الوطن

نهايات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي !!

بعد إعلان جبهة النصرة عن فك الارتباط بالقاعدة

تلقت الدول الغربية إعلان زعيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، وقف العمل باسم جبهة النصرة، وتشكيل جماعة جديدة باسم جبهة فتح الشام، وفك ارتباطها بتنظيم القاعدة، بعدم تغير موقفهم منها واعتبار التنظيم الجديد لازال يمثل تهديدا للغرب ومصالحه، وأنه باق كهدف للطائرات الروسية والأمريكية في سوريا.

زعيم النصرة لم يخف أن الإعلان جاء بتفويض من القاعدة لاتخاذ هذه الخطوة، ما يقلل من صدقيتها من جهة ويقر بحقيقة ثابتة في الجماعات الإرهابية وهي انتهاء صلاحية القاعدة وعدم وجود قدرة على التجنيد والتعبئة منذ وفاة رمزها أسامة بن لادن من جهة، وبروز داعش التي خطفت الأضواء وتمكنت من اكتساح الشباب المتطرف الراغب في الجهاد.

وواضح أن قرار فك الارتباط جاء من الدول الداعمة للنصرة بغية تجاوز التوافق الروسي الأمريكي بضربها في سوريا، خاصة أنها إحدى القوى الأساسية بعد الجيش الحر القادرة على إحداث تغييرات في الميدان، من أجل التفاوض من أعلى مع النظام السوري.

وتساءل بعض المراقبين عن استمرار نهج فك الارتباط عند باقي التنظيمات التي أعلنت بيعتها للقاعدة من قبل، على غرار تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي الذي يتزعمه عبد المالك درودكال "أبو مصعب عبد الودود" والمنتمي للقاعدة منذ 25 جانفي 2007، بعد أن غير اسمه من الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى ما هو عليه الأن، خاصة أن هذا التنظيم تعرض لضربات مختلفة من الجيش في الجزائر وحتى في شمال مالي، وتناقص بشكل كبير، وبدأت بعض عناصره تتوجه إلى داعش على قلة عددهم بسبب قلة المؤونة والدعم المالي، وغياب التغطية والصدى الإعلامي الذي تنتعش به الجماعات الإرهابية .

تقلص حجم وفعالية تنظيم القاعدة يعود بالدرجة الأولى إلى غياب التمويل وتجفيف منابع تمويله، خاصة أن أميره الحالي مصري الجنسية ولا يتمتع بأي دعم لا استخباراتي ولا داخل اللوبيات المالية المتخصصة في هذا النوع من التجارة الرائجة في الفترة الأخيرة.

ولا يستبعد أن تكون هذه الخطوة من الجولاني الضربة القاضية لتنظيم القاعدة، خاصة في منطقة شمال إفريقيا، بعد أن غيب على جميع الجبهات بدءا من أفغانستان ومرورا بسوريا والعراق، وغياب في ليبيا ولم يبق له إلا بعض الأثر في شمال مالي، بل أن جماعة بوكو حرام الناشطة في إفريقيا لا تعتبر التنظيم مصدر قوة ولا يمثل لها القدوة اللازمة في التمدد والتوسع وحتى في المنهج.

خالد. ش

 

من نفس القسم الوطن