الوطن

''غياب النخبة والوعي السياسي أهم أسباب ضعف الأحزاب''

الناشط والمحلل السياسي أرزقي فراد لـ" الرائد" :

 

 

يرى المحلل السياسي محند أرزقي فراد أن انسحاب أحزاب المعارضة من التحالفات الحالية ليس مرده عدم استقرار الأحزاب على نهج التغيير، وإنما بسبب ضعف الطبقة السياسية وضعف الوعي السياسي لدى المناضلين والمواطنين، واعتبر ممارسة الاستبداد خطرا على الدولة وليس على المعارضة فقط، وتجربة تركيا مؤخرا تؤكد هذا الطرح. ويوضح في رده على أسئلة "الرائد" أن ''الأحزاب السياسية لا تتحمل لوحدها مسؤولية ضعف الطبقة السياسية إنما غياب النخبة عن صناعة الوعي السياسي لدى المواطن ولدى المناضلين هو من يجعل من كل التحالفات هشة ومتماشية مع التيار''، مضيفا ''الانقلاب في تركيا أظهر حقيقة أن الوعي السياسي لدى الشعب والمعارضة والطبقة السياسية هو من يصنع الفارق ويحافظ على استمرارية الدولة''.

 

إلامَ يرجع تفكك التحالفات لدى المعارضة التي ظهرت غداة الانتخابات الرئاسية، خصوصا تزامنها مع التشريعيات المقبلة؟

لا يمكن أن نرجع كل اللوم على الأحزاب السياسية في الجزائر دون أن البحث في أسباب ضعفها وتناقضاتها، فالمشكلة حاليا تكمن في تراكمات أدت إلى نتائج كارثية على الساحة السياسية، وأهمها غياب النخبة عن إنتاج الفكر السياسي وغياب الوعي لدى الفرد وكذا الاستبداد الممارس.

وبالتالي لا يمكن أن تكون الأحزاب وحدها المسؤولة عن ضعف الطبقة السياسية، وتجربة تركيا تبرهن ذلك بوقوف الأكراد والمعارضة والشعب ضد الاستبداد.

أما مسألة تفكك التحالفات بينها، فإن ما حدث لتشكيلات المعارضة هو أن قيادات الأحزاب تسعى للمحافظة على القواعد والمناضلين من خلال المشاركة في الانتخابات، والكل يعلم أن المناضلين والأحزاب تسعى إلى السلطة، ومن حقهم تحقيق مسعاهم على حساب بناء الوعي السياسي مثلما أسلفنا.

 

 

إذا كان الخلل قاعديا وفكريا في الأحزاب، لماذا تجسد هاته التحالفات ظرفيا ثم يتم التخلي عنها في أول امتحان تطبيقي؟

التحالفات كانت مبنية على جملة من المبادئ بينها إنشاء هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات، وبعد تعديل الدستور وضعت السلطة هيئة لمراقبة الانتخابات، وبالتالي من المفروض والمنطقي أن هاته الأحزاب لا تدخل الانتخابات مادام أنها تعلم مصيرها وعدم مصداقيتها، لكن مثلما قلت لك قيادات الأحزاب لا يمكنها أن تفرط في قواعدها كما لا يمكنها إقناع كل المناضلين بمبدأ المقاطعة من أجل نشر الوعي السياسي والضغط على السلطة من أجل التغيير.

 

 

في هيئة التشاور والمتابعة التي تنتمون إليها وكذلك المشاركين في (مزفران 1) ومؤتمر المعارضة الأخير، ما هي العقبة الموجودة أمامكم لتحقيق مسعى تحالف موحد واستغلاله كموقف من الانتخابات تطبيقيا (سواء قائمة موحدة أو مقاطعة)؟

من خلال مؤتمر المعارضة في جوان 2014 (مزفران1) والمؤتمر الثاني المنعقد في مارس الفارط، يمكن أن نقول أنه منعرج تاريخي في الساحة السياسية في الجزائر، لكن ما نصبو إليه هو التقدم لتشكيل جبهة ديمقراطية مثلما فعل أسلافنا في جبهة التحرير الوطني.

أما ما حدث في مزفران-2 فإن الأحزاب لم تكن لديها الشجاعة للاستقرار على مطالبها، خصوصا بعد تمرير الدستور وإنشاء هيئة لمراقبة الانتخابات، وبالتالي الواقع يعكس ضعف أحزاب المعارضة الذي يعتبر انعكاسا واقعيا لضعف ومرض متجذر، ويتحمل المسؤولية في هذا النخبة التي لا تنتج أفكارا تكون صدى للأحزاب السياسية.

 

 

إذا كنتم ترون أن الأحزاب غير مسؤولة عن الوضع السياسي الحالي، فما هي الأهداف أو الإيجابيات المنبثقة عن تحالفات المعارضة في الآونة الأخيرة؟

هناك عدة إيجابيات معترف بها، أهمها أن المعارضة أظهرت السلطة على حقيقتها أمام الشعب وأن العقبة الكبرى أمام أي تغيير هو الاستبداد وليس التوجهات الأيديولوجية للأحزاب سواء الإسلامية أو الاشتراكية أو الليبيرالية أو الديمقراطية وغيرها.

ثانيا، الطرح حاليا في الساحة السياسية تغير من قضية معارضة شكلية إلى قضية بناء معارضة حقيقية بأفكار وبرامج واضحة مثلما هو موجود في الدول الديمقراطية.

ثالثا، لا يمكن أن نحاسب الأحزاب دون أن نضع في الحسبان أن القاعدة النضالية للحزب لا تتماشى بنفس السرعة التي تطرحها القيادات، وبذلك فالتغيير هو مرحلي وتدريجي من أجل نشر الوعي السياسي.

سأله : يونس بن شلابي

 

من نفس القسم الوطن