الوطن

نهال تحيي التضامن والوعي لحماية أطفال الجزائر

رغم تجنيدها لـ 2000 عون من مختلف أسلاك الأمن للبحث عنها

لازالت حادثة العثور على جثة الطفلة نهال مقتولة تثير الجزائريين في مختلف الأماكن والتجمعات، كما حركت عدة مبادرات على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضا في أرض الواقع، من أجل القصاص أولا لمن مات من الأطفال في الفترة الأخيرة، ومن أجل حماية البقية. وبدأت ردة الفعل المجتمعية تأخذ نزولا إلى الشارع حيث منعت، أمس، مصالح الأمن بعض الأفراد الذين قدموا من عدة جهات من الوطن من أجل المشاركة في وقفة سلمية للتضامن مع قضية الطفلة "نهال"، والمطالبة بإنزال أقصى العقوبة على من اختطفوها وقتلوها في الأخير.

وبدأت حملة المطالبة بإصدار وتنفيذ حكم الإعدام تتصدر المواقع الاجتماعية وتصريحات الحقوقيين والسياسيين، نتيجة تمادي الإجرام والمجرمين في التنكيل بالأطفال، ما أصبح يهدد استقرار وأمن العائلة الجزائرية، خاصة أمام المشاكل الاجتماعية المعروفة كالضيق في السكنات وصعوبة التحكم في دخول وخروج الأطفال، ما يدفع إلى مراجعة موافقة الجزائر على الاتفاقية الدولية في رفض حكم الإعدام، وهو أمر ممكن كما صرح بذلك بعض الحقوقيين على غرار فاروق قسنطيني.

ولا تزال التحقيقات حول قضية مقتل الطفلة نهال متواصلة من فرقة البحث والتحري التابعة لمصالح الدرك الوطني بتيزي وزو، بالتنسيق مع مصالح الدرك في كل من العاصمة ووهران، للوقوف على كامل حيثيات القضية وفك خيوطها. كما تم إخضاع جميع أفراد محيطها العائلي للتحقيق، خاصة أن التحقيقات الأولية تؤكد أن الفاعلين من المحيط، كون الطفلة لم تختطف وإنما اختفت وقتلت.

 كما أن فرقة البحث والتحري تجري التحقيق في سرية تامة، بعد أن أكدت أن الأشلاء التي تم العثور عليها تعود للطفلة "نهال"، وحتى لا يلوذ الفاعلون بالفرار. وفي وهران توافدت، أمس، جموع غفيرة من المواطنين لتقديم بالتعازي ومن أجل حضور الجنازة التي ستقام اليوم الأحد، كما قدم المواطنون كل أشكال المؤازرة والمواساة للعائلة، وتعالت أصوات الحاضرين للعزاء مطالبة العدالة بجواب شاف وكاف وبتطبيق أقصى العقوبة على المتسبب أو المتسببين في وفاة الطفلة "حتى يتمكن المجتمع من تأمين وحماية باقي أطفال الجزائر".

كما أكد، أمس، والي تيزي وزو، إبراهيم مراد، عزم الدولة في محاربة ظاهرة اختطاف الأطفال وبتجنيدها لكل الوسائل، وبأنها ستضرب بيد من حديد كل من سيحاول مستقبلا المساس بهذه الفئة من المجتمع، وطمأن الوالي أولياء الطفلة نهال، خلال تنقله إلى قرية آيت عبد الوهاب ببلدية أيت تودرت (دائرة واسيف) لتقديم واجب العزاء باسمه وباسم السلطات العمومية، باستغلال كل المسارات لتسليط الضوء على هذه القضية. وذكر من جهة أخرى أن أكثر من 2000 عون من مختلف أسلاك الأمن قد قاموا بعمليات بحث بالميدان، إلى جانب مواطني المنطقة الذين تجندوا كذلك منذ اليوم الأول من اختفاء الطفلة.

خالد. ش

 

من نفس القسم الوطن