الوطن

إصرار جزائري على سياسة اليد الممدودة تجاه الشعب المغربي

رغم استمرار عبارات الاستفزاز والعداء المغربي تجاهها

 

لم يخرج خطاب ملك المغرب، في الذكرى الـ15 لاعتلائه الحكم، عن ترديد ما تعتبره الرباط ثوابت في خطابها وأدبياتها السياسية، مثل كلمة أعداء الوحدة الترابية، في مصطلح توافق عليه ساسة المغرب في التحامل على الجزائر والجزائريين، رغم الخطاب والرسائل التي يحاول ويحرص المخزن على إيصالها للجزائر، وكان آخرها زيارة وفد مغربي اعتبر رفيع المستوى في الفترة الأخيرة، والذي ترأسه الوزير المنتدب للشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، ومدير الإدارة العامة والمستندات (المخابرات المغربية) ياسين المنصوري. وهي الزيارة التي جاءت في مرحلة تحول في الدبلوماسية المغربية ومحاولة ترسيم وجودها في الاتحاد الإفريقي.

المغرب في خطابه الرسمي وعلى أعلى المستويات، لا يخلو من عبارات الاستفزاز لمشاعر الجزائريين والتحامل على بلدهم ومواقفهم الوطنية المبدئية، التي يعرف المخزن أكثر من غيره أنها غير قابلة للمساومة ولا التنازل، حتى ولو بقي الجزائريون وحدهم في دعم حق الشعوب في التحرر وتقرير المصير. ورغم مرارة المواقف والخطاب المغربي، بل التحامل عليها لدرجة مناورات إيجاد محاور إفريقية مناوئة للجزائر، فإن الجزائر حريصة على إبقاء روح التعاون والتبادل، وهو ما مثلته رسالة رئيس الجمهورية بنفس المناسبة، وعبرت بعمق عن عزم الجزائر الراسخ على العمل من أجل تحقيق الأهداف الثنائية والمغاربية والارتقاء بالعلاقة بين البلدين إلى ما ترنو إليه شعوب المنطقة من سلام واستقرار وتطور"، مضيفا: "كما عبرت رسالة الرئيس على مضامين غير منطوقة حينما أكد على تجديد العزم للقيام بكل ما من شأنه أن يزيد وشائج القربى والمحبة التي تجمع بين الشعبين متانة وتحقق تطلعاتهما وآمالهما للعيش في كنف التضامن والإخاء".

لا يبدو أن المغرب استوعب الرسائل الجزائرية المتكررة التي ترغب في تطوير العلاقة وإبعادها عن التوتر والاستفزاز، وعدم ربط هذه العلاقة بقضية الصحراء الغربية التي لا يمكن للجزائر ولا لغيرها محوها من ذاكرة الشعب الصحراوي المناضل، الذي لا يقبل إلا بحقه في تقرير مصيره، ومن ثم بناء دولته التي حلم بها منذ عقود من الزمن، وصبر وصابر عبر تضحيات جسام وكبيرة لا يمكن أن تذهب سدى.

الاحتفالات في السفارات المغربية وخاصة في بلدان المغرب العربي عرفت تدنيا في المشاركات الشعبية والحزبية، على غرار السفارة المغربية بالجزائر ونواكشط وحتى تونس، وكلها رسائل واضحة للرباط بأن تعيد حساباتها في التعامل مع التعاون المغاربي وتنتهي من حملاتها العدائية ضد الجزائر دولة وشعبا.

 
خالد. ش

من نفس القسم الوطن