الوطن

هذه هي حقيقة جماعة غولن في الجزائر!!

بعد أن أصبحت محل اتهام ومتابعة من الحكومة التركية

 

أثارت محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا أحاديث عن الجماعة المتهمة والمتورطة في محاولة الانقلاب، خاصة أنها متواجدة فيما يقارب 100 دولة، وأنها تتعامل بنفس الاستراتيجية الفكرية والتنظيمية والاستراتيجية، كما كشفت المحاولة ارتباطات جماعة فتح الله غولن الخارجية وخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية وبعض اللوبيات الغربية المتنفذة في البلدان العربية والإسلامية.

في الجزائر كغيرها من الدول، تحركت الجماعة منذ مدة ليست قصيرة، ويعود تاريخ تواجدها بالجزائر إلى سنة 1999، وخلال هذه الفترة اعتمدت استراتيجيتها على إنشاء مؤسسات تربوية وتعليمية والتي كان من بينها مدارس بارباروس في كل من الجزائر ووهران وقسنطينة، وبعد المرسوم التنفيذي الصادر في 2005 الذي يمنع تسيير المدارس من الأجانب، حلت هذه المدارس لتعتمد بعد ذلك سياسة المصاهرة، واستطاعت أن تبدأ مدارس جديدة مسيرة من نساء متزوجات بأتراك، على غرار زوجة السيد سركان التي فتحت في العاصمة المدرسة الجديدة، كما حرصت الجماعة على فتح مدارس لتعلم اللغة التركية على غرار معهد الحداثة، ولم نستطع تجميع كثير من المعلومات حول المدارس المنتشرة على حد تعبير أحد الذين التحقوا بها منذ فترة ولكنه خرج من الجماعة، بعد أن تأكد من ابتعاد خلفيات أهدافها عما تعلن عنه.

ويعد حميد أوزقن زعيم جماعة فتح الله في الجزائر والذي يجمع كل أنشطة الجماعة بما فيها الشركات التركية ورجال الأعمال التابعين لها. ومن أهم هذه الشركات شركة البرج ووكالة ميدياتيك الإعلامية، وغيرهم كثيرون. وتهتم الجماعة كثيرا بالطلبة واستطاعت أن تؤمن في الفترات السابقة منح دراسة وتتكفل بإقامات الطلبة في تركيا، وتحرص الجماعة على التغلغل في المؤسسات الاستراتيجية واستقطاب أبناء الشخصيات النافذة، وفي نفس الوقت المتفوقين في الدراسة.

كما استطاعت الجماعة أن تجد مكان قدم في بعض الجامعات الجزائرية، والبعض يرجع لأعضائها فضل إنشاء معاهد للغة التركية في بعض الجامعات الجزائرية، كما أن بعض شركاتها استطاعت أن تحصل على مشاريع جد حساسة على غرار المستشفى العسكري.

وحسب ذات المصادر، فإن الجماعة لم تهمل الجانب الاجتماعي وتقوم بحملات في الأعياد وخاصة عيد الأضحى، إذ تقوم بتوزيع اللحوم على الفقراء مستعملة وسائط جزائرية، على غرار جمعية العائلة والهلال الأحمر وجمعيات أخرى. وقد حرصت في الفترة السابقة على استعمال السفارة التركية مستعملة نفوذها والخوف الذي يسود الدبلوماسيين الأتراك من نفوذها وسطوتها، خاصة أن الجميع كان يعرف سيطرتها على جزء مهم من القرار التركي، وأن الخلاف بينها وبين الرئيس التركي رجب أردوغان بدأ منذ تقريبا 17 ديسمبر 2013 حينما التهمته الجماعة بالفساد وبدأت حملة شرسة ضده منذ تلك الفترة، أعلنت الحرب بين الطرفين، إلا أن أغلبية الأتراك كانوا مقتنعين بنفوذ الجماعة وقدرتها على حسم المعركة مع أردوغان وحزبه.

وفي الجزائر تظهر الصور التي بحوزتنا، مرفقة بالمقال، أن المستشار في السفارة التركية برباروس أردام وهو مع زعيم الجماعة حميد أوزقن في حملة أنشطة الجماعة، ولازالت السفارة التركية في الجزائر تحافظ على الصور التي تنشر جزءا منها والموجودة في صفحتها في الفيس بوك.

مصادرنا تقول أن الجماعة كانت دوما محل متابعة من الجهات الأمنية الجزائرية، وهي تدرك حجمها وقدراتها في البلد، وأن المتاح لها قليل إلا أنه يبقى من الصعب التنبؤ بطريقة التعامل معها، خاصة بعد إعلان الرئيس في رسالته لأردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، بأنه يستطيع أن يعتمد على الجزائر وأن الحكومة التركية بدأت حملة متابعة دولية لكل عناصر الجماعة ومؤسساتها المختلفة.

خالد. ش

من نفس القسم الوطن