الوطن

شكيب خليل ينوب عن الحكومة لشرح الأزمة الاقتصادية عبر الفايسبوك !!

في وقت يرفض وزراء سلال تطبيق أوامر الرئيس بتوعية الشعب وتوضيح حقيقة الأزمة

 

بادر الوزير الأسبق للطاقة والمناجم، شكيب خليل، بنشر مقطع فيديو قصير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "يشرح فيه الأزمة الاقتصادية بطريقة مبسطة وبلهجة جزائرية عامة، وإعطاء أمثلة بسيطة جدا لتصل إلى كل الشرائح"، وتناول في مقطع فيديو لم يتجاوز 15 دقيقة، مبادئ الاقتصاد العالمي وانعكاسات الأزمة الاقتصادية عالميا على الاقتصاد الجزائري، مع دعوته لالتفاف الشعب حول حكومته.

واعتمد الوزير الأسبق للطاقة والمناجم، في المقطع المنشور على صفحته الرسمية في الفايسبوك، أمس، في شرحه للأزمة الاقتصادية الحالية، مثالا مبسطا يتمثل في أن الأسرة هي عبارة عن حكومة مصغرة تمر بمراحل اقتصادية وسياسية واجتماعية تؤثر في مداخيلها ومصاريفها، وركز شكيب خليل على مخاطبة الفئة الأوسع من الشعب الجزائري عبر لغة بسيطة خالية من المصطلحات العلمية والسياسية المعقدة، كما أعطى أرقاما تتعلق بحالة الاقتصاد الجزائري منذ الستينات، وتأثره بالتغييرات الحاصلة في العالم ابتداء من ارتفاع الأسعار في السبعينات، وبين سنتي 2000 و2014، ومراحل الانخفاض العالمي منتصف الثمانينات وحاليا منذ سنة 2014، معتبرا أن عوامل انخفاض أسعار البترول "هي عوامل خارجية ولا تتحكم فيها الحكومة"، معددا ثلاثة أهم عوامل للتحكم في السوق النفطي في العالم، وهي "الطلب والعرض وارتباطه بالمضاربة ونمو الاقتصاد العالمي، والانعكاسات السياسية على المنتجين مثل تقليص الإنتاج في ليبيا وسوريا، وكذا ارتفاع قيمة الدولار، لأنه عملة بيع البترول يؤثر سلبا على حجم الطلب في السوق الأوروبية".

وبادر شكيب خليل بدعوة المواطنين إلى عدم الالتفات إلى التصريحات التي تطالب بسحب الثقة من الحكومة، لأن الأزمة الاقتصادية والمالية تتطلب مجهودات لتجاوزها، مضيفا: "الحكومة الحالية تقوم بمجهود لتقليص النفقات قصد إحداث التوازن، وذلك بتأجيل بعض المشاريع والبحث عن مداخيل أخرى إضافية، بينها رفع سعر البنزين والكهرباء وهذا طبيعي". واعتبر شكيب أن "تسديد الديون كان قرارا حكيما لأنه لو تزامن حاليا مع الأزمة المالية لكان الوضع كارثيا"، كما دافع عن خطة عمل الحكومة لتنويع الاقتصاد بقوله "مجهود الحكومة بدأ فعليا في تخفيض سعر النفط المرجعي في ميزانية الدولة، وتنويع الاقتصاد في قطاعات منتجة مثل الفلاحة والصيد البحري والسياحة والصناعة والخدمات". وأضاف: "نحن نستفيد حاليا من ارتفاع سعر الدولار في الاستيراد، لأن الحكومة خصصت 110 مليار دولار من احتياطياتها لمواجهة الأزمة".

وفيما تعلق بالتنبؤات المستقبلية عن ارتفاع أو تدني أسعار المحروقات دوليا، يفيد الرئيس الأسبق لمنظمة "أوبك" بأن "الأمر خارج نطاق توقعات الخبراء، فليس في مقدور أي خبير إعطاء تقديرات مستقبلية عن الأسعار، ذلك لارتباط برميل النفط بعديد العوامل، تكون تارة في صالح الدول البترولية، وتارة أخرى في صالح الدول الصناعية الاستهلاكية، من ضمنها حجم الطلب العالمي، كميات الإنتاج، المضاربة، الانعكاسات السياسية، وكذا قيمة الدولار بالأسواق العالمية".

يشار إلى أن خرجات الوزير السبق للطاقة والمناجم عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تلقى تعليقات وردود فعل سياسية وإعلامية وعبر متصفحي الفايسبوك"، وحملت التعليقات ردودا تتعلق باستعمال شكيب خليل للهجة الجزائرية في تبسيط الأزمة المالية، في ظل الجدال الحاصل في قطاع التربية حول استعمال "الدارجة" في المدرسة، كما حملت بعض التعليقات رسائل شكر للوزير السابق لأنه أحسن التواصل مع المواطنين لتبسيط حالة الاقتصاد الوطني، عكس وزراء حكومة سلال، رغم أن رئيس الجمهورية أمر في عدة مناسبات بالتوجه للشعب وتوعيته بمخاطر الأزمة.

يونس. ش

 

من نفس القسم الوطن