الوطن

مجاهد ينتقد تدخل بعض الأطراف في مسار الحوار الليبي ودعم طرف على حساب آخر

قال أن المشكل الليبي يجب أن يحل بين الليبيين

محاربة الإرهاب يجب أن تكون تحت راية الأمم المتحدة

أكد اللواء عبد العزيز مجاهد، القائد السابق للقوات البرية في الجيش الشعبي الوطني، أن استمرار تدخل بعض الأطراف الدولية في مسار الحوار بين الليبيين هو من دفع بالأزمة السياسية للاستمرار لحدّ الآن، بالرغم من مرور أشهر عديدة على تسلم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا مهامها، للعمل على إعادة حالة الاستقرار المؤسساتي والأمني في ليبيا. واعتبر المتحدث أن الضربات العسكرية التي تشنها في الآونة الأخيرة القوات الأمريكية على مدينة سرت الليبية لمحاربة تنظيم داعش، يمكن أن تأتي بالحلول الأمنية المطلوبة في هذه المرحلة خاصة. ولم يبد المتحدث اعتراضا على هذه الضربات بقدر اعتراضه على استمرار تأجيل منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني، والتي ستمكنها من تكريس الأمن المنشود في الداخل الليبي وإبعاد خطر الانفلات الأمني بالمنطقة ودول الجوار الليبي بما فيها الجزائر. وأكد محدثنا، في تعقيب له على الأوضاع الأمنية التي تشهدها ليبيا الآن وتأثيراتها على الجزائر، بالتأكيد على أن الجزائر تتواجد في منأى عن أي خطر، مشيدا بالأدوار التي تقوم بها السلطات العليا للبلاد فيما يخص تأمين الحدود.

قال المحلل الأمني عبد العزيز مجاهد، في تصريح لـ"الرائد"، أمس، أن موقف الجزائر من الضربات الجوية التي تقوم بها القوات الأمريكية في التراب الليبي واضحة ولا تحتاج إلى الإعلان، لكون السياسة التي راهنت عليها الجزائر من البداية هي سياسة الحوار بين الليبيين ووضع الخلافات الشكلية على جنب، والشروع في تكريس الاستقرار المؤسساتي الذي يأتي باستقرار أمني في الشارع. وأوضح المتحدث بأنه شخصيا لا يرى في كون الجزائر ترى في الضربات العسكرية الأمريكية اعتراضا بقدر ما تعترض على غياب التوافق السياسي بين الخصوم الليبيين، الذين فشلوا لحدّ الآن في منح الثقة للحكومة للشروع في عمليات فعلية وناجعة لمحاربة الإرهاب. وانتقد المتحدث، في السياق ذاته، توجه بعض القوى الدولية نحو دعم طرف على حساب طرف آخر بالأموال والدعم المعنوي والسياسي، وهو ما جعل مسألة منح الثقة تتأجل إلى غاية الآن. ورأى محدثنا أن مثل هذا التصرف الذي قامت به أكثر من دولة، دون ذكرها بالاسم، أثر بشكل كبير على تأخير إقرار منح الثقة للحكومة المعترف بها دوليا.

وذكر محدثنا بأهمية معالجة الأزمة الليبية بين الليبيين أنفسهم، وعاد وذكر بما فعلته الجزائر على مدار أشهر عديدة من أجل حث هؤلاء الخصوم على أهمية الجلوس على طاولة واحدة للحوار فيما بينهم دون تدخل خارجي من أي طرف ومن أي دولة، لما يمكنه أن يعجل بحل الأزمة هناك. غير أن تدخل البعض ومنحهم لطرف دون خر دعما ماديا وعسكري، وضع مسألة التوافق بين الخصوم مرهونة حتى إشعار آخر، وهو ما تأكد يوما بعد آخر، وبدأت تظهر جليا مخاوف الجزائر في هذه المسألة الآن، خاصة مع وجود رغبة لدى بعض القوى الدولية من أجل التدخل العسكري لمحاربة ما يعرف بـ"تنظيم داعش الإرهابي".

وأكد اللواء عبد العزيز مجاهد أن مهمة مكافحة الإرهاب مهمة كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وليست منوطة بدولة دون أخرى، لكون الإرهاب ظاهرة عالمية ويهدد أمن واستقرار كل الدول. ودعا المتحدث، في سياق متصل، إلى ضرورة محاربة الإرهاب بمبادرة وبأدوار أممية، لكون التدخل العسكري يحمل إيجابيات وسلبيات.

وبخصوص موقع الجزائر من هذا التغيير في الخطط الغربية تجاه ليبيا وما يحدث فيها، قال محدثنا بأن الجزائر ليس لها أن تقف ضدّ التصعيد الأمني المسجّل في ليبيا، والذي ولده القصف الأمريكي على مدينة سرت. وقلل المتحدث من الأخطار التي يمكن أن تنجر عن هذا التدخل تجاه الجزائر والحدود البرية بينها وبين ليبيا، بالنظر لليقظة التي يتمتع بها الجيش الوطني الشعبي المرابط على الحدود وتعليمات السلطات العليا للبلاد لتكثيف هذه الجهود لمحاربة آفة الإرهاب وأي خطر تحمله للجزائر.

غير أنه قال إن المخطط الغربي الموجه صوب ليبيا الآن، سواء من أمريكا أو من باقي الدول الكبرى، أكبر من أن تصدّه الجزائر لوحدها، لهذا كانت ترافع وتساند الحلول الداخلية بين القوى السياسية الليبية لما يمكنه أن يلقي بظلاله على الأمن الداخلي الليبي، والذي لن تكون لا لأمريكا ولا لأي دولة أخرى فرصة لاختراقه.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن