الوطن

الأحزاب السياسية تنهي عهد المقاطعة وتطلق شعار "أنا أشارك إذن أنا موجود" !!

بعضها تحججت بتغير المعطيات وأخرى اعتبرتها فرصة للمقاومة

تلاشت توقعات وتحليلات بعض المحللين السياسيين بشأن تبني أحزاب المعارضة لخيار المقاطعة في التشريعيات القادمة، كردة فعل على رفض تبني مطلب الهيئة الوطنية للإشراف على الانتخابات، حيث أعلنت العديد منها عن نيتها في دخول المعترك الانتخابي وإنهاء هذا العهد في ظل تغير المعطيات السياسية.

تتوالى يوميا بيانات الأحزاب السياسية، سواء الموالاة أو المعارضة، المعلنة عن قرار المشاركة في التشريعيات القادمة، منهية بذلك عهدا رسمته سابقا بفعل ظروف سياسية غذتها ممارسات السلطة، وفي مقدمتها التزوير الذي اعتبرته تلك الأحزاب دائما الحائل دون دخولها المعترك الانتخابي بمشاركة أفراد في السلطة غادروها اليوم.

ويتحجج المعلنون عن المشاركة في الاستحقاقات القادمة بتغير الظروف والمعطيات أو ضغوط القاعدة، مثلما تعيشه بعض الأحزاب خاصة تلك المحسوبة على التيار الإسلامي, إلا أن المتتبعين للشأن السياسي يؤكدون أن مقاطعة الانتخابات لم تعد موقفا سياسيا في حد ذاته، بدليل فشل الأحزاب التي أعلنت عن مقاطعة الانتخابات السابقة في تحقيق أي خطوة في مسارها السياسي، في ظل تأكيد تقارير تلاشي التيارات السياسية المقاطعة وضعفها على مستوى القاعدة، بل أن هناك من يقول أن المقاطعة ساهمت في ظاهرة التجوال السياسي, بسبب رغبة مناضلين في تبوؤ مناصب عليا، وهناك من يقرأ في قرار المشاركة فرصة للتموقع في ظل ضبابية المشهد السياسي وما ستفرزه رئاسات 2019 التي تعتبر من المحطات المرحلية في تاريخ البلاد ومنعرجا كبيرا في الحياة السياسية في الجزائر.

إلى ذلك قررت أحزاب محسوبة على المعارضة دخول الانتخابات، في مقدمتها الأحزاب الإسلامية التي تسعى لتعويض نكسة 2012 على غرار حركة الإصلاح الوطني التي اعتبرت أن هذا الموعد الاستحقاقي فرصة من الواجب اغتنامها، حتى وإن لم توضّح مستقبل تكتل الجزائر الخضراء الذي تشترك فيه مع كل من حمس والنهضة، بل اعتبرتها فرصة واجب اغتنامها في النشاط السياسي والعمل الميداني الهادف إلى المساهمة في تجسيد المشروع الحضاري للجزائر، وفرصة سانحة لتعزيز اللحمة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية.

وقبل ذلك، لمحت حركة مجتمع السلم، على لسان رئيسها، إلى دخول المعترك الانتخابي بحجة أن المشاركة نوع من المقاومة السياسية داخل المؤسسات، وضرب شرعية هذه الأخيرة بواسطة هامش الحرية المتاح للمقاومة، وسارت على نهجها حركة البناء الوطني وأحزاب أخرى من المنتظر أن تعلن ذلك مستقبلا، في ظل حديث عن مشاركة أكبر الأحزاب المقاطعة وهي جبهة القوى الاشتراكية، حيث بدأت الآلة الانتخابية للأفافاس بالتحرك عبر المنتخبين المحليين وفيدراليات الحزب المنتشرة في كثير من الولايات، ووظفت قيادة الحزب مؤتمرات الفيدراليات التي تعرف انتخاب القيادات الولائية لتعبئة مناضلي الحزب.

أمال. ط

 

من نفس القسم الوطن