الوطن

مقري: المعارضة لم تخرج من فكرة الصالونات !!

قال إن مجلس الشورى هو الذي يفصل في خيار المشاركة في التشريعيات

 

اعترف رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، لأول مرة منذ تأسيس تنسيقية الانتقال الديمقراطي وبعدها هيئة التشاور والمتابعة، بأن قوى المعارضة في الجزائر لم تصل إلى تحقيق الأهداف المنتظرة، وقال "أن ثمة شيئا أساسيا ينبغي أن تصححه المعارضة في أدائها إن اختارت هذا الطريق، وهو الخروج أولا من النخبوية التي تلازمها، وأن تعتبر بأن الاجتماعات في القاعات ما هو إلا فرصةٌ للتشاور وتبادل وجهات النظر والمدارسة والتخطيط، وأن العمل الحقيقي هو الرهان على الشعب الجزائري، الذي لا يملك غيره".

وأوضح عبد الرزاق مقري، خلال كلمة افتتاحية مع انطلاق الجامعة الصيفية للحركة، أمس، أن المعارضة يجب عليها تبني تصور جديد في نشاطها السياسي، والمتمثل أساسا في أن تجوب الجزائر طولا وعرضا لتلتقي بالمواطنين، شبابا وكهولا وشيوخا ورجالا ونساء وعمالا وبطالين، في التجمعات والندوات والعمل الجواري، في القاعات والطرقات والأسواق والمقاهي والساحات، ضمن خطاب بسيط سهل ميسر تصف فيه الداء وتقترح الدواء، ترسم صورة محزنة ثم تمحوها برؤية بديلة متفائلة، غيرُ مكترثة بصعوبة فهمها من الكثيرين في الزمن الراهن.

كما دعا مقري المعارضة أن لا تخطئ في الهدف فيوجه، حسبه، البعض سهامه للبعض الآخر، خدمة للنظام السياسي القائم، من حيث درى أم لم يدر، بسبب الغفلة وقلة الذكاء أو بسبب الحسد والحسابات، مضيفا أنه "حينما تتصاعد الأزمات عليها أن لا تلعب لعبة السباق نحو السلطة باستغلال الترهل المتوقع للنظام السياسي قبل نهاية العهدة التشريعية المقبلة، بل التحلي بالوطنية والتنكر للمصلحة ضمن التشاور والتعاون الذي يشمل الجميع بما فيها النظام المتساقط كما هو منصوص عليه في كل التجارب والقواعد المدونة في علم "الترنزلوجيا" الذي يدرّس في الجامعات وبنيت على أساسه في الواقع كثير من النجاحات.

 وبخصوص مشاركة حركة حمس في التشريعيات المقبلة من عدمها، أضاف مقري "أن الحركة تدرك تمام الإدراك بأن مسؤولية اتخاذ القرار بشأن الانتخابات التشريعية المقبلة كبيرة جدا". فالتسرع بالمقاطعة، حسبه، هو إعلان مبكر لقطع الأمل في خدمة الشعب مثل ما هو حاصل في تونس أو المغرب أو تركيا، وما يتبع ذلك من إحباط وانكفاء يصعب ترقيعه، كما أن التعجل بالمشاركة يلزمنا بما قد تؤكد التطورات ضرره وبما لا يمكن تنفيذه. كما قال مقري "إذا شاركنا في الانتخابات التشريعية رغم ملامح التزوير، فإن ذلك من أجل ضرب مصداقية وشرعية المؤسسات التي تكون عندئذ مزورة، فيعطينا ذلك هامشا واسعا للمقاومة السياسية، وإذا لم نشارك فمعنى ذلك أن تلك المؤسسات قد ماتت نهائيا فلا يجوز ضرب الجسد شرعا وقد خرجت منه الروح".

وحسب المتحدث، فإن هذه الثنائيات المتقابلة هي التي ستوضع بين يدي مجلس الشورى الوطني ليفحصها ويدرسها، ثم يخلص إلى القرار الخالص المخلص الذي يهدف إلى خدمةِ البلد ثانيا، ثم تحقيق دور الريادة السياسية للحركة. وقال: "وإنما ذكرنا هذه المقابلات اليوم ليعلم الرأي العام بأننا لسنا أمام حالة بسيطة يسهل الحسم فيها مبكرا، وإنما يبتلى القادة والمؤسسات بالقدرة على اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب، وبه يتميزون على غيرهم وعلى أساسه تحصل لهم الريادة أو تغيب".

هني. ع

 

من نفس القسم الوطن