الوطن
القضية الصحراوية تعود للواجهة الأممية
زيارة روس واقتراحاته المحتملة وعودة المينورسو
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 أوت 2016
عرف القضية الصحراوية تحركا دبلوماسيا كبيرا بعد الموقف المبدئي من الاتحاد الإفريقي الذي جاء كرد على الحملات المغربية الأخيرة، والتي فشلت في تأليب الدول الإفريقية إلى أطروحات المخزن. وتكون هذه الانتكاسة للدبلوماسية المغربية أحد عناصر عودة الجهود والمساعي الأممية القاضية بتحريك الملف عبر استئناف الدبلوماسي الأمريكي والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، السيد كريستوفر روس، جولاته في المنطقة، ومن المتوقع أن يبدأ زياراته في هذا الشهر.
وتشمل الزيارة كلا من قيادة البوليساريو وموريتانيا والمغرب والجزائر، وتأتي ضمن مسار متابعة تنفيذ اللائحة الأممية 2285 (2016) التي صودق عليها شهر أفريل الماضي من طرف مجلس الأمن، والتي تطالب بعودة التشكيلة السياسية لبعثة المينورسو التي قام المغرب بطردها من قبل، وكانت سببا في الأزمة بين الأمين العام والرباط، وبدأت تتحلحل بعد تراجع المغرب عن مواقفه، كما نصت اللائحة الأممية على حث أطراف النزاع الصحراوي على العودة للمفاوضات المتوقفة منذ آخر جولة عقدت في مانهاست في الولايات المتحدة، مارس 2012.
وقد منحت اللائحة أجل 90 يوما للأمين العام للأمم المتحدة للقيام بمفاوضات مع الطرف المغربي حول عودة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية، وإعلام مجلس الأمن بنتائج تلك المحادثات، وتتداول بعض وسائل الإعلام أن الدبلوماسي الأمريكي قد يكون بلور أفكارا وأن زيارته القادمة قد تحمل مقترحات جديدة لتسوية النزاع. ولا يبدو أن الصحراويين يمكنهم قبول أي فكرة تتجاوز إرادة الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وأن أي مقتر يتعارض مع هذا التوجه لا يمكنه أن يحظى بالقبول، في حين ترغب إرادة المخزن الترويج لمقترحات ذات صلة بالحكم الذاتي، على غرار حكم فيدرالي أو ما يشابهه. ومع رغبة الأمين العام الحالي في إنهاء عدته بالتوصل إلى تقدم في هذا الملف، وعلى أقل تقدير عودة المفاوضات المباشرة بين الطرفين، خاصة أن الرئيس الجديد للصحراء الغربية السيد إبراهيم غالي كان من الوفد المفاوض في عهد الحسن الثاني وبحضور ولي عهده ساعتها والملك الحالي للمغرب، ما يعطي فرصة لبداية مفاوضات أكثر جدية خاصة بعد تأكد المغرب من وجود رغبة دولية وأمريكية خصوصا في فرض حل مقبول من كل الأطراف في المنطقة، خاصة بعد الموقف الفرنسي باستقبال وفد من البوليساريو في المدة الأخيرة، وكلها رسائل تضاف إلى المواقف القضائية وخاصة من الاتحاد الأوربي حول استغلال ثروات الشعب الصحراوي، ووقوف هذه الأحكام القضائية مع الشرعية الدولية.
روس يعود إلى المنطقة وهو يعرف التعنت المغربي وسوء الاستقبال الذي تلقاه قبل مهمته هذه في آخر زيارة له، والتي تعود إلى شهر نوفمبر 2015، وأيضا يستحضر رفض المغرب استقبال الأمين العام للأمم المتحدة بحجة أجندة الملك، وكلها أسباب تجعل من زياراته القادمة فرصة لتحريك جدي للقضية الصحراوية.