الوطن

"مشاركة الأفافاس في التشريعات المقبلة أمر محتوم"

المحلل السياسي وعضو هيئة التشاور والمتابعة، أرزقي فراد، في حوار لـ"الرائد"

فشل المبادرات السياسية سببه عدم قدرة الأحزاب على السيطرة على قواعدها

أرجع المحلل السياسي وعضو هيئة التشاور والمتابعة، أرزقي فراد، فشل مبادرة الإجماع الوطني التي بادر بها حزب جبهة القوى الاشتراكية "الأفافاس" إلى سببين، هما "أن المبادرة لا تحمل أي مقترحات ملموسة، وثانيا عدم تجاوب أي حزب سياسي أو السلطة مع المبادرة". وذكر فراد أن "الواقع يبرهن أن مبادرة الأفافاس فشلت عكس مبادرة الانتقال الديمقراطي التي عقدت مؤتمرها الثاني، في مارس الفارط، وقدمت اقتراحات للخروج من الانسداد السياسي".

حاليا مع اقتراب تشريعيات 2017، ما مصير المبادرات التي رافعت من أجلها أحزاب المعارضة وحزب الأفافاس وحتى أحزاب الموالاة؟

مبادرة الإجماع الوطني للأفافاس انتهت بالفشل وبورقة بيضاء مثلما بدأت، أما تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي فمبادرتها جاءت بمؤتمر ثان في مارس الفارط، ما يبرهن على وجود الحد الأدنى من التماسك فيما بينها، وهيئة التشاور والمتابعة المنبثقة عنها لا تزال تلتقي وتتناقش وتتبنى مواقف، وحاليا لديها تحد قادم هو الانتخابات التشريعية المقبلة.

أما أحزاب الموالاة ومبادرة الجدار الوطني للأفلان وغيرها، فهي ليست مبادرات، بل هي أوامر من السلطة لأنها ليست أحزابا بل هي أجهزة تستغلها الرئاسة والأجهزة الأمنية في وقت سابق للتشويش.

قلت أن مبادرة الإجماع الوطني للأفافاس فشلت، في حين قيادات الحزب في كل مرة تقول أنها لا تزال صالحة ولم تفشل، ما تعليقكم؟

الأفافاس عند طرح المبادرة قال إنها ورقة بيضاء، ومنذ سنتين لم يخط أي حزب سطرا فيها، أليس هذا واقعا، ثانيا، الأفافاس يقول إنها ورقة بيضاء ولا تحوي أي اقتراح مسبق، هل يمكن أن نسميها مبادرة وهي لا تتضمن أي اقتراح ملموس، ثالثا، أي طرف في الساحة السياسية وأنا بينهم نفرح بأي مبادرة ونؤيدها ونعتبرها ثروة، شريطة أن تكون واضحة وتلقى الإجماع بين معظم الأطراف.

في مبادرة الأفافاس لا نلمس أيا من هذه النقاط، هي مجرد ورقة بيضاء منذ سنتين وفارغة ولم تحقق أي نتيجة، فهل يمكن أن نصفها بمبادرة ونقول إنها لم تفشل.

هل تعتقد أن فشل أو عدم تقدم مبادرة الإجماع الوطني نحو خطوات إيجابية في المشهد السياسي سيؤثر على وضعية الحزب في الاستحقاقات القادمة؟

عند الحديث عن المبادرات السياسية للأحزاب يجب أن نعرف أن القيادات هي التي تبادر بها وتتبناها وتحاول نشرها وتعميمها، أما حين يكون الحديث عن التشريعات والانتخابات المحلية فالعكس، لأن القاعدة لا تساير القيادات ولا يمكن للقيادات أن تسيطر على القاعدة، هذا واقع الأحزاب السياسية في الجزائر.

إذن، في الوقت الحالي كل الأحزاب منشغلة بالتحضيرات رغم أن البعض يتحفظ على موقفه من المشاركة أو المقاطعة، لكن كل الأمور تشير إلى مشاركة كل الأحزاب في التشريعيات، رغم أن المعارضة تعترف بأن السلطة لم تلب مطالبها والانتخابات لن تكون نزيهة 100 في المائة.

أما بخصوص الأفافاس وغيره من الأحزاب في المعارضة، فيجب أن نعترف بأن القيادات في وضع لا تحسد عليه، لأنها تعلم بواقع الممارسات السياسية للسلطة، ومع ذلك لا يمكنها تبني مواقف والبقاء عليها، ومن ضمنها مقاطعة الانتخابات، وهذا ما يؤثر على القاعدة والحزب بشكل عام.

هل تعتقد أن الأفافاس بمشاركته في تشريعيات 2012 حقق الأهداف التي كان يرافع لها، وهل مشاركته في التشريعيات القادمة أمر محتوم؟

أعتقد أن مشاركة الأفافاس في التشريعيات المقبلة أمر محتوم، وسبق أن قلت أن القاعدة النضالية تطمح للمناصب وغيرها، والأفافاس هو حزب متجذر لا يتأثر بالمبادرات والانتخابات، لأن لديه الحد الأدنى من القاعدة النضالية مثل الأفلان، لأن لديهما خصوصية في الساحة السياسية الجزائرية وتاريخية، وبذلك فالتأثير الذي قد يحدث هو موجود على مستوى القيادة سواء بالضعف أو الانتشار على المستوى الوطني.

والأفافاس هو حزب وطني مثل الأفلان له جذوره وتقاليده في الساحة السياسية لا تتأثر بوفاة المجاهد حسين آيت أحمد ولا بضعف القيادة الحالية، وذلك لارتباطه بالثورة الجزائرية وتاريخ الجزائر وعمقه في القاعدة.

سأله يونس. ش

 

من نفس القسم الوطن