عما ستكون عليه المنظومة التربوية، وتقييم أعمالها، كي لا تنتهج منهجا يقطع جذور أبنائنا عن ثقافتهم، ويعمل على تخريج فئات مختلفة في الفكر والسلوك عما تخرجه المدارس الرسمية، مشيرة في شان روضات الأطفال " ان الأمر أخطر لأنّها تعتمد في أنشطتها اللّغة الفرنسية وتعامل الأطفال بها، وما تقدمه من برامج ترفيهية بعيد في مضمونه ولغته عن واقع بيئتنا."

عثماني مريم

من نفس القسم الوطن