الوطن

زيادة في اليقظة ومسؤولية جزائرية أكبر لحماية المنطقة

أمام تباين المواقف الدولية من هدف ضرباتها الجوية

 

تسارعت الأحداث والتداعيات السياسية والعسكرية داخل ليبيا ودول الجوار، بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية، في الأيام الماضية، عن تنفيذ ضربات جوية محددة ضد أهداف لتنظيم داعش الإرهابي، في مدينة سرت الليبية، بناءاً على طلب من حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، والتي لم تتأخر في تأكيد الطلب، كما اعتبرتها دعما للقوات الحكومية التابعة لحكومة الوفاق، في الوقت الذي تورطت القوات الفرنسية في دعم قوات حفتر، وهو ما اعتبرته حكومة الوفاق متنافيا مع التزامات المجتمع الدولي.

صحيفة "الواشنطن بوست" نشرت تقريرا قالت فيه أن الضربات الأمريكية في ليبيا تعتبر نقطة حاسمة لصالح المعارك العسكرية لاستعادة مدينة سرت. وهي عبارة عن فصل جديد في الحملة الأمريكية الممتدة ضد التنظيم في المنطقة، حيث كان يقتصر العمل الأمريكي في ليبيا سابقاً، على ضربات جوية محدودة ضد مواقع التنظيم، كان آخرها ضد مركز للتدريب في مدينة صبراتة.

في الجزائر لم يصدر أي موقف رسمي معلن عن هذه الضربات، رغم أن الموقف الجزائري التقليدي يرتكز على أهمية توفير الغطاء القانوني والدولي عبر الأمم المتحدة، ولا توافق على ضربات من هذا القبيل، رغم أن البعض يعتبر الموقف الجزائري السابق حينما قبلت طلبا فرنسيا في نهاية عام 2012، لفتح ممرات جوية أمام الطيران الفرنسي لقصف مواقع الإرهابيين في شمال مالي، كانت سابقة ترتكز عليها مطالب الدول الغربية عموما والولايات المتحدة بشكل خاص.

وبدأت أوساط سياسية وإعلامية تتحدث عن تداعيات هذه الضربات على دول الجوار، خاصة أن استراتيجية الجماعات الإرهابية معروفة في مواجهة هذه الضربات، والمتمثلة في التمدد والتوسع وعدم البقاء في الموقع نفسه، وهو ما حدث في سوريا والعراق. ورغم حالة الاستنفار القصوى المعلنة على الحدود والإصلاحات الهيكلية التي تقوم بها قيادة الأركان لمواجهة مثل هذه الأحداث، التي أصبحت تمثل تهديدا للاستقرار ليس فقط في الجزائر وإنما حتى في المنطقة عموما، أمام حالة الضعف الموجودة في مختلف البلدان المجاورة.

تباين الموقف الدولية في التعاطي مع مكونات المشهد الليبي، رغم الوضوح في الراية الدولية ودعم الأمم المتحدة لكل الخطوات والمراحل التي تتخذها حكومة السراج، ألا أن الموقف الفرنسي واختلافه مع المبادرة الأمريكية من شأنه أن يزيد تعقيدات الأزمة الليبية من جهة، وتداعياتها على المنطقة، وخصوصا الجزائر التي أصبحت تحمل الهم الأكبر والمسؤولية الأكبر لحماية كل المنطقة.

خالد. ش

 

من نفس القسم الوطن