الوطن

الأفافاس يتجه للمشاركة في تشريعيات 2017

بعد خطاب الإجماع وتصحيح وضع الحزب بخطاب السلطة الرسمي

يتجه الموقف في أعرق حزب في المعارضة الجزائرية إلى المشاركة في الانتخابات التشريعية 2017، وتكون النقاشات الداخلية للحزب، خاصة في الولايات ذات الثقل النضالي، على غرار تيزي وزو وبجاية والبويرة وحتى العاصمة، قد حسمت أمرها بالمشاركة، خاصة أمام الحالة النظامية التي يوجد عليها الحزب بعد وفاة زعيمه ومحور الأساس للتجميع داخل الحزب، الراحل آيت أحمد حسين. ويأتي هذا الموقف بعد التقييم الإيجابي لمشاركة الحزب في تشريعيات 2012 والمحليات أيضا، حيث أكدت جل الآراء على طغيان إيجابيات المشاركة على خيار المقاطعة والذي سبق للحزب أن جربه من قبل.

وفي انتظار ترسيم قرار المشاركة في الانتخابات، بدأت الآلة الانتخابية للأفافاس بالتحرك عبر المنتخبين المحليين وفيدراليات الحزب المنتشرة في كثير من الولايات، ووظفت قيادة الحزب مؤتمرات الفيدراليات التي تعرف انتخاب القيادات الولائية لتعبئة مناضلي الحزب. وقد عرفت عدة ولايات مؤتمراتها الفيدرالية، كان آخرها مؤتمر فيدرالية ميلة، بعد كل من قسنطينة وعين الدفلى وجيجل والشلف ووهران وسيدي بلعباس وبجاية. وترتكز استراتيجية الأفافاس على العمل الجواري والميداني، موظفة جنازة المرحوم آيت أحمد والخطاب السياسي الرسمي الذي صاحبها وأعاد الاعتبار له بعد سنوات من الظلم والاتهامات حتى في وطنيته.

وتحضر قيادة الحزب لإقامة مؤتمرين في الفترة القادمة، على غرار مؤتمر الذكرى الستين لمؤتمر الصومام الذي يراهن الأفافاس على أرضيته كمنطلق أيديولوجي للحزب، والذي يرتكز عليه في تفسير مواقفه الحزبية في ما بعد الاستقلال، كما تحضر أيضا لمؤتمر الذكرى 53 لتأسيس الحزب. وقد أوردت استراتيجية الأفافاس هذين الحدثين ضمن رؤيتها في التعامل مع الانتخابات القادمة، كما عملت على إعادة التواصل بينها وبين بعض مؤسسات المجتمع المدني، خاصة تلك التي حظيت بدعم الحزب بعد التضييق الذي عرفته من طرف السلطة، على غرار المنظمات الحقوقية والبطالين وبعض المنظمات الطلابية المعروفة بانتماء ناشطيها للحزب.

كما تراهن القيادات الفيدرالية في الولايات على إنجازات منتخبيها المحليين وتفاوت الانضباط لديهم مقارنة بالأحزاب الأخرى، وتعقد كثير من الفيدراليات في الفترة الأخيرة لقاءات ماراطونية مع المنتخبين المحليين، على غرار لقاءات مع رؤساء البلديات التي تميزت بتوجيهات خاصة تمكن الحزب، خاصة في آخر العهدة، من تثمين مشاركته من جهة والخدمات التي قدمها الحزب للمواطنين عموما.

الأفافاس أيضا يرى بأن مبادرته الداعية للإجماع الوطني قللت من خصوماته السياسية، خاصة تجاه السلطة، بل إن الكثير من المراقبين اعتبروا أن خطاب الأفافاس، فيما بعد الانتخابات الرئاسية 2014، كان مهادنا إلى درجة أن البعض قال أنه جاء على إثر صفقة سياسية ترجمتها رسالة الأمين العام للأفلان، عمار سعداني، قبل وفاة الراحل حسين آيت أحمد، كما ترجمت عمليا بالتقليل من التوترات داخل منطقة القبائل، وهو ما كان يريده الرئيس ولم ينجح غريم الحزب في المنطقة الأرسيدي في هز الاستقرار في الولاية، رغم المحاولات الكثيرة، وهو ما يؤكد إمكانية استمرار الهدنة بين الأفافاس والسلطة، ويجعل الحزب في راحة من أمره، خاصة من ضغوطات وتعسفات الإدارة، وهو أحد محاور خطاب إقناع قاعدة الحزب وإطاراته التي أصبحت تطغى عليها روح المشاركة في أوسع ما يمكن، بالنظر إلى أنها ترغب في تحقيق طموحاتها السياسية ولا تراهن على استمرارها خارج دائرة اللعبة، بما لا ينسجم مع خلفية النضال وإنشاء الأحزاب من جهة، وقناعة إطارات الحزب بعدم جدوى ولا فاعلية المقاطعة التي جربت لعقود من الزمن وانتهت بهذه الخلاصات.

ورغم أن التعامل مع باقي الأحزاب لم ينضج بعد، إلا أنه من المتوقع أن تبدأ سلسلة مشاورات تقودها قيادة الحزب، بعد الفصل النهائي في موضوع المشاركة الذي، ميدانيا، بدأ التحرك لتحقيق نتائج أكبر من الانتخابات السابقة.

 
خالد. ش

من نفس القسم الوطن