الوطن

قسنطيني يعارض حكم الإعدام !!

طالب بتنفيذه على مختطفي الأطفال

قال رئيس اللجنة الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، بخصوص قانون الإعدام المجمد منذ أزيد من 23 سنة، أنه يعارض حكم الإعدام من حيث المبدأ، ولكنه يطالب بتطبيقه على المجرمين الذين يعتدوا على البراءة التي تحرم في الأخير من حقها في الحياة، حسب قوله.

وبهذا الخصوص أكد فاروق قسنطيني، في تصريحات أدلى بها لـ"العربية. نت"، أن الحكم بالإعدام على من تسول له نفسه بالتعدي على الأطفال الأبرياء، وتنفيذه في آجال عاجلة من شأنه أن يزرع الخوف لدى المعتدين ويردع من يفكر مرة أخرى في التقرب من هذه الفئة البريئة، ما يجعل هؤلاء يبتعدون عن التفكير في هذا العمل الإجرامي مجددا.

حيث لاتزال تتوالى هذه النداءات والدعوات لتفعيل عقوبة الإعدام وتتصاعد في الجزائر بعد حادثة مقتل الطفلة "نهال"، حيث دعوا للعودة إلى تنفيذ عملية الإعدام، التي جمدت منذ 1993، حيث لم تقتصر هذه الدعوات من طرف الإسلاميين فقط، بل تعداه ليصل إلى تيارات مختلفة على الصعيد الوطني، لهم مطلب واحد هو تنفيذ قانون الإعدام على المجرمين.

علما أن عقوبة الإعدام في الجزائر أثارت جدلا حادا بين منظمات المجتمع المدني والحكومة، وكان هذا الطلب يطالب به الحقوقيون ومن لهم معرفة قانونية، حيث كانوا يطالبون الحكومة بإلغاء عقوبة الإعدام من المنظومة الجزائية، هذا وفقا لتوقيع الجزائر على لائحة الأمم المتحدة المتعلقة بتجميد تنفيذ أحكام الإعدام سنة 1993، ويؤكد نشطاء المجتمع المدني أن الارتباط بالتفسير العقائدي يغلق باب الاجتهاد في نصوص الدين الإسلامي بشأن عقوبة الإعدام، وأن التطور الإنساني يفرض إلغاء هذه العقوبة باعتبارها حكما منافيا للحق في الحياة.

في الوقت الذي تصر فيه المؤسسات الدينية الرسمية، كوزارة الشؤون الدينية على تنفيذ هذه العقوبة وإبقائها لأنها تتوافق مع ما سمحت به الشريعة الإسلامية، التي تطالب بتطبيق القصاص على مرتكبي الجرائم والجناة، فالتيارات الإسلامية بالجزائر ترفض إلغاء عقوبة الإعدام، وتدافع قيادات الأحزاب الإسلامية عن مبرّرات دعوتها إلى الإبقاء على الإعدام كعقوبة ردعية، وعموما تعدّ عقوبة الإعدام من بين العقوبات الراسخة في أدبيات الجماعات الإسلامية، باعتبار أنها تستمد مشروعيتها من خلال النصوص الدينية، دون اعتبار للمنظومة الكونية لحقوق الإنسان التي تدافع بشدة عن الحقّ في الحياة.

أمال. ط

 

من نفس القسم الوطن