دولي

الشهد في بندقية الخليل

القلم الفلسطيني

 

54 عملية فدائية نفذها المقاومون في الخليل ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية انتفاضة القدس، واحتلت الترتيب الأول بين المحافظات في مواجهة الاحتلال بـ88 عملية إطلاق نار وطعن ودعس، وتتصدرها الخليل بعمليات إطلاق النار في المحافظة أو المدن الإسرائيلية أو المستوطنات.

القسامي الشهيد محمد الفقيه يقدم أنموذجا جديدا للمقاوم الفلسطيني ذي القيم والمبادئ الأخلاقية العالية، وبسيرته تقرأ مشهد المقاومة في الضفة الغربية؛ فقد قاتل بطريقة شرسة على مدار 7 ساعات في ليلة الثلاثاء- الأربعاء، رفض خلالها الاستسلام لجنود الاحتلال، مدعوما من الجماهير في بلدة صوريف التي احتضنته، وهبّ المواطنون للدفاع عنه ومحاولة منع الاحتلال من الوصول للمكان.

محمد قاتل بأخلاقه عندما امتنع قبل شهر عن قتل عائلة الحاخام كبير غلاة المستوطنين "ميخال"، وترك الأطفال دون أن يصيبهم بأذى، كما فعل المقاومون في عملية نابلس في أكتوبر الماضي، وعندما اختار أبناء العم خالد ومحمد مخامرة عدم المس بالأطفال في عملية تل أبيب، وغيرها من العمليات.

 

محمد شاب فلسطيني ميسور الحال وحافظ للقرآن الكريم، انتمى لحركة حماس خلال اعتقاله لمدة 5 سنوات، وكان قد انتمى لحركة الجهاد الإسلامي ثم نشط في كتائب القسام بعد خروجه من السجن، وتعرض للاعتقال على مدار خمسين يوماً في سجون الأمن الوقائي في الخليل، لنشاطه في المقاومة، وتعرض للاستدعاء قبل تنفيذ العملية الأخيرة ثم المطاردة.

 

حكاية محمد هي حكاية كل مقاوم في الضفة الغربية، وعلى وجه الخصوص الخليل التي تمثل المخزون الاستراتيجي للمقاومة، والمحافظة الأكثر تقديما للشهداء خلال انتفاضة القدس والأكثر تنفيذا للعمليات الاستشهادية.

 

ما كان للاحتلال أن يصل للشهيد محمد لولا التنسيق الأمني الذي تم بين الاحتلال والأجهزة الأمنية في الضفة، وقد أعلنت عائلة المقاوم محمد أن الأجهزة الأمنية كانت تطارد الشهيد إلى جانب قوات الاحتلال، وأنها قد ساعدت الاحتلال في الوصول إليه في قرية صوريف، وساندت القوات في محاصرة القرية.

 

ومع ذلك سيفشل الاحتلال في مواجهة المقاومين، وإنه في أي خطوة فلسطينية في سبيل إنهاء التنسيق الأمني وتفكيك المنظومة الأمنية التي ترتبط بها الأجهزة مع الاحتلال سينهار الاحتلال أمام قوة المقاومة والعمليات التي يتم تنفيذها، وقد اعتبر الكاتب الصهيوني آفي سخاروف في تعقيبه على العملية التي نفذها محمد وزملاؤه بأن العمليات التي نفذت مخطط لها بشكل جيد، ويشير إلى أنها عمل منظم من إحدى الخلايا؛ والتي ثبت لاحقاً أنها تنتمي لكتائب القسام، وحق هنا أن تتصدر بندقية الخليل المشهد وينظم الشعراء لها بأن الشهد في بندقية الخليل.

إياد القرا

من نفس القسم دولي