الوطن

"الإعدام مطلب قانوني على السلطة التنفيذية تفعيله"

الحقوقي عمار خبابة لـ "الرائد":

دعا الحقوقي عمار خبابة، قيادي جبهة العدالة والتنمية، إلى "ضرورة تفعيل وتنفيذ عقوبة الإعدام لأن المحاكم لا تزال تصدر أحكاما، وعلى السلطة التنفيذية الالتزام بالقانون". وقال خبابة في هذا التصريح لـ"الرائد" أن "المطالبين بإلغاء العقوبة يستندون إلى ذريعة عدم استقلالية العدالة وعدم توقف الجرائم بمجرد تنفيذ العقوبة".

ما هي تعليقاتكم على الآراء التي تطالب بتنفيذ حكومة الإعدام والأخرى المؤيدة لإلغائها، خصوصا أنها تتزامن في كل مرة مع حادثة اختطاف الأطفال؟ 

هناك أطراف في الجزائر تنادي بإلغاء عقوبة الإعدام منذ مدة طويلة وفق توجهات لمنظمات دولية، بحجة أنها تتعارض مع العدالة ومبدأ حق الحياة، وأن القانون يعاقب المجرم ولا ينهي حياته، لكن نحن في جبهة العدالة والتنمية نرى أن الإعدام ليس في الجرائم السياسية والاقتصادية، إنما في القتل المتعمد وفق القانون ويجب تنفيذه، ونقول أن القصاص يجب تفعيله لأنه هو من يحفظ المجتمعات.

تقولون أن القصاص هو حكم إلهي في القرآن، لكن قانون العقوبات يكرس كل الإجراءات لحفظ المجتمع وهو قانون وضعي مدني؟

نحن نستعمل مصطلح القصاص فقط عندما يقولون لنا لماذا تريدون تنفيذ حكم الإعدام، لأننا لدينا ثقة في القرآن الكريم الذي يؤيد القصاص في الآية (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)، وبذلك عندما نتحدث عن الإعدام كحكم قضائي فإن تنفيذه هو مطلب قانوني وليس له علاقة بالدين.

قلتم أن تنفيذ حكم الإعدام هو مطلب قانوني، فما المانع لتنفيذه عمليا؟

هناك محاكم تصدر في كل مرة أحكاما قضائية بحكم الإعدام استنادا إلى قانون العقوبات ساري المفعول، لكن تنفيذ هذه الأحكام يتم عن طريق السلطة التنفيذية (رئيس الجمهورية والحكومة وغيرها)، وعندما يقول المعارضون لتنفيذه إن العدالة غير مستقلة، فهذه حجة باطلة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية لديها قضاء مستقل وهي تطبق عقوبة الإعدام وتنفذها، فالخلل ليس في القانون لكنه في السلطة التنفيذية.

مع كل حادثة اختطاف للأطفال في الآونة الأخيرة تظهر شعارات "القصاص" وينادى بها على أساس مطلب شعبي عن طريق الاستفتاء، ما تعليقكم؟

لا يمكن أن يكون هناك استفتاء شعبي من أجل تنفيذ حكم الإعدام، لأن القانون واضح في هذا وهو مكرس قانونا، لكن الاستفتاء يمكن أن يكون من أجل إلغائها نهائيا، أما ما يسمى بالمطلب الشعبي الذي يظهر مع كل حادثة اختطاف وقتل الأطفال، فهو تذكير للسلطة التنفيذية بأن استفحال الظاهرة وتعطيل تنفيذ العقوبة هو ما يساهم في تفشيها.

سأله: ي. ش

 

من نفس القسم الوطن