الوطن

الولايات المتحدة تدعم المسار الأممي من أجل تسوية القضية الصحراوية

قال إن واشنطن تعارض الوجود العسكري في ليبيا إذا لم يكن بطلب من الحكومة

بلينكن يعلن عن قرب موعد تدشين أول مدرسة أمريكية بالجزائر

 

قال مساعد كاتب الدولة الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة تدعم المسار الأممي من أجل التوصل إلى حل عادل ومستديم وبموافقة الطرفين، فيما يخص النزاع القائم في الأراضي الصحراوية المحتلة من قبل المغرب. وأوضح المتحدث أن واشطن تأمل في خوض الطرفين جولة من الحوار بإرادة صادقة تساعد على التوصل لحل لهذا النزاع. وأشادت واشنطن، على لسان المتحدث، بالجهود الجزائرية التي دعمت ملف الحوار الليبي، معتبرة أن ما قامت به كان حاسما في إبرام اتفاق السلم والمصالحة. كما أثنى المتحدث على مجالات التعاون بين بلاده والجزائر في المجال الاقتصادي والثقافي، كما أعلن عن قرب تدشين أول مدرسة أمريكية بالجزائر والتي قال بأنها ستفتح خلال شهر.

مساعد كاتب الدولة الأمريكي أنتوني بلينكن، وفي حديث له مع وكالة الأنباء الرسمية نشر أمس، عقب الزيارة التي قام بها إلى الجزائر، قال إن أمريكا تدعم وستواصل دعمها لمسار الأمم المتحدة الرامي إلى إيجاد حل عادل ومستديم يوافق عليه الجانبان المغربي والجمهورية الصحراوية، يهدف إلى وقف النزاع هناك. وأثنى المتحدث على جهود كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالصحراء الغربية، لتحقيق تقدم في هذا المسار، كما أضاف يقول "نأمل أن يباشر الطرفان حوارا بإرادة صادقة بهدف تسجيل تقدم نحو تسوية لهذا النزاع"، وقد دعت الأمم المتحدة في مختلف لوائحها الطرفين للشروع في مفاوضات دون شروط مسبقة وبإرادة صادقة بهدف التوصل إلى تسوية سياسية عادلة ومستديمة يوافق عليها الطرفان، من شأنها أن تسمح بضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

من جهة أخرى، أوضح ذات المسؤول أن بلده يدعم عودة أعضاء البعثة الأممية من أجل تنظيم استفتاء بالصحراء الغربية (مينورسو) المطرودين من طرف المغرب، وقال "نؤيد عودة فرقة مينورسو علما أن 25 عضوا منها عادوا فيما ينتظر التحاق البقية من أجل استئناف العمل خلال الأسابيع القادمة".

وفي سياق تطرقه للوضع الأمني في المنطقة، أشاد ذات المسؤول بدور وجهود الجزائر في تحقيق السلم والأمن بالمنطقة، واسترسل المتحدث يقول إن "ريادة الجزائر من أجل التوصل إلى تحقيق السلم في ليبيا ومالي وسوريا هامة جدا ونحن نعمل في إطار تنسيق وثيق حول كل هذه القضايا". وبعد الإشارة إلى أن الفترة الحالية هي فترة "التحديات الكبرى"، أوضح المسؤول الثاني في كتابة الدولة الأمريكية أنه "لهذا الغرض ينبغي على الجزائر الاستمرار في ضمان ريادتها ومواصلة العمل من أجل تحقيق السلم والأمن وكذا التنمية الاقتصادية بالمنطقة". وفي هذا الشأن نوه بلينكن بالدور "الحاسم" الذي لعبته الجزائر من أجل إبرام اتفاق السلم والمصالحة في ليبيا" والذي "من المفروض أن تطبقه جميع الأطراف الموقعة على الوثيقة".

وبخصوص ليبيا عبر المتحدث عن ارتياحه لتنصيب حكومة الوحدة الوطنية بطرابلس، واصفا هذه المرحلة بـ"الإيجابية"، كما أردف يقول "نحن معنيون كثيرا بالتحديات الأمنية المفروضة خصوصا من خلال تواجد مجموعة "داعش" في ليبيا، لاسيما في سوريا والتي تشكل تحديا بالنسبة لكل المنطقة"، ويرى المسؤول الأمريكي أن "أفضل شيء يمكن القيام به هو مساندة الحكومة الليبية قصد السماح لها برفع التحديات الأمنية". وعن سؤال حول العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة الفرنسية في ليبيا دون التنسيق مع الحكومة الليبية ودون ترخيص من مجلس الأمن، أكد مساعد جون كيري أن بلده يدعم حلا سياسيا في ليبيا عوض العمل العسكري. من جهة أخرى قال المتحدث أن "كل ما أنجز في ليبيا كأرضية يكتسي طابعا سياسيا بحتا، لاسيما من خلال تنصيب حكومة الوحدة الوطنية بطرابلس". وردا على سؤال حول معرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة تعارض وجودا عسكريا أجنبيا في ليبيا، أكد أن كل "عمل عسكري أجنبي يجب أن يتم ردا على طلب من الحكومة الليبية"، كما استرسل يقول "إذا طلبت الحكومة الليبية مساعدة في مجال التكوين والتجهيز أو الأسلحة فإننا سندرس هذا الطلب ونرد عليها"، مؤكدا على ضرورة رد المجتمع الدولي على كل طلب مساعدة للحكومة الليبية لاسيما في المجال الأمني.

وفي ملفات أخرى متعلقة بالتعاون بين واشنطن والجزائر، قال أن بلاده تدعم الجزائر في جهودها الرامية إلى تنويع اقتصادها، مشيرا إلى وجود شراكة "عميقة أكثر فأكثر" في مختلف المجالات بين البلدين، واعتبر ذات المسؤول أن غياب التنوع "يجعل الأمور صعبة بالنسبة لبلد يرغب في النجاح اقتصاديا"، وأشار بلينكن إلى أن جهود الجزائر من أجل تنويع اقتصادها تخص قطاع الطاقة، لاسيما من خلال تطوير الطاقات المتجددة وكذا القطاعات الاقتصادية الأخرى. وقال في هذا السياق "سنواصل العمل بشكل وثيق في مجال تطوير الطاقات المتجددة، حيث حققت الجزائر تقدما حقيقيا، إضافة إلى قطاعات أخرى". ويرى المتحدث أنه من "المهم" أن تتخذ الحكومة الجزائرية مبادرات أخرى لجعل مناخ الأعمال مستقطبا أكثر لتحقيق استثمارات أجنبية أكثر، لاسيما الأمريكية، معترفا بتحقيق تقدم في هذا الإطار.

وبعد أن أبرز المؤهلات التي تزخر بها الجزائر خصوصا موقعها الجغرافي ومواردها البشرية، كشف المسؤول الأمريكي أنه درس هذه النقاط مع المسؤولين الجزائريين لاسيما قاعدة 51/49 والإجراءات المرتبطة بإنشاء المؤسسات. وبخصوص سؤال حول تقييم زيارته إلى الجزائر، أشار المتحدث إلى أنه أجرى محادثات "مهمة جدا" مع المسؤولين الجزائريين، معربا عن أمل بلاده في تعزيز علاقاتها أكثر مع الجزائر على الصعيدين الاقتصادي والثقافي وبين شباب البلدين، وعلى الصعيد الثقافي. هذا وأوضح بلينكن أن المدرسة الأمريكية ستفتح أبوابها خلال شهر بالجزائر، معتبرا إياها أفضل وسيلة لتحقيق التقارب بين البلدين والشعبين.

خالد. ش

من نفس القسم الوطن