الوطن

تصدع الأفلان يقلق السلطة ويغذي التوتر السياسي والاجتماعي

بعد مبادرة بعض قدامى المجاهدين وردود الفعل عليها

 

استعجل المكتب السياسي للأفلان الرد على بعض قدامى المجاهدين باجتماع أمس، رغم غياب الأمين العام للحزب الموجود في عطلته، وعبرت العبارات المستعملة عن حجم التوتر والقلق الدائر عند القيادة الحالية، وقابله في الاتجاه الآخر غموض وعدم وضوح عند خصوم سعداني لدوافع والجهة أو الأطراف المستفيدة من خرجة أمثال الجنرال المتقاعد وعضو اللجنة المركزية عبد المجيد شريف.

الخرجة وما أحدثته من رد فعل تزامنت مع رسالة مررها مسؤول الإعلام في بعض وسائل الإعلام حول دعوة الفرقاء في الحزب إلى الحوار والابتعاد عن التراشق في الإعلام، وهو ما يعني أن الأمين العام يدرك رسالة السلطة في المرحلة القادمة ولا ترغب أن تخوض كل الاستحقاقات الاجتماعية والسياسية بحالة الانقسام الذي يعرفها حزب الأغلبية وجهاز السلطة المدني، الذي يمكنه أن يخفف عنها جوانب من الأعباء المتوقعة والمحتملة في آجال قريبة.

تشخيص الرئيس والحكومة للوضع المالي والاقتصادي، إضافة إلى التهديدات المفتوحة من الشركاء الاجتماعيين بصعوبة الدخول الاجتماعي القادم، تفرض أهمية توفير الشروط الأساسية لاستعفاء الأفلان وتجميع قدراته وإطاراته، وخاصة أن الخريطة السياسية القادمة لا يبدو أنها تحمل تغيير اتجاه ريادة الحزب وأسبقيته، ووضعه الحالي لا يسمح كما لا يسف السلطة في هذا الخيار، ما يفرض إحداث تغيير نوعي بدأ الحديث عنه في أوساط الأفلان، سواء الموالين للقيادة الحالية أو خصومهم. ورغم أن أنصار الأمين العام السابق يروجون أن مهمة السيد عبد العزيز بلخادم قد تكون التنسيق بين مختلف الأطراف على أن لا يتجاوز هذا الدور ويتيح الفرصة لآخرين يتولون قيادة الحزب ويحظون بقبول أغلب الأطراف الموجودة فيه.

حتى إطارات الحزب الموالين لسعداني أصبحوا على قناعة أن من عينوا كمحافظين هم رؤساء القوائم في الانتخابات القادمة، وهو ما أثار حفيظتهم وأصبحوا لا يرون في الحزب مكانا لتحقيق طموحاتهم السياسية، وبدأوا يتواصلون مع خصوم القيادة الحالية، وهو أمر تدركه أجهزة السلطة حتى وإن حاولت القيادة الحالية إخفاءه وتجاوزه.

ليس هناك وضوح في مبادرة الإجماع أو التقريب بين مكونات الأفلان، ولكن الأكيد أننا في مقدمات مبادرة قد تبرر للرئيس بشكل خاص التدخل المباشر وإنهاء الخلاف داخل الحزب بصفته الاعتبارية وصلاحياته التنظيمية التي خولها له المؤتمر العاشر لجبهة التحرير الوطني. وربما ستكون الأفلان نقطة من حزمة متكاملة تقوم بها السلطة مستقبلا تعنى بالتغيير المرتقب، والذي لا يبدو أنه بعيد جدا رغم أن اللجنة المركزية للحزب قد تتأخر إلى غاية نهاية سبتمبر أو بداية أكتوبر.

 
خالد. ش

من نفس القسم الوطن