دولي

"ليبرمان" يجهض أجنة الفلسطينيات

القلم الفلسطيني

ما أقدمت عليه مجندات من جيش الاحتلال فجر الأربعاء 3/8/2016م من محاولة إجهاض لجنين زوجة الشهيد محمد الفقيه بضربها على ظهرها وبطنها ليس عملًا فرديًّا؛ بل ضمن السياسات الجديدة لوزير جيش الاحتلال الجديد "أفيغدور ليبرمان".

جيش الاحتلال يتجه إلى التصعيد غير آبهٍ بالعواقب، و"ليبرمان" لا يلعب بل يطبق سياسات جديدة، ويجس بها نبض الفلسطينيين في الضفة الغربية، التي هي ملعبه المفضل والمريح؛ لضعفها وسهولة توجيه الضربات إليها دون رد فعل مناسب من الفلسطينيين، ولو أقل قوة وتأثيرًا، أو لرفع العتب.

إذًا، الجيش "الأكثر أخلاقية" يسير بخطى ثابتة نحو الجيش الأكثر وحشية، بإعدامه الأجنّة في بطون أمهاتهم، والبداية بنساء وزوجات الشهداء ورجال المقاومة، وغدًا عائلات الأسرى، وبعدها كل النساء الفلسطينيات، إن استمر غياب الحسيب والرقيب.

هديل عودة زوجة الشهيد الفقيه قالت: "إن ضباط الاحتلال هددوني تهديدًا مباشرًا، قالوا لي بالحرف الواحد: (نحن قد تركنا ثأرنا مع أهل الخليل، وقد بدأ انتقامنا منك الآن، وإن مات محمد فسوف نعتقلك ونسقط جنينك)"، مبينة أن مجندتين من القوة التي اقتحمت منزلها ضربتاها على بطنها وظهرها، وسحبتاها وضربتاها بالحائط، ودفعتاها من باب إلى باب بهدف التأثير المباشر عليها، وأضافت: "إن المجندات سحبنني بعنف، ولم يرفعن بصرهن عن بطني".

منذ تولي "ليبرمان" حقيبة الجيش زادت عمليات قتل المقاومين، والتوغل والتجريف ودعم المستوطنين، وحملات الاعتقال اليومية والحواجز الطيارة والثابتة، وهدم المنازل، وتهجير وطرد المزارعين لمصلحة التوسع الاستيطاني.

ازدادت مدد قطع الكهرباء وقطع المياه عن الضفة الغربية مع تولي "ليبرمان" حقيبة الجيش، وهو ما يعمل على قتل ومنع أي تطور فلسطيني على مختلف المستويات، ويرجع الوضع في الضفة الغربية إلى سنوات عديدة إلى الوراء، وهو ما يتسبب بارتفاع مستويات الفقر والعجز والبطالة وإغلاق المصانع المتواضعة والقليلة أصلًا، وحالة التردي والانفلات والتبعية المتزايدة للاحتلال في كل الأمور الحياتية والمعيشية.

سياسات "ليبرمان" ليست فردية، كما يتصور بعضٌ؛ بل هي موجهة ومدروسة بعناية، وتلقى موافقة "نتنياهو"، ضمن حفظ خط الرجعة، ومن يقل: "إن تغيير الأشخاص لا يلعب دورًا في السياسات التكتيكية" فكلامه غير دقيق، على أن تكون بمجملها ضمن السياسة العامة والدارجة، ولا تدفع الأمور نحو الهاوية وعدم الرجعة.

هل سمع أحد بمؤسسة حقوقية تابعت واستنكرت ما جرى مع زوجة الشهيد الفقيه؟!، هل سمع أحد باستنكار أو حراك لوقف سياسات "ليبرمان" الجديدة التي حولت الضفة إلى ساحة حرب، اللاعب الوحيد فيها هو جيش الاحتلال، في ظل غياب تام للفلسطينيين الذين يتلقون الأهداف في شباكهم دون حراك.

وزير جيش الاحتلال "ليبرمان" يستبيح كل يوم الضفة بالقتل والجرح والاعتقال والتجريف وهدم المنازل، والآن هو يجس نبض الفلسطينيين بإعدام الأجنة في بطون أمهاتهم، وغدًا قد يقوم بما هو أكبر من ذلك؛ فهو لا يعرف غير لغة البلطجة والعربدة والإجرام بحق الشعب الفلسطيني ما دام لا يوجد من يحاسبه ويعاقبه على إجرامه المتواصل.

خالد معالي

من نفس القسم دولي