الوطن

الأفافاس يتمسك بالإجماع الوطني كشرط لتحقيق التوافق المنشود !!

أرجأ الإعلان عن قراره بخصوص التشريعيات القادمة

 

أكدت التشكيلة السياسية لجبهة القوى الاشتراكية، على تمسكها بالذهاب نحو إجماع وطني من شأنه أن يحقق التوافق المطلوب، وأشار الحزب عبر قياداته بأن الأفافاس لم يتخل عن فكرة الإجماع الوطني التي كان يراد لها أن تتبلور في البداية من خلال ندوة وطنية يشارك فيها جميع الفاعلين، سلطة وأحزابا ومنظمات وشخصيات وطنية. وأوضح الحزب أن عدم تنظيم هذه الندوة لا يعني بالضرورة أنه قد تم التخلي عن المشروع، مؤكدين على وجود مساع وحراك يتم في هذا السياق لبلورته بما يتناسب والأهداف المرجوة منه.

قال الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، بوشافع عبد المالك، في تصريح له على هامش المؤتمر الفيدرالي لبومرداس الذي عرف حضور مناضلي التشكيلة وشخصيات وطنية، بأن "البديل الديمقراطي" الذي تناضل تشكيلته السياسية من أجل تحقيقه "يمر حتما عبر بناء أوسع إجماع وطني" حول واقع ومستقبل الجزائر. وأشار في هذا الصدد إلى أن أولويات جبهة القوى الاشتراكية اليوم هي "الاستمرار في النضال من أجل إرساء تغيير سلمي لبناء دولة ديمقراطية اجتماعية وفق مبادئ أول نوفمبر 54 وأرضية مؤتمر الصومام".

وبخصوص موقف الحزب من التشريعيات القادمة، أكد الأمين الوطني الأول للأفافاس بأن مؤسسات الحزب وهيئاته هي التي "ستقرر المشاركة من عدمها في الاستحقاقات الانتخابية القادمة"، وأضاف بأن الحزب الذي "تحفظ على قانون الانتخابات المصادق عليه مؤخرا، سيعلن موقفه في هذا الصدد لما يحين الوقت المناسب".

وفيما تعلق بمبادرة الأفافاس السياسية حول بناء إجماع وطني، أكد بأن هذه الأخيرة "لم تفشل" رغم عدم تمكنها من عقد الندوة المبرمجة في المجال، لأنها (الندوة الوطنية) "وسيلة فقط لذلك"، مضيفا أن "العمل جار للبحث عن الآليات التي توضع لفائدة إنجاح هذه المبادرة".

ويعتقد ذات المسؤول الحزبي بأن البديل المنشود "يفرض نفسه اليوم أكثر من أي وقت مضى، لأنه السبيل الوحيد لحل الأزمة الوطنية المعقدة ومتعددة الجوانب"، خاصة مع "الفشل المعلن للمبادرات الأخرى المطروحة على الساحة السياسية". ويضيف بوشافع متأسفا: "نعيش في الجزائر حاليا في ظل غياب مبادئ مشروع مشترك ورؤية مشتركة وإرادة سياسية وطنية قوية كفيلة بإيجاد الحل الجذري والنهائي للأزمة المعقدة في كل المجالات"، كما نبه ذات المسؤول إلى أن "حالة السلم الظاهر" الذي تعيشه البلاد حاليا هو "ليس استقرارا" لأن الاستقرار "يتكرس بموافقة القوى السياسية والاجتماعية على قواعد اللعبة الموضوعة بكل حرية بين شركاء متنافسين مدعوين للعيش معا".

من جهته، أشاد عضو الهيئة الرئاسية للحزب، علي العسكري، مطولا في كلمته، بخصال والمسار الجهادي والنضالي للمرحوم حسين آيت أحمد، وأكد بأن "بناء البديل الديمقراطي بشكل هادئ ومستقر هو بمثابة ضمان المصداقية التي تقوي كل مؤسسات الدولة". وقال في هذا الصدد "لاحظنا بأن إصلاحات السلطة في هذا الإطار تفتقد للإرادة السياسية الحقيقية، حيث اقترحنا على السلطة في هذا المجال عدة مبادرات توافقية تجمع أكبر عدد من الجزائريين للخروج من الأزمة، لكنها باءت بالفشل"، وتعد مثل هذه المؤتمرات التي تعقدها الجبهة عبر كل ولايات الوطن بمثابة "فرصة للانفتاح" على المجتمع و"تقوية" الممارسة الديمقراطية وهياكل ومؤسسات الحزب.

إكرام. س

 

من نفس القسم الوطن