الوطن

أحزاب تطلّق الجامعات الصيفية بسبب ضعف التمويل وآخرون يتمسكون بها

تعتبر فرصة لحشد القواعد للاستحقاقات القادمة

بعد سبات سياسي فرضته حالة الركود التي صاحبت تمرير دستور البلاد الجديد، وعطلة شهر رمضان التي تختار فيه غالبية الأحزاب السياسية في الجزائر الركون إلى العطلة الإجبارية، يرتقب أن تعود الجامعات الصيفية لمعظم الأحزاب السياسية الفاعلة في الجزائر والتي تراهن على المشاركة في التشريعيات القادمة، حيث تعتبر هذه اللقاءات فرصة أمام هذه التيارات الحزبية لحشد القواعد لمواعيد سياسية كبرى تتطلع للمشاركة فيها. ورغم تمسك الكثير من التشكيلات السياسية بتنظيم هذه الجامعات، فإن أخرى طلقت تنظيمها بسبب ضعف التمويل وشحه، كما تفضل المراهنة على التشريعيات بأقل تكلفة، خاصة وأن القانون الناظم لهذه المواعيد الانتخابية سيضع الكثير منها على المحك بسبب الشروط التي يراها البعض تعجيزية وآخرون إقصائية.

وقد أجمعت العديد من الأحزاب السياسية على اختيار أواخر فصل الصيف الجاري لتنظيم جامعاتها الصيفية تزامنا والدخول الاجتماعي، حيث تعد هذه الفترة في نظر الكثير منهم الأنسب لجمع شمل الإطارات والمناضلين، وتطرح برمجة جامعات صيفية لأحزاب من المعارضة وخصوصا الإسلامية منها، إشكالية أخرى تعلقت بالضائقة المالية التي تعيشها أو ما بات يعرف بـ"التقشف"، حيث كشفت العديد منها التخلي عن جامعاتها الصيفية لعدم توفر الإمكانيات المادية منها، فيما أرجعت أخرى سبب ذلك إلى صعوبة الحصول على المكان في ظل الغلق السياسي الذي تمارسه السلطة أمامها.

وفضلت العديد من الأحزاب السياسية شهر أوت المقبل كمرحلة للتحضير لعقد جامعتها الصيفية لتناول أهم المستجدات السياسية والاقتصادية، وقررت حركة مجتمع السلم وحركة النهضة والإصلاح والعدالة والتنمية عقدها، والاستثناء وقع مع حزب جبهة التحرير الوطني الذي اختار الدخول الاجتماعي متنفسا جديدا، أما حزب العمال فقرر إلغاء الجامعة الصيفية لأسباب لم يوضحها الحزب على لسان القيادي في الحزب، إسماعيل قوادرية، الذي قال أن "المكتب السياسي للحزب قرر إلغاء الجامعة الصيفية وتكثيف خرجاته الميدانية والتجمعات الشعبية عبر مختلف ولايات الوطن، والتي ستشرف عليها الأمينة العامة للحزب لويزة حنون، وذلك تحضيرا للتشريعيات القادمة، من خلال برنامج مكثف تم تسطيره وفق أهداف واضحة".

الأحزاب الإسلامية بدورها هي الأخرى قررت عقد جامعاتها الصيفية بالتركيز هذا العام على كيفية دخول التشريعيات المقبلة والخطط المستقبلية من خلال برامج مسطرة، حيث أكدت غالبيتها دخولها سباق الانتخابات المقبلة في ظل قانون الانتخابات الجديد، وتعقد "جبهة التغيير" الجامعة الصيفية لإطاراتها في الفترة 23، 24، 25 أوت المقبل، هذا ما أكده رئيسها عبد المجيد مناصرة الذي ظهر جد مستاء من قرارات السلطة والحكومة بمنع الأحزاب من تنظيم جامعاتها الصيفية بحجة واهية، أربكت هذه القوى السياسية بالجزائر التي لم تستطع لحد الآن تنظيم نشاطاتها، منتظرة قرارا آخر من السلطة وكذا الحكومة بتعليق المنع الذي ظهر جليا في تأجيل نشاطاتها السياسية إلى أجل غير مسمى، فيما استنكر مناصرة قرار السلطات وعلى رأسها الحكومة بمنعها من استخدام المنشآت الجامعية لإقامة نشاطاتها، معتبرا أنه لا يتماشى وسياسة الانفتاح التي انتهجها الرئيس بوتفليقة.

بينما تجمع حركة مجتمع السلم "حمس" إطاراتها ومدعويها لجامعاتها حركة مجتمع السلم بين 02 و05 أوت المقبل بقرية الفنانين بالجزائر العاصمة، حيث كشف القيادي في الحركة ناصر حمدادوش أن الحدث البارز الذي سيخيم على مجريات الجامعة الصيفية هو التحضير للموعد الانتخابي المقبل، والذي سيتم بتحديد الآفاق السياسية للحركة وتقييم حزمة القوانين التي اعتمدتها السلطة مؤخرا وتوجهاتها الجديدة، مع مناقشة مواقف ووضع الطبقة السياسية، وينتظر من إطارات الحركة إعادة النظر ومراجعة خطها السياسي.

وفي نفس السياق، تتجه حركة الإصلاح لاختيار الفترة ما بين 25 إلى 28 أوت القادم كموعد لعقد جامعتها الصيفية بالجزائر العاصمة أو بولاية بومرداس، من أجل تدارس الشأن السياسي والاقتصادي بالبلاد، حيث ترى قيادات الحركة أن الاستحقاقات السياسية المنتظر تستوجب طرحها على قيادات الحزب والخروج بفكرة واضحة حولها، وهو ما سيناقش في هذه الأيام.

على صعيد آخر، برمجت "جبهة العدالة والتنمية" جامعتها مطلع نوفمبر القادم بولاية الطارف، والتي تتناول مواضيع تتعلق بالوضع الاقتصادي والسياسي المتعلق بالجانب الهيكلي والتنظيمي الداخلي للحزب، فيما ينظم "الأفافاس" جامعته الصيفية مطلع سبتمبر القادم الذي سيكون هو الآخر تحضيرا للمرحلة المقبلة التي تتزامن والتشريعيات المقبلة، من خلال دراسة وضعها في الساحة والخيارات المطروحة أمامها وتقييم مواقفها السابقة. والأرسيدي بدوره قرر تنظيم الجامعة الصيفية لتكون فرصة للحزب لحشد الأصوات الشبانية وتأطيرها.

بالموازاة مع ذلك، حددت أحزاب السلطة شهر أوت القادم كمرحلة لتحضير عقد جامعتها الصيفية لتناول أهم المستجدات التي تعرفها الساحة الوطنية والسياسية والاقتصادية، حيث فضل حزب جبهة التحرير الوطني تأجيل تنظيم جامعته الصيفية هذه السنة إلى غاية الدخول الاجتماعي، حسبما أعلن عنه مصدر من داخل الحزب العتيد الذي تعود على تنظيمها كل سنة لجمع قياداته وإطاراته وقاعدته، بهدف تقييم أدائه ومدى إخفاقه أو نجاحه في تنفيذ برامجه.

وعكس الأحزاب الأخرى، فإن حزب التجمع الوطني الديمقراطي "الأرندي" هو الحزب الوحيد الذي عقد جامعته الصيفية والتي تزامنت مع تزكية أحمد أويحيى كأمين عام للحزب، حيث تبنى الحزب هذا الخيار لربح الوقت للتحضير للاستحقاقات القادمة، خصوصا مع تأكيد الحزب استعداده للمعترك الانتخابي المقبل.

هني. ع

من نفس القسم الوطن