الوطن

مقري يعترف بأن غالبية أعضاء مجلس شورى حمس مع خيار المشاركة في التشريعات

وجه رسالة غير مباشرة لقيادات الحزب بعدم التدخل خارج الأطر الحزبية

 

اعترف رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، بأن غالبية أعضاء مجلس الشورى مع خيار المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، لكن لا يعني، حسب المتحدث، بأن الحركة حسمت خيارها الأخير بخصوص هذا الموضوع. وأضاف المتحدث يقول في اليوم الأخير من أشغال مجلس الشورى الوطني لحركة حمس أن المجلس الشورى الوطني الذي سينعقد لاحقا سيكون له القرار الأخير فيما يخص دخول الحركة في الاستحقاقات المقبلة من عدمها، مضيفا في رسالة وجهها بطريقة مباشرة للرئيس السابق للحركة أبو جرة سلطاني قائلا: "لا يمكن لأي شخص مهما كانت مكانته داخل الحزب التأثير على أعضاء مجلس الشورى في اتخاذ القرار النهائي، لأنه مجلس سيد في قراره ولا أحد يمكن أن يتحكم في خيارته السياسية".

هذا وأوضح عبد الرزاق مقري أن الحزب حضر نفسه لكل الخيارات، سواء المقاطعة أو المشاركة، مشيراً إلى أن الحل بالنسبة للأزمة التي تعيشها البلاد هو التوافق بين السلطة والمعارضة، لأن التوافق أنقذ المسار الديمقراطي في تونس، والتوافق أفشل الانقلاب في تركيا، وأن حركته مستعدة للتضحية بمصالحها من أجل مصلحة البلاد، وشدد مقري على أنه من مصلحة السلطة عدم التدخل في الانتخابات ولا السعي إلى التلاعب بالنتائج وتحويلها لصالح من تشاء، لأن ذلك من شأنه الإضرار بالعملية، وتكريس حالة القطيعة بين الشعب وبين العملية السياسية، وأن إجراء انتخابات نزيهة قد يفتح الباب أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية، يمكن أن تسير بالبلاد على طريق التحول الديمقراطي الهادئ والسلس.

ورغم أن حركة مجتمع السلم لم تقل ذلك صراحة، إلا أن هناك تحولاً في طريقة تعاطيها مع السلطة، وهو حال الكثير من أحزاب المعارضة التي رفعت السقف بعد الانتخابات الرئاسية التي فاز بموجبها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بولاية رئاسية رابعة، ولكنها وبعد مرور أشهر وجدت نفسها تخفض من سقف المطالب، التي أشهرتها في وقت سابق، وفي حالة حركة مجتمع السلم الوضع أكثر تعقيدا، بسبب وجود تيار متمسك بخيار المشاركة وعدم معاداة السلطة، وهو تيار يرى أن تطور الأحداث منذ مغادرة الحزب للتحالف الرئاسي ثم خروجه من الحكومة، أعطاه الحق في تصوراته للخط السياسي للحركة التي أسسها نحناح، وسار بها على نهج المشاركة حتى وفاته، وواصل بها خليفته أبو جرة سلطاني على النهج نفسه، حتى مجيء عبد الرزاق مقري الذي كان دائماً يمثل التيار المعارض داخلها.

هني. ع

 

من نفس القسم الوطن