الوطن

الأساتذة يطالبون بإدراج " التعليم " ضمن المهنة الشاقة !!

يدرسون 240 ساعة سنويا ويعملون 32 سنة كاملة ويعانون من أمراض خطيرة

"الأسنتيو " تحدثت عن 8 مبررات سيدافع عنها 700 ألف أستاذ بداية من سبتمبر القادم

 

سلط تقرير صادر عن النقابة الوطنية لعمال التربية " الأسنتيو" الضوء على أهم العوامل التي تجبر السلطات العليا على عدم المساس بالتقاعد النسبي والتقاعد دون شرط السن في قطاع التربية مع تشريح اهم الاسباب التي من شأنها إدراج مهنة التدريس ضمن المهن الشاقة استنادا الى عدة مؤشرات حول ظروف العمل في قطاع التربية على رأسها أن الاستاذ يعمل 5 ساعات زائدة عن نصاب الموظف في قطاع الوظيفة العمومية أسبوعيا و20ساعة شهريا و240ساعة سنويا أي بعملية بسيط موظف في قطاع التربية يعمل 32سنة فعلية.

السلطة متهمة باستغلال المدرسين

وجاء في التقرير الذي اعده المكلف بالتنظيم على مستوى "الأسنتيو" يحياوي قدور أن مهنة التعليم من ضمن نشاطات بشرية اقتصادية واجتماعية تتعامل معها آليات السوق وفق قاعدة تعمل على تحقيق أقصى الأرباح مقابل أدنى التكاليف، وتخصيصا على مهنة التدريس يرى تطبيقا لما ذكر عندما تعمل السلطة على تطبيق الربحية القصوى في ميدان التعليم عند لجوئها إلى استغلال المدرسين استغلالا أقصى في فرض عنصرين على المدرس: الساعات الإضافية واكتظاظ الأقسام كبديل لتوظيف مدرسين جدد.

واكد التقرير "انه يبدو للوهلة الأولى ولكل من ليس على علاقة بمهنة التدريس أن المطالبة بتخفيض سن التقاعد هو ضرب من المبالغة إلا أن الحكم على أحقية المدرسين في طرح مثل هذا المطلب يتأتى من ممارستهم لمثل هذه المهنة ومما يكابدونه يوميا من مشاق وأتعاب جراء مباشرتهم لمثل هذه الوظيفة، مشيرا في ذات السياق الى الاسباب التي تجعل مهن ة التدريس شاقة بالجزائري ، معتمدا الى  دراسات  اليونسكو يكون الاستاذ  قد عمل 8سنوات إضافية خلال مساره المهني  تدخل في خصوصية المهنة ومشاقها  لتصبح سنوات العمل 32 سنة عمل فعلي +8سنوات بحسب دراسة اليونسكو اي 40سنة عمل مقارنة بموظف أخر في الوظيفة العمومية عمل 32سنة.

وعن   انعكاس ساعات العمل الفعلية على عمل المدرس اشار التقرير" انه يقوم مدرسو التعليم الابتدائي بساعات عمل 30ساعة والتعليم المتوسط 22 ساعة والتعليم الثانوي 18ساعة بل تفوقها في اغلب الأحيان علما وان المدرس عالميا مطالب قانونيا ب 18 ساعة، مشيرا إن ساعات التدريس أي - 18 - ساعة عمل داخل القسم  وبحضور التلاميذ تقدر حسب مقاييس اليونسكو ب 40 ساعة عمل فعلي كأدنى تقدير وذلك كما يلي ، يرافق كل ساعة عمل داخل القسم ما لا يقل عن ساعة وربع بين إعداد للعمل وتقييم له. حيث إن جهد المدرس يشمل التدريس داخل القسم بالإضافة إلى إعداد الدروس وإعداد الفروض وتصحيحها إلى جانب المشاركة في مجالس الأقسام ومجالس التوجيه."

وتطرق التقرير الى اشكالية الساعات الإضافية أو الزائدة حيث "يقع إثقال كاهلا لأستاذ في معظم الأحيان إن لم نقل دائما بساعات إضافية لا يختارها طواعية بل تفرض عليه ضمن جدول أوقاته الأسبوعي وذلك من ساعتين 2 إلى أربع 4 ساعات لكل استاذ، وبذلك يصبح المجموع كالأتي 18 ساعة فعلية ما يعادل (40 ساعة ونصف) وهي الساعات العادية مع 2 ساعة اضافية أي ما يعادل 4 ساعات ونصف وهي الساعات الإضافية، وبذلك يكون المجموع العام = 40 س ونصف + 4 س ونصف أي: 45 ساعة عمل فعليا.

تدني ظروف مهنة التدريس تزيد الطين بلة

واضاف ذات المصدر إن اعتبار التعليم مهنة شاقة وتزايد معاناة المدرس يأتي في إطار تشخيص الأسباب العامة والخاصة المرتبطة بمهنة التدريس، على رأسها تدهور ظروف مهنة التدريس، من بينها خاصة التحولات الاجتماعية التي انعكست على وضع العائلة وتنصلها من المسؤولية تجاه أبنائها التلاميذ أضف إلى ذلك عدم رهانها على التعليم ضمن سياق عام يتصف بأزمة قيم حادة يعيشها المجتمع ككل.

وحذر في المقابل التقرير من انعكاس ظاهرة الاكتظاظ على ساعات العمل الفعلي للمدرس حيث أن معدل تلاميذ القسم يبلغ حوالي 35 تلميذا ومقارنة بعدد تلاميذ القسم العادي كما تحدده ”اليونسكو” نخلص إلى أن كل قسم يضم 10 تلاميذ فوق العدد المعمول به، ناهيك عن الانعكاسات السلبية لتمديد سنوات الخدمة حيث قال المتحدث" انه لو قبلنا هذه الأرقام كمنطلق فان الأستاذ يشتغل فعليا سنوات الخدمة المطلوبة يضاف إليها ما يقارب نصف الحياة المهنية . كل ذلك يمثل كلفة المجهود الإضافي وانعكاسه السلبي على الأساتذة"

واعتبر ذات المصدر ان كل هذه المؤشرات بمثابة مبررات قانونية للحفاظ على مكسب التقاعد الحالي بإدراج مهنة التعليم ضمن المهن الشاقة وان كل ما تقدم هو مقاربة أولية تهدف توضيح وتعليل مطلب مشروعية عدم المساس بتقاعد النسبي والتقاعد دون شرط السن في قطاع التربية وإدراج التعليم ضمن المهن الشاقة وترجمتة إحصائيا وترقيمه.

وختم التقرير بالتأكيد"  ان  هنالك عناصر ضمن المجهود الإضافي الذي يقدمه المدرس لا يمكن احتسابها ولا تعويضها ماديا وهي الطاقة البشرية الجسمانية والعصبية التي يستهلكها العمل الفائض وينجر عنها مشاق وأمراض متفشية لدى المدرسين بسبب الإرهاق مثل  أمراض القلب والشرايين وأمراض العظام والعمود الفقري والحنجرة والحساسية والأمراض الجلدية"، مضيفا" و لعل ما يزيد من مشروعية مطلبنا المتمثل في  عدم المساس بالتقاعد النسبي والتقاعد دون شرط السن  في قطاع التربية وإدراج التعليم ضمن المهن الشاقة هو اقتناع القواعد والتفافها حول هذا المطلب واستعدادها للنضال الفعلي من اجله من قبل ازيد من 700الف استاذ بداية من سبتمبر القادم."

عثماني مريم

من نفس القسم الوطن