الوطن

سلطة ضبط السمعي البصري تتحرك بعد فوات الأوان !!

على خلفية المعالجة الإعلامية لمقتل الطفلة "نهال"

طلبت سلطة ضبط السمعي البصري، أمس، من وسائل الإعلام السمعية البصرية التحلي بـ"الحيطة التامة" لدى نشر التعليقات والأحداث ذات الصلة بقضية اغتيال الطفلة نهال سي محند والتي لازالت خاضعة للتحقيق القضائي.

وقالت سلطة ضبط السمعي البصري، في بيان لها، أن "حادثة الاغتيال الشنيعة التي راحت ضحيتها الطفلة نهال سي محمد أثارت الرأي العام، كما تناولت الصحافة الوطنية هذه الحادثة، لاسيما وسائل الإعلام السمعية البصرية". وبعد أن نوهت بتفاعل وسائل الإعلام السمعية البصرية، أعربت السلطة "عن أسفها لذهاب بعض القنوات إلى حد تخطي حق نقل الخبر بنشر معلومات غير مؤكدة أو مغلوطة، ما ألحق الضرر بالعائلات التي لم يلتئم جرحها بعد".

ودعت سلطة ضبط السمعي البصري في هذا الصدد جميع وسائل الإعلام السمعية البصرية في الجزائر إلى "التحلي بالحيطة التامة في نشر التعليقات والأحداث في كل ما له صلة بهذه القضية الأليمة التي لا تزال تحت التحقيق القضائي".

ولم تحدد السلطة قنوات معينة بعينها تم رصدها انتهكت سرية التحقيق، أو سببت المعاناة لعائلة الضحية، ما يوضح مأزق السلطة التي نصبت منذ فترة قصيرة في التدخل للقيام بضبط فعلي للمنافسة بين القنوات دون السقوط التهويل أو انتهاك خصوصيات العائلات والمجتمع.

ولم تدخل السلطة إلا بعد تأكد موت الطفلة البريئة، وبعد أيام طويلة من الضغط الإعلامي المسلط على عائلتها البسيطة غير المتعودة كغيرها من عشرات العائلات الجزائرية على أن تكون موضوع قصة يومية تتنافس عليها القنوات.

ويبدو أن هيئة بن حمادي غير قادرة على المساس بمؤسسات إعلامية معينة أشير إليها خلال تغطية الأزمة بأصابع الاتهام، ولم تتحرك السلطة إلا بعد ضغط مورس عليها من قبل الفاعلين، وسجل مقرر لجنة الثقافة والاتصال بالمجلس الشعبي الوطني سابقا، إبراهيم قار علي، قبل ثلاثة أيام، أن السلطة لم تتدخل رغم الشكاوى، مستغربا إنشاء سلطة ضبط السمعي البصري قبل أن يؤسس المجلس الأعلى لآداب وأخلاقيات مهنة الصحافة، الذي ما يزال مجرد حبر على ورق في الجريدة الرسمية، في وقت تزايدت عمليات انتهاك الحياة الخاصة للمواطنين.

ودعا الباحث الاجتماعي ناصر جابي لـ"ضبط تعاملنا الإعلامي مع مثل هذه الجرائم المستفزة للرأي العام"، موضحا في مساهمة له بعد تأكد وفاة الضحية "الحرفية وأخلاق المهنة لابد أن تتغلب كقيم على شحذ العواطف واستقطابها التي لن تكون إلا سلبية في مجتمع لم يتعود على التعامل الإعلامي مع مثل هذه الظواهر".

آدم شعبان

 

من نفس القسم الوطن