الوطن

نقاشات لأوضاع داخلية تحت ضغوط تغيرات دولية

حمس تتجه لفك الارتباط بالتكتلات القائمة

 

عجزت قيادة حمس عن إقناع المتحفظين والرافضين لمسعى استمرار تنسيقية الانتقال الديمقراطي، ولم تجد ما تقدمه من إنجازات أو من أهداف أو مصالح تحققت منذ انطلاق المبادرة، كما زادت نبرة الدعوة إلى فك الارتباط مع النهضة والإصلاح في الاستحقاقات القادمة. وساد نقاش الاختلالات التي وقعت في الأمة مؤخرا، على غرار محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة والنفاق الغربي الواضح، إضافة إلى التهديدات التي تواجه الجزائر، كلها أثرت على طبيعة الموقف الذي ستتخذه حمس من مختلف القضايا السياسية المطروحة محليا ودوليا.

وبدى واضحا الاتجاه إلى التهدئة والتخفيف من حدة الخطاب السياسي تجاه السلطة والبحث عن مجالات مشتركة من أهم التوجهات والانتقادات التي تلقتها قيادة حمس، إضافة إلى الواقع التنظيمي الذي تمر به حمس واستمرار عملية التكتلات بشكل مؤثر على الانسجام المطلوب من أجل خوض الاستحقاقات القادمة أمام استمرار تنامي عدد الرافضين لخط المعارضة بشكلها الحالي، وبداية الشعور بالخطر وذهاب المكتسبات التي تحققت في عهد المرحوم الشيخ نحناح، كما عبر بعض الإطارات عن بروز ظاهرة الخوف من الحركة وعدم الثقة في خطها وفي التزاماتها من مختلف الأطراف، سلطة ومعارضة، وهو ما سيساهم في عزل الحزب داخليا ويصعب مهمة العودة للمشهد السياسي أمام صعوبة الاستحقاقات القادمة التي ستعرف استعمال كل وسائل الهيمنة والسيطرة لتدعيم الترسانة القانونية التي لا تقف في صف أحزاب المعارضة، كما عبر بعض المتدخلين عن ظاهرة العزوف السياسي الذي أصبح يهدد الجميع والمعارضة بالدرجة الأولى، وأن إمكانات التعبئة الانتخابية أصبحت جد صعبة، كما أن الوعاء الانتخابي تشتت بشكل غير مسبوق.

الواضح أن دورة مجلس الشورى التي اختتمت، أمس الأول، رغم أنها دورة عادية تنظيميا، إلا أنها شكلت نقطة تحول عند بعض الإطارات في الحزب الذين أصبحوا يرون بأعينهم أنهم في طريق مسدود، وليست لديهم أي قدرة على تغيير مصير حزبهم الذي يطمحون أن يبقى يلعب أدوارا وطنية متقدمة، ولكنهم في نفس الوقت يقرون بالسلبيات التي يعرفها الحزب وأن تصحيحها يتطلب وقتا ربما يتجاوز تواريخ الاستحقاقات القادمة. كما أن البعض لازال يراهن على تغييرات يمكن أن تحدث داخل الحزب وبدعم من بعض الأطراف داخل السلطة، وقد تكون فترة الانتخابات محطة مهمة لإحداث التغيير أو الثورة أو حتى الانقلاب، على حد تعبير مناصري القيادة الحالية.

وكان البيان الختامي للدورة قد أعطى الضوء الأخضر لقواعد الحركة بمختلف الولايات، لمباشرة التحضيرات الخاصة بالانتخابات التشريعية المقررة العام المقبل، ما يؤشر بقوة على اتجاه حمس إلى المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي الهام. وتشير مصادر حزبية أن هناك توافقا داخل الحركة ولو ضمنيا على خوض غمار المعترك الانتخابي، رغم أنها لم تعلن ذلك رسميا في ختام اجتماع مجلس شوراها المنعقد يومي الجمعة والسبت الماضيين، بحجة أن الوقت الراهن لا يسمح باتخاذ مثل هذا القرار المصيري.

 

خالد. ش

من نفس القسم الوطن