الوطن

"الجامعة الصيفية للإطارات الصحراويين ستردّ على المناورات المغربية"

رئيس لجنة التضامن مع الشعب الصحراوي، العياشي السعيد، في حوار مع "الرائد":

أكد رئيس لجنة التضامن مع الشعب الصحراوي، العياشي السعيد، أن "الجامعة الصيفية لإطارات الصحراء الغربية التي تعقد (اليوم) بولاية بومرداس تحمل بعض محاورها الرد على المناورات المغربية الأخيرة، خصوصا عند انعقاد دورة الاتحاد الإفريقي". وقال رئيس اللجنة إن "440 إطارا من الشعب الصحراوي والجالية الصحراوية يحضرون الجامعة الصيفية لمدة 17 يوما وينشط المحاضرات أساتذة جامعيون جزائريون".

ما هي الظروف التي تعقد فيها الجامعة الصيفية خصوصا أنها أول جامعة تعقد بعد رحيل الرئيس محمد عبد العزيز؟

أولا نترحم على روح الفقيد المناضل الرئيس محمد عبد العزيز، وهذه الجامعة الصيفية تعقد في ظروف جد عادية لأن الشعب الصحراوي عازم على مواصلة كفاحه ضد الاحتلال وتحقيق مبدأ تصفية الاستعمار وفقا لبنود الأمم المتحدة، كما أن الشعب الصحراوي أظهر كثيرا من الحكمة والروح الثورية إثر فقدان الرئيس محمد عبد العزيز وانتخابه الرئيس إبراهيم غالي أحد مؤسسي الحركة التحررية للشعب الصحراوي. وهذه الجامعة الصيفية هي فرصة لإطارات الشعب الصحراوي لمناقشة قضيته ووقفة تضامنية مع المناصرين له.

ما هي أهم محاور الجامعة الأولى في عهد الرئيس ابراهيم غالي؟

هذه الجامعة الصيفية هي الطبعة السابعة (7) التي تعقد بالجزائر في ولاية بومرداس، وفي كل مرة لها برنامج ثري يتناول محاضرات حول السياسة والأساليب الثورية والثقافة والنضال وغيرها، وينشط هذه المحاضرات أساتذة جامعيون جزائريون بمعدل ثلاث (03) محاضرات في اليوم على مدار 17 يوما، وبحضور 440 إطارا (قد يصل العدد إلى 500 إطار) من القادمين من الصحراء الغربية ومن الجالية الصحراوية في الخارج، وتنعقد الجامعة ابتداء من 7 إلى 24 أوت بولاية بومرداس. ويكون الافتتاح غدا (يقصد اليوم الثلاثاء) بحضور مسؤولين كبار في حكومة الصحراء الغربية وبحضور وسائل الإعلام والمتضامنين مع القضية الصحراوية.

عرفت الفترة الأخيرة تهجمات مغربية كثيرة على وجود الجمهورية الصحراء في بعض الهيئات والمنظمات الدولية، كيف تنظرون لهذا الموضوع؟

هذه مهزلة، وبصفة أخرى نتأسف لرداءة السياسة المغربية في ملف الصحراء الغربية، فطلب المغرب الانخراط من جديد في الاتحاد الإفريقي بعد انسحابه في سنة 1984 يتم وفق القانون ووفق المقاييس المعمول بها في كل المنظمات الدولية والهيئات، لكن أن يتم الانخراط وفق فكرة غير معقولة وبدعم من أربع (4) دول إفريقية فهذا شيء فوق القانون ولا يمكن أن تقبله أي دولة عضو في الاتحاد الإفريقي، كما أنه حلم مغربي لطرد الصحراء الغربية من الاتحاد الإفريقي عبر عودتها وممارسة مناوراتها، وهم يدركون جيدا أن الصحراء الغربية عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي، كما أن الدول الإفريقية بأغلبيتها الساحقة تدعم الصحراء الغربية وقضيتها، وكان ردها واضحا من المناورات المغربية الأخيرة. وأود أن أضيف شيئا آخر، الميثاق الإفريقي واضح فيما يخص تصفية الاستعمار في القارة، لأن الدول الإفريقية عانت كثيرا من ويلات الاستعمار ولا يمكن أن ترضى بمعاناة شعب وترفض منحه الحق في تقرير مصيره وفق بنود الأمم المتحدة (الاستفتاء).

هل تتناول الجامعة آليات للردّ على هذا التشويش المغربي المتعمد؟

ما يحدث حاليا أن المغرب يتعرض لضغوطات كبيرة من المجتمع الدولي ومن الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي والاتحاد الإفريقي، ولهذا فهو يمارس سياسة الهروب إلى الأمام من أجل ربح المزيد من الوقت، والأمم المتحدة من جانبها حاليا تدرس الملف من أجل استفتاء حق تقرير المصير، وحتى الاتحاد الإفريقي يسير في إطار تسهيل مهام بعثة الأمم المتحدة، وبالتالي كل محاولات المغرب والدعم الذي يلقاه من جانب ثلاث أو أربع دول إفريقية لا يمكنها التشويش على القضية الصحراوية العادلة. أما من جانب الجامعة الصيفية فهي إطار شبه تكويني يهدف إلى تحديث آليات العمل النضالي، وإعطاء تفسيرات لهذه المواضيع والتضامن معهم من جانب الشعب الجزائري والإطارات الجزائرية، كما أن الجامعة يساهم فيها إعلاميون ووسائل إعلام وحقوقيون في التعريف بالقضية العادلة ومعاناة الشعب الصحراوي، وهذا أحد آليات الرد على المناورات المغربية.

كيف ترى مستقبلا أشكال الدعم للقضية الصحراوية والشعب الصحراوي؟

في الجزائر هناك تضامن كبير من الشعب الجزائري والحكومة والإعلام والمجتمع المدني، وهذا الدعم متواصل من أجل حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، كما أن الطبعة السابعة للجامعة الصيفية دليل على التضامن والدعم من جانب الإطارات الجزائرية (أساتذة جامعيون، ومختصون)، ونحن نعتبر دعمنا للشعب الصحراوي نابعا من قناعاتنا بأن تصفية الاستعمار هو واجب أخلاقي تجاه الشعوب المستعمرة. أما الدعم للقضية الصحراوية في دول العالم العربي، فيجب أن تكون أكثر فاعلية ووفق ميثاق الأمم المتحدة عبر استفتاء تقرير المصير، لأن بقاء الشعب الصحراوي هو آخر المستعمرات في العالم العربي هو عار عليهم.

كلمة أخيرة للمتضامنين مع القضية الصحراوية مع انعقاد الجامعة الصيفية ببومرداس؟

انعقاد الجامعة الصيفية في الجزائر هو أحد أشكال الدعم الرمزي للقضية العادلة، وولاية بومرداس دوما تفتح أبوابها لأشقائها الصحراويين وترحب بوجودهم، ونحن ندعو من جانبنا المجتمع المدني والأسرة الإعلامية إلى تقديم دعمهم للتضامن ورفع معنويات الشعب الصحراوي الذي يعاني من ويلات الاحتلال.

سأله: يونس بن شلابي

 

من نفس القسم الوطن